مقالات سياسية

لا تفقدوا ثقة الجيش 

يوسف السندي

من حق القوات المسلحة السودانية ان تدافع عن نفسها قانونيا، ومن حق كل متهم ان يدافع عن نفسه ويستأنف الأحكام، هذا هو الواقع القانوني، لا توجد حرية مطلقة ، تنتهي حريتك عند حد حرية الآخرين، تعرض الجيش السوداني لظلم فادح من بعض المدنيين، وتم تصويره بصورة مخالفة للواقع نتيجة عمل ممنهج استهدف دق إسفين بين الجيش والشعب ، هذا العمل الممنهج لم يستهدف فئة محددة في الجيش بل استهدف الجيش بأجمعه ، في صورة واضحة لتطبيق المثل العسكري الشهير (الشر يعم).
لو تتبع الجميع مواقف القوات المسلحة سيجدونها مواقف في معظمها مهنية ، فالجيش ليس مثل القطاعات المدنية ، هو القطاع الذي يحمل السلاح ، وموقفه من الحساسية بمكان ، لا يستطيع الجيش التمرد كما يفعل المدنيون، المدني يتمرد بالخروج للشوارع متظاهرا أو بالإضراب او بالاعتصامات ، ولكن الجيش لا يستطيع فعل هذا، فالجيش اذا خرج للشوارع خرج بسلاحه والسلاح لا يقابل الا بالسلاح وإذا أضرب العسكري او اعتصم او خالف التعليمات عوقب عقوبات قاسية قد تأخذه إلى (الدروة) ، المدنيون الذين يريدون الجيش ان يتصرف كما يتصرف الأطباء أو المهندسين او المعلمين لا يعلمون الفرق بين القوانين العسكرية والمدنية ، لذلك يشعرون بأن الجيش مقصر وهو في الحقيقة غير ذلك .
لا يتدخل الجيش الا بالتعليمات العليا، ولا ينحاز للشعب ضد سلطة الا اذا شعر بأن الوضع في البلاد أصبح مناسبا ، وحين ينحاز هو ينحاز بأرفع قياداته وبكامل قطاعاته وليس بتمرد ضباط وجنود محدود ، هذا الانحياز على مستوي القيادة هو الذي يضمن سلاسة الانتقال بين نظام واخر، ويمنع أي انقسام داخل الجيش والذي لا يعني سوى الحرب والدمار ، إنحاز الجيش للشعب في ثورة أكتوبر ١٩٦٤ وفي ثورة ابريل ١٩٨٥ وفي ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ولو لم ينحاز الجيش لما استطاع الشعب اقتلاع الطغاة في ثوراته الثلاث، انحاز الجيش ضد حكام عسكريين وعزلهم بقوة السلاح ، وكان موقفه متشابه في كل الثورات ، يراقب الموقف ولا يتدخل الا عند اللحظة المناسبة وبعد أن يرى جميع القادة وجميع القطاعات ان الشعب وصل مرحلة لا يمكن بعدها ان يستمر محكوما بهذه السلطة .
تاريخيا لم تقم القوات المسلحة بانقلاب عسكري لوحدها على الأنظمة الديمقراطية، بل ظل الانقلاب يأتي دوما من الأحزاب السياسية والسياسيين، وبهذا فإن أكبر جريمة يمكن أن تطلق على الجيش هي تقويض أنظمة الشعب الشرعية لم يرتكبها الجيش من قبل ، فلماذا يعاديه البعض؟ الجميع حمل الجيش مسؤلية فض اعتصام القيادة العامة وعدم حماية الثوار ، والحقيقة أن هذه الجريمة نفذها ما يقل عن نسبة ١% من عساكر الجيش فهل نأخذ الاكثرية بجريرة الاقلية؟! وبعد حدوث الجريمة لم يرفض الجيش التحقيق فيها ومحاسبة مرتكبيها ولجنة التحقيق تعمل الآن في هذه القضية بحرية .
منذ أيام الاعتصام كثرت الهتافات المعادية للجيش والقوات الاخرى ، حتى أصبحت على لسان كل طالب ومراهق، كما تم استهداف الجيش بصورة ممنهجة تصوره بانه امتداد للكيزان وهو اتهام غير موضوعي إذ كيف يكون الجيش امتداد لمن اطاح بهم وعزلهم عن حكومتهم !! كذلك يتهمون الجيش بانه يعمل مع محاور خارجية من أجل أجندة ذاتية لسرقة الثورة وهي أيضا اتهامات بلا رأس ولا رجل ولا دليل عليها ولا يمكن اثباتها وإنما هي احدي وسائل التيار (الحالم) الذي أسقط في يده بأنحياز الجيش وكان يريد أن يقتل نصف السودانيين قبل انتصار الثورة .
القوات المسلحة السودانية ورغم ما لحق بها من أدلجة كيزانية تظل هي الذراع الحامي للسودان ويده الباطشة ودفاعه الرادع، وما تتعرض له من حملات تخوين وتشكيك لا ينفصل عن حملات أخرى تستهدف طمس هوية وثقافة الوطن وتفكيك مؤسساته القومية وتحويلها إلى مسخ مشوه لا (يهش ولا ينش) ، لم تقم ثورة ديسمبر للنيل من القوات المسلحة بل لانصافها ، فالجيش يحمل بين جنباته ضباطا أحرارا وجنودا افذاذا دافعوا عن الثورة بالدماء فمنهم من استشهد ومنهم من جرح وما بدلوا تبديلا، ومازال الجيش مليئا بإخوان حامد الجامد ومحمد صديق فلا تفقدوا ثقته ولا تبدلوها.
يوسف السندي

‫4 تعليقات

  1. وين المهنية دي يوم مجزرة الاعتصام ،،،، اليومين ديل شايفك اخر غزل في القوات المشلحة و الدم السريع في خفة رأس سمجة لسرقة الثورة لكن دا بعدكم ،،، اقترح عليك انك تاخذ ليك بوخة مرقة كاربة قبل ما تكتب عن مهنية القوات المشلحة و الدم السريع ،،،،

  2. كلام جميل، فالجيش لاشك انه صمام امان لاي دوله فبقوة و احترافيه جيشها و قوتها تهابه الطامعين و المعتدين ، حيث انهم سيفكرون الف مره في استفزازها،،،،، ذلك هو الجيش المثالي الذي ينبغي ان يكون ذات عقيد قتاليه قويه متشرب بالوطنيه الحقه صقلته العلم و التدريب الجيد ، و مراعاه التنوع الاثني و العرقي وخاصه لبلد مثل السودان وخاصه في الرتب العليا،،،،، مثل ذلك الجيش لايمكنه باي حال من الاحوال ان يعتدي علي مواطنه ناهيك عن قتله،،، نهبه،،،، ازلاله،،،وباستخدام كل انواع العتاد الحربي،،، مهمه كانت المبررات،،،، ذلك اخوتي فعل لايبرر اي كانت موجباته و اسبابه،،،،انه ارث ثقيل من القاده الاواءل الذين وضعوا اللبنه الاولي خطأ،،، وتمادي عليه من جاء من بعدهم ولم يعملوا علي اصحاح ذلك الاعوجاج لضعف قدرتهم و بصيرتهم فلم تترائي لهم اعوجاجا،،،، و كما قيل العود لوما فيهو شق ما بعمل طق،،،

  3. هذا السندي او الهدي او الفغالي او البنغالي اكبر مطبلاتي كيزاني من دقينتو دقن السدنة الذليلة خلاص انتهي من حكاوية التافهة واصبح يتغزل في الجيش بيئس ما نطقت به جيش خذل شعبه في مجزرة القيادة لا يشرفنا كشعب سوداني، الجيش الذي به امثال كباشي الكذاب الحاقد ربيب الجبهة الاسلامية ينبغي تسريحه وبناء جيش وطني جديد تكون الكفاءة هي منهجه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..