مقالات سياسية

حمدوك .. كان نفسي أقولك من زمان..

ياسر الفادني..

صلاح حاج سعيد الشاعر السوداني المتألق والذي كتب بيراعه كلمات من ذهب، صدح بها الراحل المقيم مصطفي سيد احمد… كان (نفسي اقولك من زمان) وضع فيها هذا الرجل عبارات صدق ومشاعر جياشة مفعمة بالعبوة القوية العاطفية النشطة…وهو يعد من شعراء بلادي الذين تميزوا في تلوين المفردة بألوان قوس قزح الفريدة.. وابدع فيها ابداعا لا يضاهيه إبداع…

حمدوك… كان نفسي اقول لك من زمان.. أن وضع البلاد في خطر… ذكرت وقالوا (سنبنيهو).. عاما كاملا لم يبني شيئ.. بل البنيان الذي كان موجودا قد تهدم، فقط تم بناء عالي..  وتم تشييد أبراج عالية لكنها من وهم..وصارت الحكومة الإنتقالية كما قرأنا قديما في كتاب المطالعة كالرجل الذي وضع أمامه زجاجتين من سمن.. وقال وهو يحلم في اليقظة: أبيعهما بسعر عالي واشتري اخريات وابعوهن بثمن اغلي… واشتري قصرا واتزوج فتاة جميلة فأخذته سنة نوم وضرب بعصاه الزجاجتين فسال مافيهما وتدفق! … فالان تكسر كل شيئ واندفق…

كان نفسي اقولك من زمان….زاد الفقير فقرا…وزاد التاجر طمعا.. وصار الشعب السوداني كفأر ( المسيد)  لاياكل الا ماتبقي من( محاية) الكتابة علي الألواح .. ويقتات ما يقذفه( الحوار)… من متبقي عظام اللالوب والنبق وقشر التسالي المنثور علي الأرض … المواطن تراه من كثرة همومه يلوح بيديه دون ان يشعر وبلا سبب! … ويمكن ان يصدمك في الشارع! وهو لا يشعر لانه مشغول ومهموم …  وتنظر الي ملامح وجهه تجد فيها معالم الوهن والتعب والعنت فارقته البسمة تماما… وظهرت علي محياه تجاعيد  اليأس والتشاوم من غد مظلم…

كان نفسي اقولك… كل الذي جنيياه من عام سابق وأنت علي سدة حكم هذه البلاد.. تغول( كعوك) علي محصول مزارع  خسر كل شيئ في سبيل أن ينجح محصوله ويدر عليه خيرا وفيرا لكنه صار حصبانا فأصبح صعيدا زلقا …  ودفقنا مياهنا… ظنا  ان الماء قريب منا.. لكن عندما وصلنا وجدناه (رهاب)! …اردنا الطيران لكي نصل مكانا عاليا لم نصل فلا سماءا لحقنا ولا ارضا رجعنا… فصرنا معلقين..

كان نفسي أقولك.. ان السلام لم يتحقق وان الحرية لم تنزل ارضا.. وان العدل صار تشفي واختلط حابله ونابله في كل شيء وأن الحكم صار (حصحاص) ومحاصصة… لم نر الكفاءة.. ولم نر الدراية.. ولم نر الخبرة… كان نفسي اقول ليك من زمان… إن هذه العقلية، لا تدير بلدا شاسعا مترامي الأطراف  متباين الثقافات والأعراف فالوضع الان جد خطير جدا.. فان أتتك تقارير بان الوضع في هذه البلاد جيد والشعب يعيش في نعمة ورخاء في كل اطراف البلاد فراجع هذه التقارير.. ولاتبني قراراتك علي شيء هو في عداد الوهم والخيال.. ودا (نفسي الكان داير اقولوا)… وقلته اللهم هل بلغت فاشهد..

ياسر الفادني..
[email protected]

‫5 تعليقات

  1. ليس ذنب حمدوك ان كل ما قلت لم يتحقق. حمدوك مشلول، ممسوك اليدين، من جهة اليمين الزواحف، ومن جهة اليسار الحركات المتمردة (و لن أقول حركات الكفاح المسلح، فقد انكشف المستور و ظهروا على حقيقتهم). #الله_يعينك_يا_حمدوك

  2. حمدوك فعل كل جهده وبإخلاص تاام حاول وإجتهد فى ارجاع السودان إلى حضن الاسرة الدولية وبذل المستحيل وقد شهد له القاصى والدانى فى ظل ظروف صحية واقتصاديةعالمية ومحلية غاية فى التعقيد .عمل وتفانى فى العمل مفعما”بالامل بكايرزما منقطعة النظير..فى نفس الزمن تكالب أعداء الداخل من منتفعى النظام السابق وأصدقاء جهله كل همهم إثارة المواضيع الهاايفة وحركات مسلحة إنتهازية.
    دكتور/حمدوك يعمل بصمت وصبر كبيرين ولاا نرى فى الافق من هو خير منه على الإطلاق وهو منة ومنحة رب السماء لهذا المواطن المسكين..

  3. مشكلتك انك لا تنسب (أو لاتريد أن تنسب) الأعراض لأسباب المشكلة. تتحدث عن عام سابق ناسياًٌ ثلاثين عاماً أنجبت هذا العام السابق.

  4. تكون مصيبة، لو إنك تجهل فعلاً، أسباب القصور ودهاليز التآمر، علي الثورة وعلي المدنية، أو إنك، ومن حديثك عن إدارة الدولة بالتقارير الكيزانية، تكون من فصيلة الزواحف، التي تسعي لدس السم في الدسم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    د. حمدوك لعلي دراية تامة بالحاصل، ولا يحتاج إلي تقارير مزورة، ولا يُوجد حوله مزوراتية !!!!!!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..