مقالات سياسية

الكذب بلا أرجل “2 “

جاء فى اخبار السودان انه تم اطلاق سراح 16 من معتقلى نيرتتى بدارفور . وهؤلاء هم الذين اعتقلوا بعد اجتماع مع المبعوث الامريكى . وقد قلت وقتها ان المبعوث ذهب الى اديس ولم يهتم لامر هؤلاء الذين كان كل ذنبهم انهم اجتمعوا به بناء على طلبه . ولكن يبدو اننى كنت مخطئا ، ذلك ان اطلاق سراح هؤلاء يجب ان يكون بتدخل ما من ذلك الشخص ! وليس هذا هو المهم ، انما المهم هو ان السلطات ظلت تنكر بان هناك معتقلين فى الاصل . واليوم يتضح ان المنكرين قد اطلقوا من لا وجود لهم !
جاء ايضا انه فى المحاكمة التى تجرى لجماعة تراكس ، ان هيئة الدفاع بعد ان ملت انتظار ابتداء الجلسة لتأخر هيئة الاتهام فى المجئ ، اكتشفت ان هيئة الاتهام كانت مجتمعة مع القاضى فى مكتبه !
وجاء ايضا ان مواطنى الدرجة الثالثة بالخرطوم قد تظاهروا احتجاجا على بيع ميدان للرياضة بالحى لاحد منسوبى الوطنى !
وجاء ان الوطنى وافق على استحداث ” حلوة استحداث دى !” منصب رئيس وزراء يعينه ويعزله الرئيس ويحاسبه البرلمان . ولعلكم تذكرون فى مقال سابق تحت نفس العنوان اننى ذكرت المغالطة بين ممثل الحكومة ? آسف المعارضة – فى لجنة 7+7 ، والمسئول السياسى بالحزب الحاكم حول وجود هذه التوصية من عدمه . ثم جاء بعد ذلك ان الحزب وافق على الاستحداث بالصورة المذكورة اعلاه . ولا ادرى ماقيمة المنصب اذا كان سيعينه الرئيس ويعزله ، ويحاسبه البرلمان الذى رأينا نوعية محاسباته !
وجاء فى حديث لنائب رئيس حزب المؤتمر السودانى ، ان الخلافات بين نداء السودان وقوى الاجماع ،هو خلاف تنظيمى ? أى شكلى . ولكنى ارى ? كما ذكرت فى مقالى السابق- ان الخلاف اساسى : بين الامل فى الوصول الى تفكيك النظام من خلال المفاوضات ، ومن يرون ان هذا النظام يجب ان يزول من جذوره . يقولون وكيف يحدث ذلك ، هل ببيانات الشجب ..الخ ، غير ان من يقولون ذلك ربما لايرون مايحدث من تطور فى الشارع ، غض النظر عن ان للقوى السياسية دور فى ذلك ام لا . ولو ان جميع القوى السياسية نفضت يدها عن التفاوض غير المجدى كما اثبتت كل التجارب السابقة ، حتى بعد ان ينتهى الى نتائج وتوجهت بكلياتها الى التحضير للانتفاضة ، لكان ذلك سبب حتى فى جعل جدوى للتفاوض . سؤال اذا كانت السلطة لاتواجه بأى ضغوط من الداخل ، وتواجه بضغوط شكلية من الخارج ، فلماذا تسلم اذا كانت ستظل سالمة .
وهكذا تتضح العلاقة بين ما اوردت فى بداية المقال من اخبار تدل على الكذب بشكل مكشوف، والتلاعب بالسلطة القضائية ، واستمرار الفساد بشكل يدعو للقرف ، فهل نتوقع من هكذا سلطة ان تفاوض بشكل حقيقى ، وان تنفذ ما يتم الاتفاق عليه ، كما سيتفق عليه؟!
وبما انى ذكرت حديث الاستاذ نائب رئيس حزب المؤتمر ، فليسمح لى بالتعليق على رأيه حول موضوع المجتمع الدولى . هو يقول اننا لانتلقى دعما من المجتمع الدولى لكى نصبح فى وضع الملتزم بتنفيذ مايراه ، ولكننا ايضا لانريد ان نواجهه بالصورة التى تجعله ينحاز الى الطرف الآخر ، أو هكذا قد فهمت من حديثه لراديو دبنقا . وهو حديث صحيح فى مجمله. ولكن اليس من حقنا بل من واجبنا ان نطرح على المجتمع الدولى كل الخطايا التى يقوم بها النظام صباح مساء ، برغم ان المجتمع الدولى يعلم فى هذا الشأن أكثر مما يعلم أصحاب الشأن . ذلك ليتضح له ان المفاوضات لاتجدى معه من خلال عشرات التجارب السابقة . أم انه كتب علينا ان نظل فى ” تجريب المجرب ” كما يقول المصريون ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..