القضارف… مشروع مياه ( السَرَابْ ) !

ولاية القضارف إن أردنا إدخالها أو تشبيهها في نص أدبي ? يحكي المأساة ?في قصة أو رواية ؛ لكان النص يحكي عن فتاة جميلة طموحة ملامحها تحكي الخير ، ملؤها الحيوية والنضار ، عنوانها الإبتسامة …. يتفاءل الجميع بقدومها وحديثها ومشيها ، فزوجوها ( أهل حلها وعقدها ) لكهلِ عاجز، عبوسٌ ومتزمت ؛ فأشقاها وأضحت مأزومة ! .
منذ أن تم قيام أو إنشاء ولاية القضارف ( في الحكم الإتحادي الحديث ) 1994 تعاقب عليها العديد من الوُلاة أبرزهم الراحل ابراهيم عبيد الله ، وبروفسير الأمين دفع الله ، والمهندس مبارك منير ، وعبدالرحمن احمد الخضر ، وابنها البار كرم الله عباس والضَوْيَن ( الضو الفكي ، والضو الماحي ) والسابق ذكرهم جميعآ وعدوا أهل القضارف بالسعي والعمل لحل مشكلة المياه ( مياه الشرب عصب الحياة سادتي ) منهم من أحدث بعض الحلول ?الآنية الإسعافية – البسيطة فيها ، ومنهم من فشل ولم يزد حرف الى أن غادر الولاية … بل حتي زيارات رئيس الجمهورية وأركان حربه في مؤسسة الرئاسة كانت تحمل وعودآ ، ويظل حل مشكلة المياه هو الحديث ( الخطاب ) الثابت الذي يُلقى على مسامع الحشود من اهل الولاية ( والقضارف ) .
أنه وفي منتصف العام 2015 وصل ( المهندس ) ميرغني صالح للولاية جاءها خلفآ للضو محمد الماحي ( والي سنار الحالي ) والذي اتسمت أيامه الأخيرة بالولاية ببرود ملحوظ ، بالرغم من أنه دائم الحركة إلا أن فترته كانت دون الطموحات ( كسابقيه ! ) .
وبعد حوالي الشهرين من وصوله الولاية دشن (الوالي الجديد ) مشروع مياه القضارف من سد عطبره وسيتيت ، مصرحآ بحل مشكلة مياه بالقضارف بنهاية العام 2016 ، ولن أناقش في هذه العجالة مشكلة المياه في عموم الولاية ؛ لأنه سيكون حديث مأسأة إنسان يفتقد لأهم مقومات العيش الكريم والشعور بالأمن المائي .
( الوالي الجديد ) ورغم مضي أكثر من عامين على توليه زمام الأمور في الولاية ؛ إلا أنه لايزال جديدآ بالنظر الى أنه الغائب الحاضر ؛ و بعض المواطنين لا يعرفون اسمه ، ولم يألفوا شخصيته كوالِ يهتم لأمرهم ويتفقدهم ، وكذلك تفتقد طلته وظهوره العديد من مراكز الخدمة ، وبعض أحداث الكوارث بالولاية ( خاصة في فصل الخريف ) والى الآن ( لم تتشرف ) العديد من مناطق الولاية بزيارته لغرض التفقد ، والجلوس مع أهلها لمناقشة قضاياهم بإعتباره راعِ لشئؤنهم وأمورهم ، فالكثير من القرى مصادر المياه فيها الحفائر والتي تعتمد على الخريف وجمع مياه الخيران ، وطبعآ تجف بعض هذه الحفائر في الصيف قبل فترة طويلة من الخريف ويجد المواطنين هناك صعوبة بالغة في الحصول على مياه الشرب ، وبأسعار عالية ( إن وجدت ) ، فضلآ عن الجوانب الأخرى المهمة أيضآ والمتعلقة بالصحة كمراكز تلقي العلاج وتأمين الكوادر والأجهزة لها ، ومن المهم هنا أيضآ التذكير بأن مستشفى القضارف يفتقد لإخصائي تخدير ، وجهاز أشعة مقطعية، ومناظير ، والكثير من الإحتياجات الضرورية ، وكذلك مشاكل التعليم من تشييد مدارس ، مرورآ بالإجلاس ، وإنتهاءآ ببيئات تعليمية جيده ، فبعض القرى الآن في حاجة ماسة لبناء مدارس جديدة نسبة للزيادة السكانية بها … وكل ما سبق بإعتقادي أنه أهم من صفقة شراء سيارات للولاية والتي كثر تناولها في الفترة الماضية .
لاشئ ملموس الى الآن ، فتنفيذ مشروع مياه القضارف لم يكتمل بعد وحسب تقديراتي لن يكتمل هذا العام أيضآ ، وبينما أكتب هذه السطور يضرب العطش معظم أحياء القضارف ؛ لأعطال وصيانه حسب إعلان هيئة المياه ، فيجد المواطنين صعوبة بالغة في تأمينها من مصادر اخرى قد يكون بعضها غير صحي ، مع ارتفاع سعرها .
كل الأمل أن في أن يتبنى (الوالي الجديد ) سياسة الباب المفتوح مع مواطنيه مثل ما درج الوُلاة قبله ، والمهم أيضآ إظهار أنه لايزال يرغب في أن يستمر (كوالِ للقضارف ) ! ، والعمل على الإسراع في تنفيذ مشروع المياه حتى لا يصبح عضوآ بنادي وُلاة القضارف السابقين ( نادي وٌلاة مياه السَرَاب )