مقالات سياسية

(الشبيهان المملوكان) برهان والبشير..!

عثمان شبونة

* عسكر السودان؛ أكثر من نصف قرن كافية لإطلاق اللعنات تجاههم ــ ليل نهار ــ كأخف ما يستطيعه ضحاياهم الأحياء؛ فما بالك بملايين ماتوا بغبنهم..! هذا الزمان الممتد في بلادنا الغنية بالأرض والماء والإنسان والموارد يكفي لنرى على ضوئه مجتمعاً بلا ذل؛ معافى من التردي الشامل.. وبدلاً من التقدم الطبيعي للدولة في ظل المقومات السالفة؛ أوصلونا إلى دولة جوع، مرض، فقر وجهل؛ يتحكم فيها مرتزقة ومليشيات بعقول إجرامية خالصة.. دولة مرهونة لبضعة مفسدين محليين وأجانب.

* على طول تاريخهم كان الشعور الوطني في الدرجات الدنيا لديهم.. وعلى أفضل الفروض يدعون هذا الشعور.. فالجنرالات الذين حكموا السودان أو شاركوا في حكمه كانوا الفئة المستعملة من قبل الأجانب.. مثل دمى يحركهم هؤلاء الغرباء وفق مصالحهم.. كلٌ منهم (برهان زمانه) وتحت الحذاء لأية جهة تستعبده.. ليس (البرهان الحالي) استثناءً منهم؛ بل أكثرهم بؤساً وفساداً وعمالة وتدميراً للوطن مناصفة مع المخلوع عمر البشير.. إنهما الشبيهان المملوكان.. وبطبيعة العقل والمنطق فإن الشخص (المملوك) المعبأ بالفشل واليأس والخيانة لا تنتظر منه سوى الضعف أمام مالكيه، عنيف وقاسي إزاء المُسلَّط عليهم؛ فما لا يستطيع فعله مع مالكه يسقطه بعقدة الضعف والمهانة على الرعية.. المملوك الذي يحكم شعباً بقوة السلاح ــ النهب وليس العدل والنزاهة؛ لا يرجى منه نقلة نوعية في ما ينفع الناس مهما طال أمد تسلُّطه.. النقلة التي ينجزها ويُشار إلى هبوطها بالبنان تتمثل في شيئين باختصار: (الحقد ــ الجريمة).. فانظر أية نقلة غير مسبوقة في هذا الجانب خلفها عمر البشير وجماعته المتأسلمة.

* على غِرار البشير؛ فإن الانقلابي برهان سيترك السلطة في حالتين: إما بالخلع أو أن يدركه الموت.. بخلاف ذلك فإن من ينتظر تخليه عن الكرسي طوعاً كمَن ينتظر عودة سلفه لذات الكرسي.. ويبقى وجه الشبه بين الاثنين بدرجة تقترب من التطابق؛ فالإسراف في الجرائم هو ما جعل البشير يتمسك بالسلطة كما لو كانت حصانتها هي المَهرَب أو المنقذ له من المصير المحتوم.. وسيفعل برهان الشيء نفسه؛ مستخدماً مليشياته بالحدود القصوى لحمايته.. بهذا الحال فإنه إذا امتد أجله لمائة عام لن يفكر في عمل أية دعامات تخرج البلاد من حالة الشلل التام في جميع النواحي؛ سيكون المخ العسكري داخل جمجمته متقلباً بالسوء؛ ومتغلباً بطبعه الأناني المشوب بالجبن.. فهو يريد أن يحكم ملايين البشر (ليحمي شخصه ــ تتمتع أسرته ــ يسعِد خاصته ــ يطعم القتلة المأجورين).. وبكل ما أوتي من حقد وغباء وحمق سيستمر في تحويل البلاد إلى (دلالة) يكون هو عميلها رقم (1) كالسابقين؛ إذا لم يعزله الشعب..! يمشي البرهان الآن على وقع خطى البشير بالضبط.. ليس غريباً.. فكلاهما تخرجا في ذات المزبلة الكريهة..!
أعوذ بالله.
————-
الحراك السياسي.

‫2 تعليقات

  1. إذا ابتغى الامير (الحاكم ) الريبة بين الناس افسد المجتمع عليه ما نشاهده ونراه بين الوزراء ورجال الامن وموظفي الدولة وانتشار الرشوة والحلف الكاذب والفساد في كل الدواوين من جمارك وضرائب نتيجة سياسة الكيزان الذين افسدوا الناس وتجد المواطن يضطر للحلف كاذبًا لينال حقة الشرعي فيضطروة للحلف او الكذب لعنهم الله

  2. صدقت ، ولكن هل كل جيش السودان خالي من الرجال الشرفاء ومملوك للبرهان؟ ام كلهم الفو بهرج السلطة والامتيازات منذ خروج الانجليز واحتكرو المؤسسة العسكرية والسياسية علي حد سواء؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..