المظهر.. شخصيات (فالصو) لا تخدعك من أول نظرة

منذ أن وجد الإنسان على البسيطة يسعى إلى تجميل نفسه وما حوله ورغم ذلك يضع بعض الأفكار والملاحظات ربما تصيب أو تخطئ إلا أنها في النهاية حكم يدل الغالبية للعمل به فمظهرنا أحد هذه المسلمات التي يتكئ عليها منْ يرانا ويضع أحكاماً علينا بها. والمظهر يحكم على إنسانيتنا ويجردها من ذاتها وكثيرون يضعون مزايا الشخص بلبسه فتجئ النتيجة غير منضبطة وهذا يوقعنا فيما لا ندركه فكثيراً ما يغشنا المظهر فليس الجوهر كالسطح. "الرائد" استطلعت عدداً ممنْ استطلعتهم عن التسرع في الحكم على الآخرين من خلال مظهرهم العام.
وحكت منى آدم لنا مأساة أختها التي تقدم شخص لخطبتها، وقالت كان في أيامه الأولى يأتي في كامل أناقته ممتطياً عربة فارهة، ويغدق عليهم الهدايا طيلة أيام فترة الخطوبة، وقبل عقد القران بأسبوع قالت تعرف عليه شخص من أقاربها، وقال إنه شخص سيء السمعة، ويعمل في مجال كسب غير شريف، واستطردت قائلة: للأسف سوء الظن الآن أصبح من حُسن الفطن والذكاء.
ليس كل ما يلمع ذهباً هكذا ابتدر محمد صالح حديثه معلقاً أن "النيولوك"
هو الذي يحدد ويقيم جوهر الشخص عند الآخرين، وقال أصبح الآن من مستلزمات العصر بغض النظر عن الجوهر الداخلي، وأشار إلى أن "الشحاذين" على الطريق العام أصبحوا في قمة الأناقة عكس ما كانوا عليه، وهذا بدوره أدى إلى اختلاف نوعية الشحذة لأنهم تيقنوا أن هذا العصر هو عصر الأناقة. وأوضح أن معظم من يتسرعوا في الحكم على الآخرين عن طريق أهوائهم وأمانيهم هم في الأساس تعودوا على إبداء آرائهم هي عادة ذميمة لن تتخلى عنهم ولن يتخلوا عنها.
"الرائد" حملت أوراقها لمعرفة رأي الدين عن هذه القضية، فالتقت بالداعية بابكر أحمد الذي قال إنه يجب ألا نتسرع في الحكم على الآخرين من خلال المظهر الخارجي فيجب التماس العذر لهم. وأضاف إن التماس العذر هو أحد الصفات والأساليب التي حض عليها ديننا الحنيف. وأشار إلى أنه عندما نتسرع في الحكم على شخص، ويتضح بعد ذلك أننا على خطأ، تتكون بداخلنا بعض الصراعات.
الرائد