ولو (جعّرتُم)..اا

بالمنطق

ولو (جعّرتُم) . . ! !

صلاح عووضة

* طرفة حلفاوية ذات مغزى دائم الترديد لها زميلنا النوبي المعتق زكريا حامد . .
* فقد كان عكاشة صاحب المخبز بالقرية يكثر من البكاء في صلاة الجمعة كلما تحدث الإمام عن أهوال يوم القيامة ومصير (الظالمين!!) فيه . .
* وعقب إحدى الصلوات هذه صاح في عكاشة مصلٍ بجواره قائلاً: (مش راح ينفعك البكاء! كبِّر الرغيف!) . .
* وأهل الإنقاذ الذين (ظلموا ! ! ) الناس كثيراً يبكون هذه الايام كلما ذُكِّروا بمصير السودان عقب الانفصال . .
* يبكون على(بترولهم!!) الذي راح . .
* وعلى (سمعتهم!!) التي راحت كذلك . .
* فهم كانوا دائمي التباهي بأنهم هم الذين حقّقوا للسودان استقلاله الحقيقي . .
* وأنهم الذين رفعوا رؤوس مواطنيه (فوق) . .
* ولولاهم لكانت البلاد (راحت في حق الله) . .
* وأنهم الذين جلبوا للسودانيين العزة والرفعة والفخار . .
* وأنهم, وأنهم, أنهم . . . .
* والآن ذلك كله راح . .
* فالسودان الذي استقلّ، جزء عزيز منه في طريقه إلى أن يستقلّ عنه بدوره . .
* والبلاد فقدت قرارها بعد أن أضحت ـ تقريباً ـ تحت الوصاية الأممية . .
* ورؤوس السودانيين باتت (مدلدله) من شدة وطأة (القهر) عليها . .
* فالإنقاذيّون ظلموا الناس حين أحالوا كثيرين منهم إلى الصالح العام من أجل تمكين (الموالين) . .
* وظلموهم حين دفعوهم إلى مواجهة مصيرهم (المعيشي) المشؤوم عبر فرض سياسة التحرير الاقتصادي دون أخذ في الاعتبار لواقع البلاد والعباد . .
* وظلموهم حين جعلوهم مواطنين من الدرجة الثانية ليس لهم ما لأهل الحظوة من امتيازات في المأكل والمشرب والمسكن . .
* وظلموهم حين ظلموا الدين نفسه، ثم قالوا لهم: هذه هي (شريعتكم!!) التي ارتضيناها لكم . .
* والآن هم يجنون ثمار ما زرعوا . .
* ويبكون . .
*بل و(ويجعِّرون) مثلما فعل قيادي إنقاذي كبير قبل أسابيع . .
* والبكاء لن يجدي شيئاً أمام محكمة الله . .
* وأمام محكمة التاريخ . .
* فكرامة الإنسان التيِ أوصى بها الله أضاعوها باسم (الدين!!)
* و(استقلال!!) الوطن الذى (أوصانا عليه جدودنا زمان) أضاعوه باسم (الاستقلال الحقيقي!!) . .
* والزراعة التي أوصانا بها العرب لتكون بلادُنا سلّة غذائهم أضاعوها و(مزقوها) باسم (تمزيق فاتورة القمح) . .
* كل شيء أضاعوه تحت مسمى كانت نتائجه عكسية تماماً . .
* وكارثية . . . .
* والآن الجنوب يضيع . .
* ثم البترول . .
* فيأهل الانقاذ:
* ((البكا مش راح ينفعكم)) . .
* كبِّروا مواعين المشاركة السياسية حتى لا تنفردوا بقرارات مصيرية وحدكم . .
* وكبِّروا أوعية العدل حتى لا تظلموا الناس . .
* وكبِّروا صدوركم حتى لا تضيق بالأغيار في مؤسسات الخدمة المدنية . .
* كبِّروا موائد خيراتكم لكيلا تكون وقفاً على الذين (قاموا من نومهم ولقوا كومهم) ليصيروا أغنياء اليوم بعد أن كانوا فقراء الأمس . .
* وكبِّروا عقولكم حتى لا تسيئوا لمعارضيكم بألفاظ (شوارعية) لم يألفها أدب الخلاف السياسي في بلادنا من قبل . .
* وكبِّروا ـ باختصار ـ كل الذي (ضيقتموه!!) على الناس طوال عشرين عاماً باسم (الدين!!) . .
* قبل أن يأتي يوم (الدين) الذي من خشية أحواله بكى عكاشة صاحب الفرن . .
* ثم لا تنسوا ـ بالمناسبة ـ أن تكبَّروا (الرغيف!!!).

الصحافة

تعليق واحد

  1. استاذنا الكريم عووضه اولم تسمع بان الحواري في امدرمان نحتت مسمي لمن يستهبل علي اصحابه ويحاول ان يبيعهم الوهم والخداع اطلقوا عليها (دموع غاندور) دموع غندور التي شنقلت القندول0 لو مشوا القمره وجو وحلفوا برب بالبيت لن يصدق احد دموعهم وجعيرهم0 ليتهم كانوا مثل صاحب فرننا عكاشه صاحب الجيب الحريف والقلب الرهيف0 ولكنهم تماسيح تمشي في وضح النهار وفي البر لا البحر مهما زرفت من ادمع ومهما (دقوا ام جاعوره) لن يعيرهم احد اهتمام0 لن يستبينوا النصح ولا اليوم ولا غد ولكن سوف يكونوا في غيهم سادرين الا ان ياتيهم امر الله وحينها اي منقلب ينقلبون وسوف تضيق عليهم الواسعه بما رحبت ولن يرجدوا بشرا ولا جمادا ليتعاطف معهم لانهم جففوا الرحمه من قلوب اهل السودان بافاعيلهم التي الا انسانيه0

    كم عكاشه اليوم في بلادي بالليل يسبحون وبالنهار يضبحون0 ياكلون اموال اليتامي والارامل ويتصايحون حينما يكون الامر امر استحقاق لبس الجنز وكده0

  2. طولنا من كلامك "الدقري"…اليبرد البطن….بقرا مقالاتك وين ما لقيتا….لانك راجل صاحب حقيقه بدون لف ودوران….وكمان بالمختصر المفيد….تحياتنا وللامام..

  3. إخوتي الكرام ……
    و الله مش يبكوا دموع لو بكوا دم أو دقوا أمجاعورة و كوركوا ود قوا الروراي

    وقالوا كور عليييييييييييييي ,,,,, ما بيحلهم ……

    إنتو عاوزنهم يكبروا الرغيف …. الله يكبر ذنوبهم ….. يحشرهم يوم القيامة عميانا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..