أخبار السودان

أزمة مياه في الخرطوم بسبب سد النهضة ..انحسار ملحوظ في منسوب النيل الأزرق في الخرطوم

القاهرة: محمد عبده حسنين – الخرطوم: أحمد يونس

أعلنت سلطات المياه في الخرطوم خروج عدد من محطاتها النيلية عن الخدمة، بسبب انحسار مفاجئ للنيلين الأبيض والأزرق اللذين يتكون منهما نهر النيل.

ونسبت تقارير إلى مدير هيئة المياه، أنور السادات الحاج أمس، أن بعض محطات المياه في الأجزاء الثلاثة من العاصمة (أم درمان والخرطوم بحري) تأثرت بانحسار مياه الأنهر الثلاثة، مما اضطر السلطات لخفض منصات الضخ إلى أدنى مستوى لها، الأمر الذي أحدث نقصاً كبيراً في مياه الشرب النقية، وسط مخاوف من بدء ملء السد الإثيوبي».

إلى ذلك، أكد محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية المصري، أن «الدولة لم ولن تقف مكتوفة الأيدي إزاء قضية سد النهضة الإثيوبي». وأضاف الوزير خلال اجتماع في مجلس النواب المصري، أمس، إمكانية توفير قروض للمزارعين لتطوير منظومة الري والصرف بما يسمح بترشيد المياه.

عند ملتقى النيلين «الأبيض» و«الأزرق» في وسط العاصمة السودانية الخرطوم، يوجد حي باسم «المقرن» الذي يمثل نقطة بداية نهر النيل العظيم. وقد بدا المشهد غير مألوف في مثل هذا الوقت من العام، موسم الخريف، حين يرتفع عادة منسوب النيل الأزرق الآتي من إثيوبيا، إلى حد يلامس حافة شارع الأسفلت المعروف باسم شارع النيل (أو الكورنيش). ففي هذا التوقيت كان صخب مياه النيل الأزرق وعنف تدفقها، يجعلها «سداً مائياً» يمنع تدفق مياه النيل الأبيض في «نهر النيل»، لأن الأزرق هو الرافد الأقوى والأسرع في جريانه. لكن الصورة التي أخذت عند المقرن جعلت ملتقى الأنهر الثلاثة كأنه وقت انحسار الفيضان.

وفي مثل هذا الوقت أيضاً كان السودانيون يخشون كل عام من الفيضان، لكن سلطات المياه في الخرطوم أعلنت مؤخراً خروج عدد من محطاتها النيلية عن الخدمة، بسبب انحسار مفاجئ للنيلين الأبيض والأزرق اللذين يتكون منهما نهر النيل. ونسبت تقارير صحافية إلى مدير هيئة المياه، أنور السادات الحاج أمس، أن بعض محطات المياه في الأجزاء الثلاثة من العاصمة (أم درمان والخرطوم بحري) تأثرت بانحسار مياه الأنهر الثلاثة، مما اضطر السلطات لخفض منصات الضخ إلى أدنى مستوى لها في عدد من المحطات، مما أحدث نقصاً كبيراً في مياه الشرب النقية.

كما ظلت الضفاف العميقة للنيل الأزرق جنوب شرقي الخرطوم على عمقها، ولم تمتلئ بالماء والطمي رغم معلومات أجهزة الرصد بأن معدلات هطول الأمطار في المنابع مرتفعة. وعادة تهطل الأمطار في الهضبة الإثيوبية بين شهري يونيو (حزيران) وسبتمبر (أيلول) لتغذي النيل الأزرق الذي بدوره يغذي نهر النيل بـ80 في المائة من مياهه، فيما يسهم النيل الأبيض بنسبة 20 في المائة فقط من مياه نهر النيل، فضلاً عن أن سرعة جريانه بطيئة ومياهه ضحلة ويتبخر جزء كبير منها قبل وصلها إلى منطقة المقرن، حيث يلتقي النيل الأزرق ليكونا معاً نهر النيل العظيم الذي يعبر شمال السودان وطول مصر حتى يصل إلى البحر الأبيض المتوسط.

وفسّر شح المياه في مجرى النهر وزير الري السوداني الأسبق عثمان التوم في حديث لـ«الشرق الأوسط» بقوله إن هذه الأيام يتم إغلاق بوابات خزان «جبل أولياء» على النيل الأبيض جنوب الخرطوم، لأنه وقت تخزين وملء بحيرة السد، لذلك فالوارد منه عند الخرطوم يكون صفراً. أما حجم المياه الواردة من النيل الأزرق، فيرجح التوم احتمال أن يكون الإثيوبيون قد «أغلقوا بوابات سد النهضة، لملء البحيرة. ويستند التوم على تقدير كميات المياه الواردة عند «سد الروصيرص» السوداني القريب من الحدود الإثيوبية، بقوله إن حجم المياه المتدفقة من هناك ظل ثابتاً في حدود 110 ملايين متر مكعب، منذ ستة أيام. وأضاف: «نحن عادة لا نتوقع أن يكون الوارد إلى الروصيرص ثابتاً في موسم الفيضان بغض النظر عن الكمية. وهذا دليل على أن الإثيوبيين قفلوا بعض الأبواب بغرض التخزين، بقصد أو بغير قصد، أي أن وارد المياه أصبح الآن متحكماً فيه».

وأوضح الوزير السابق أن المياه عند خزان الروصيرص أقل بكثير من معدلاتها في السنوات السابقة حين كان معدل التدفق نحو 300 – 350 مليون متر مربع، أي نحو ثلاثة أضعاف الوارد من الماء هذا العام في حدود 110 ملايين متر مربع فقط. وأدى انحسار المياه الواردة من سد النهضة وإغلاق خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم، وتأثرت بهما الخرطوم منذ بضعة أيام، لانخفاض مناسيب المياه عن محطات ضخ مياه الشرب. بيد أن التوم كشف معلومات بفتح بوابات سد الروصيرص لتصل المياه إلى الخرطوم في غضون يومين أو ثلاثة لتحل الأزمة.

ويتم فتح بوابات خزاني «الروصيرص» و«سنار» لتجنب الإطماء الزائد في هذا الوقت سنوياً قبل بناء سد النهضة.

ولم يؤكد الوزير السابق حجم المياه المتدفقة عند سد النهضة، بيد أنه قدر أن تكون في حدود 300 مليون متر مكعب يومياً. ومقارنة بالوارد عند الروصيرص، رجح أن يكون الإثيوبيون قد احتجزوا نحو 200 مليون متر مكعب يوماً، قائلاً: «ربما تخزن المياه في البحيرة بما نسميه التخزين الإجباري، لأن البوابات تخرج قدرتها وتحجز المتبقي. فلو لم يكن سد النهضة موجوداً لكان منسوب المياه عند خزان الروصيرص في حدود 300 – 350 مليون متر مكعب، ولن يشعر أحد بأي شيء».

‫4 تعليقات

  1. فوائد قوم عند قوم فوائد أيضاً ، من فوائد سد النهضة على بلادنا أنه وفر للمسئولين أسباب وجيهة لتبرير العجز والفشل خاصة في مجالين حيويين للغاية يحتاجان للحنكة والذكاء الفطري لتبرير الفشل . قبل سد النهضة وبعده ، حجوة أم ضبيبينة نسمعها مرتين في السنة عند إنحسار المياه وعند الفيضان حيث يقال بأن الطمي غمر مضخات المياه فأدى ذلك إلى إنقطاع المياه عن أحياء العاصمة ، يقال هذا في الوقت الذي تأتي أكثر من 70% من مياه الشرب في العاصمة من الآبار !!. في عهد الحكومة السابقة كان جميع المسئولين يرددون الإستفادة من التجربة الماليزية ، التركية ، الهندية ، البرازيلية ، الفيتنامية ، الجيبوتية ، البوركينافاسية !! في حين أن كل ذلك كان في سبيل الغش والخداع ، فقد صرح وزير سابق للبيئة بأنه من الخطأ إلغاء وزارة البيئة لأنها كانت تتلقى سنوياً ملايين الدولارات من جمعية الأمم المتحدة للبيئة ، ولكنها كانت تذهب لمآرب أخرى فظلت العاصمة ومازالت تضاهي المدن العشوائية في البرازيل والهند في كميات الزبالة في الشوارع ، والمبررات هي نفسها التي يسوقها المسئول عن المياه والمسئول عن الكهرباء والمسئول عن الزراعة والمسئول عن المواصلات والمسئول عن العلاج والمسئول عن الخبز والمسئول عن الغاز والمسئول عن المسئول ، لأن المؤهلات والخبرة في التعيين هي نفسها نقص الإرادة واللامبالاة والسذاجة وإجادة تبرير الفشل ، ورغم ذلك يتساءل البعض في سذاجة أيضاً لماذا لا ينهض السودان ؟!!!

  2. أنه الكذب والخداع ولكن الحقيقة الماثلة هي مسلسل أهدار حصة السودان من مياة النيل لصالح الجانب المصري الذي يروي في السودان مجرد أنبوب لنقل المياة ولا يحق له حتي التمتع بمياة الشرب لتظل العاصمة التي تطل علي ثلاث أنهار تسقي أجزاء كبيرة منها بمياة الأبار التي ثلوث بمياة الصرف الصحي . ناهيك عن حرمان الأراضي الخصبة من مياة الري بينما يذهب جزء كبير من حصة السودان لري الصحاري المصرية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..