مقالات وآراء

متى يستفيق جبريل من غيبوبته؟

اسماعيل عبد الله

الاسلامويون مصابون بلوثة عقلية وعطب مقيم وداء سقيم لا يرجى الشفاء منه أبد الدهر، وكما وجّه احد الكتّاب نقداً للشيخ يوسف القرضاوي حول ازدواجية معاييره بايفاد ابناءه للدراسة ببلدان الغرب، في ذات الوقت الذي يقوم فيه بتحريض ابناء فقراء المسلمين على معاداة الغربيين والوقوف ضدهم، هنا يتطابق النموذجان – جبريل والقرضاوي – حيث أن كليهما تخرج ابناءه في خيرة الجامعات الغربية، وهنا ايضاً يتجلى التناقض الواضح الفاضح للعقلية الاسلاموية، الحاضّة على كراهية (الخواجات) نهاراً عبر منابر المساجد والمهرولة لابناء العم سام ليلاً طلباً للجوء والحماية من بطش الاخوان في العقيدة والمنهج بذات التنظيمات العقائدية والارهابية، مسلكهم هذا يماثل ويشابه فحش وعهر مداعبة الحسناء البغي ليلاً وسبها وشتمها نهاراً بعد انبلاج ضوء الفجر، جبريل ابراهيم جسّد نموذج الكوز المتحوّر بكل جدارة واقتدار باستدراره لعاطفة المصلين البسطاء، واستنفارهم ضد (الخواجات الكفرة) الذين يريدون فرض (سيداو الخليعة الماجنة) على شعوب السودان، هذه الاتفاقية المنصفة للمرأة والرجل على حد سواء لا يوجد بها نص يجافي مبدأ (العدل والمساواة)، ذلك العنوان الرئيس لمنفستو الحزب السياسي الذي يرأسه جبريل، والشعار الشهير الذي قاتلت من اجله حركته المسلحة المنادية باسترداد حقوق المهمشين.
الدكتور جبريل قبل أن يحشد المصلين لمواجهة الغرب (الكافر)، بخصوص اتفاقية (القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة) من منبر مسجد الخليفة ود بدر بشرق النيل، عليه أن يعقد حلقة حوارية مع كريمته الكنداكة الدكتورة مروة التي هتفت من عاصمة الضباب (تسقط تسقط تسقط بس)، فالهبت مشاعر الثوار وشجعت صائدات البنبان بمواكب الغضب الجماهيري في ميادين وسوح المدن السودانية، وأن يقنعها بموقفه المناهض والمعادي لانتصار المرأة في معركتها المصيرية القاصدة الى القضاء على كل اشكال التمييز ضدها، لقد ولى زمان المتاجرة الرخيصة بمشاعر المصلين الغبش، وعلى الاسلامويين أن يخلعوا قفطان النفاق ليرتدوا ثوب الوطن – ولا اقول ثوب الفضيلة، واحد من تناقضات العقل الاسلاموي كما قال المارشال مني اركو مناوي هو ممارسة العلمانية وفصل الدين عن الدولة داخل البيوت، ومطالبة عامة الناس باجراء عملية الفصل في الشارع العام، او كما قال، قليل من الاتساق لا يضير أيها المتأسلمون فلا تنهوا عن خلق وتأتوا بمثله، فيا ايها الاقتصادي الخبير ارحم قلوب المسلمين القانتين الموحدين الصائمين النهار والقائمين الليل، وتفرغ لبذل الجهد الجهيد في كيفية حلحلة المشكلات الاقتصادية والمعيشية لهؤلاء الصائمين الفاطرين ببصلة.
السيد رئيس الوزراء، أين الضوابط المانعة لخروج الوزراء عن مهامهم التنفيذية؟ وأين اللوائح الكابحة لجماحهم من ممارسة التعبئة السياسية الخادمة لاجندة احزابهم وتنظيماتهم العسكرية والحزبية؟، الحكومة الانتقالية هي حكومة ثورة وليست غنيمة أو فيء لكي يتخذ الوزراء من منبرها وسيلة للكسب والتحشيد والتعبئة، هذه المرحلة المؤقتة لها أهداف محددة لا يجوز الحياد عنها، وحتى لا توصف حكومتك بالضعف والهوان عليك تأطير نشاط الوزير في دائرة اختصاص عمله، فوزير الشئون الدينية والأوقاف هو وليس احد غيره مطلوب منه البت بالرأي الحكومي المتناول لاسباب اجازة واعتماد (سيداو) من منظور ديني، وفي هذا الظرف المعيشي الصعيب على وزير المالية والاقتصاد الوطني أن يدور حول فلك الواجبات الوطنية والثورية الباحثة عن سبل العيش الكريم، هذا هو الوجه الحقيقي الذي يجب أن تظهره حكومة الثورة والثوار، لا مجال لاعادة فوضى الحقب الانتقالية السابقة بفتح الباب واسعاً امام الأحزاب والتنظيمات السياسية لاستغلال المنصب الحكومي في تمرير منفعة مادية او معنوية تصب في مصلحة الحزب الذي ينتمي اليه الوزير.
الرهان على الاستثمار والتبشير بتعاليم النظام البائد، لا يجدي الأحزاب والتنظيمات البانية آمالها على وراثة هذه التركة الثقيلة المنبوذة لدى غالبية الشعوب السودانية، وبحسب المتابعة للمحاولات اليائسة لهؤلاء الحالمين بالعودة من البوابات الخلفية للتنظيمات الناشئة على غرار الرؤية الاسلاموية الفطيرة، يلاحظ أن هنالك فتور بالشعور العام تجاه هذه المحاولات اليائسة على الرغم من ضمور شعبية الحكومة الانتقالية، لكن كيف تستطيع أن تجعل من فقد بريق السلطة وسقط من يده الصولجان، بأنه لن يعود مجدداً الى قصر السلطان، فكل المشاريع السياسية القديمة بحاجة الى الالغاء والالقاء في القمامة ثم البحث عن اطروحات جديدة تتناسب ومستوى المنظومة المفاهيمية للأجيال الفيسبوكية والتويترية الحاضرة، ماعادت هذه الأجيال الجديدة راضية ومتقبلة لمشاريع فكرية وسياسية كالدستور الاسلامي والصحوة الاسلامية والرسالة الخالدة للأمة العربية الواحدة والصراع الطبقي بين البروليتارية والبرجوازية، فالزمان ليس هو ذلك الزمان الذي تناطح فيه المرحومون الصادق والترابي وعبد الخالق، أجيال الألفية الثالثة لن يرهبها الذين يحاربون الله ورسوله لأنها أجيال خبيرة في خوض حروب ناعمة سلاحها الفتّاك هو العزف المدوزن على لوحات الكيبورد.

اسماعيل عبد الله
[email protected]
1 مايو 2021

‫3 تعليقات

  1. من الغريب أن جبريل بعد أيام سوف يذهب الى باريس ليحضر مؤتمر باريس الذى ينظمه الخواجات ، ومن هناك سوف يستجديهم ليدعموه ، فكيف يحق له ان يأخذ أموالهم وتكنلوجيتهم ثم يسبهم في المساجد ، جبريل مثله مثل ابزهانة يبيت في الجامع وياكل في اللكوندة ، ومثله مثل ذلك الذى في عهد على ومعاوية ، يصلى مع على ويأكل في مائدة معاوية .
    درس جبريل في الصين ، وهى دولة شعبها غير مسلم ، ذهب الى هناك لكى يتعلم أصول المهنة ويجودها ، ومن هناك استفاد من نتاج عقل هؤلاء غير المسلمين ووضع حرف الدال امام اسمه بسبب ذلك ، وها هو يأتي الينا ذاما وقادحا في الخواجات ، وبنته ترتع هناك في عاصمة الضباب تتعلم وتدرس وتعمل مع الخواجات ، لم يمنعوها من صلاتها وصيامها ، بل بالعكس من ذلك درست على نظرياتهم الخواجية وعلمهم الخواجى وقاعاتهم الخواجية واستفادت من ضرائبهم في الخدمات التي قدموها لها ، تلك الضرائب المأخوذة من كافة الاعمال التي يقوم بها الخواجات ، فلماذا لم يمنعها هذا الكوز جبريل من هناك وامرها بالحضور والتعلم واللجوء الى مكة او قندها او حتى قم الإيرانية ، لماذا يلجأ هو الى الخواجات في شخصه وشخص اسرته ويأتي هنا بعد التوزير ليذم الخواجات امام البسطاء في شرق النيل من قرى العيلفون وامضوا بان والعسيلات وغيرها ، ثم أيضا الم يطالب هو وحركته بارسال عمر البشير وزمرته للمحاكمة في المحكمة الجنائية الدولية ليحاكموا امام قضاة خواجات وقانون وضعه الخواجات … ما هذا التناقض وماهذه الشيزوفرينيا ، ام يعتقد جبريل هذا بأننا لنا قنابير ؟

  2. السؤال هو متى يستفيق السودانيون من لغة الدكتاتورية وفرض الرأي الواحد الأوحد .. وبينما يتحدث الكاتب عن ما يسميه التناقض الواضح بين الاسلاميون لأنهم يتعاملون مع (الكفار) ويحرضون ضدهم، فهو أيضا يتعامل مع حرية الرأي ويحرض ضدها بطريقة أكثر شناعة وبشاعة ودون حياء!
    صدقني يأخ اسماعيل سيظل السودان ينتقل من أوضاع سيئة الى أخرى أسوأ ما دمنا بهذه العقلية المتحجرة ولغة الكراهية ومعارك كسر العظم التي يمارسها المتطرفون يمينا ويسارا.. فقط ندبج في مقالات الكراهية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ونزيد اللهيب المشتعل جوعا وعريا ومسغبة وانهيارا في الخدمات نزيده اشتعالا!

    يأخواني خافوا الله في السودان واعملوا على توحيد صفوف الأمة وخلوا السودان يشم حبة هوا ظل محروما منها منذ الاستقلال!!

  3. يا اسماعيل عبدالله بصراحة نحن شعب لا نستحق أكثر من ما نحن فيه بما اننا نقدم مثل هؤلاء العاهات الغير قابلة للتطور او التبدل في قيادة المركب ونسأل ونتجادل لماذا تلعب الامواج بالمركب ويكاد ان يتحطم ، نحن في دولة العاهات يا عزيزي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..