ياقلب

زمان مثل هذا

ياقلب

الصادق الشريف

? بين الأفراد.. والمحبين فإنّ ذاكرة (القلب) تمحو الذكريات السيئة.. وتزيد الذكريات الجميلة جمالاً.. وبهاءً.. فتستمر المشاركة الوجدانية رغم البين. ? وبين الأحزاب فإنّ ذاكرة (المشاركة في السلطة).. تمحو كلّ الذكريات السيئة.. ولا تحتفظ إلا بالذكريات الجميلة.. فتبدأ وتستمر المشاركة السياسية (لا الوجدانية). ? هكذا – بذاكرة القلب المشارك – أقدم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل على السلطة.. ناسياً كلّ خبراته الأليمة مع المؤتمر الوطني.. ناسياً نزع دوره وتشريد كوادره من الخدمة المدنية.. و.. و.. ? وهكذا قبله المؤتمر الوطني ناسياً انتزاع سفارته في أسمرا وتسليمها للتجمّع.. ومتناسياً كلٌّ مَن مات/ استشهد من القوات المسلحة أو حتى من المواطنين (العُزَّل) حين اقتحام كسلا. ? وحتى لا نكونُ مع المرجفين في المدينة.. نتمنى من الله أن يجعل هذه المشاركة (تصافياً وطنياً) لوجه الله.. ولأجل الوطن.. وليس مجرد مصالح (حزبان التقيا في سلطة.. اجتمعا عليها.. وافترقا عليها). ? لكن أخيراً.. أدرك الحزب الاتحادي (الديمقراطي!؟؟!).. أنّه ذهب إلى الحفل دون أن يرتدي لها لباسها.. لباساً ساتراً.. بعد أن نسى البرنامج السياسي الذي على أساسه سوف يشارك في السلطة. ? وضع الاتحادي العربة أمام الحصان.. وهو يهري ظهر الحصان بالسياط.. ينوي الرحيل.. فارسل ابن السيد إلى القصر.. قبل أن يُلقنه الخارطة الجغرافية (الحربية) للسودان.. فخلط بين جنوب كردفان وشمال كردفان.. وبين النيل الأبيض والأزرق. ? الحزب الآن يحاول أن يستدرك ما فاته.. فقال إنّهم بصدد توقيع برنامج عمل سياسي مع المؤتمر الوطني في غضون 48 ساعة. ? والمقال هذا ليست محاولة للنيل من (البرنامج!!) السياسي الذي يمكن إعداده في غضون يومين.. بالفعل يمكن وضع برنامج سياسي في هذين اليومين.. فالبرامج السياسية في تاريخ الممارسة السودانية ليست سوى شعارات.. يتم تسويد الأوراق بها.. ثُمّ لا يلتزم بها أحد. ? في غضون يومين يمكن أن يتم وضع خطة إستراتيجية كاملة ليس لِـ(ربع قرنية).. بل لنصف قرنٍ من الزمان.. بل لمائة عام أو تزيد. ? فالخطط والبرامج موجودة منذ قديم الزمان.. الزمان السوداني.. فقط يتم تجديد تواريخها.. وتعديل بعض بنودها.. فبدلاً عن مشكلة الجنوب.. تُكتب مشكلة أبيي أو جنوب كردفان أو النيل الأزرق… ومن تبقى (ياهو ذاتو). ? الخطط القديمة.. متجددة التورايخ.. التي تضعها الأحزاب في كل مرة (وكرة).. تؤكد أنّنا نعيش مستقبلنا في ظلال تاريخنا.. والحمد للهِ الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه. ? كُنّا بنقول في شنو؟؟. ? نعم.. أن يأتي البرنامج السياسي للحزب الاتحادي خيرٌ من ألا يأتي.. وأن يستدرك وضع الحصان أمام العربة.. خيرٌ من يتركه خلفها.. ويلهب ظهره بالسياط. ? لكنّ (خطة اللعب) السياسية هذي.. التي يحاول الاتحادي استدراكها.. تحتاج إلى الفريق الأول للحزب.. النِدُّ بالنِدِّ.. فالمؤتمر الوطني يستخدم فريقه الأول في اللعبة القادمة.. بينما يشارك الاتحادي والأمة بفريقه الثاني.. وهي مباراة غير متكافئة.. حتى لو اتفق الطرفان على (خطة اللعب).

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..