مقالات سياسية

أخر كلماتهم قبل الاعدامات: عبدالخالق محجوب.. الشفيع.. جوزيف قرنق

بكري الصائغ

 ١-
  ما من سوداني الا يعرف التفاصيل الدقيقة عن انقلاب الرائد/ هاشم العطا، ويعرف خفايا كل ما وقع في يوم ١٩/ يوليو ١٩٧١بدء من لحظة وقوع الانقلاب، مرورآ بالاعتقالات، وانتهاء بالاعدامات رميآ بالرصاص في معسكر “الشجرة” علي الضباط الذين قاموا بالانقلاب، وبالاعدامات شنقآ في سجن “كوبر” علي المدنيين الذين اتهمتهم السلطة المشاركة في الانقلاب.

 ٢-
 درجت العادة عند السودانيين، انه ما ان تجي مناسبة ذكري انقلاب الرائد/ هاشم العطا وما بعدها من احداث دامية ، الا ونجدهم قد راحوا يجترون تفاصيل الاحداث القديمة ، وان كل اهتمامهم قد انصب بالدرجة الاولي في الاعدامات وكيف تمت؟!!، دون ان يكون هناك في احاديثهم ذكر عن ما دار في محاكمات “الشجرة”؟!!، وكيف جرت المحاكمات؟!!؟، وماذا قالوا الضباط والمدنيين الذين تم القبض عليهم بعد فشل الانقلاب؟!!…وماهي اخر كلماتهم قبل الاعدامات؟!!

 ٣-
 في هذا المقال اليوم، الذي يصادف الذكري (٤٩) عام علي انقلاب الرائد/ هاشم العطا، والاعدامات التي تمت في الفترة من يوم ٢٣- الي ٢٨ يوليو، ان الذي يهمني اليوم ونحن نجتر ذكريات تلك الايام من يوليو ١٩٧١، تجديد ذكري مواقف عبدالخالق محجوب..الشفيع أحمد الشيخ.. جوزيف قرنق المحامي، واخر كلامهم قبل ان يفارقوا الدنيا وما فيها.
 أولآ- عبدالخالق مـحجوب:
 (أ)-
أثناء محاكمة عبدالخالق محجوب في معسكر (الشجرة) يوم الثلاثاء ٢٧ يوليو ١٩٧١، قام قاضي المحكمة العسكرية العقيد احمد محمد حسن وكان يشغل وقتها منصب رئيس القضاء العسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة بتوجيه سؤال الي المتهم :(ماذا قدمت لشعبك؟!!) ..أجابه عبدالخالق في هدوء شديد: (الوعي.. بقدر ما استطعت)… شهد كل من كانوا في القاعة وحضروا الجلسة الأولى من محاكمته ، أنه قد افحم هيئة المحكمة وكسب تلك الجولة الاولي من محاكمته التي من ابسط مبادئ العدالة.

 (ب)-
 سأل رئيس المحكمة  المتهم عبد الخالق محجوب “هل تعارض في ان اكون رئيسا للمحكمة؟!!”
اجاب عبدالخالق محجوب:

 “نعم لي اعتراض لا يتعرض لشخصك ، ولكن هذه المحاكمة سياسية   ورئيس المحكمة ذو اتجاه سياسي ينتمي للقوميين العرب، هذا الاتجاه الذي دفع البلاد في طريق شائك ولم يتفهم الابعاد الوطنية والتقدمية للحزب الشيوعي … ولي اعتراض على العضوين الاخرين اللذين لا اعرفهما ، ولكن يستطيع رئيس المحكمة التاثير عليهما… ان اعتراضي لا ينصب على الاشخاص وانما يتعلق بطبيعة المحاكمة والاحداث السياسية والصراع الذي وقع بين الاتجاه القومي العربي والاتجاه الشيوعي الديمقراطي”.

 (ج)-
 رفعت الجلسة لمدة نصف ساعة…وتحولت بعد ذلك الى جلسة سرية… وبعد اقل من ثلاثة ساعات صدر الحكم بالاعدام وصادق النميري علي الحكم.
 (د)-
  تم تنفيذ حكم الإعدام فجر الأربعاء ٢٨ يوليو بسجن كوبر اي بعد يوم واحد من اعتقاله،. ذهب عبد الخالق إلى المشنقة مرفوع الرأس شامخا يهتف بحياة السودان وحياة الحزب الشيوعي. أهدى ساعة يده إلى أحد العساكر كهدية منه. وطلب من مدير السجن الذي اشرف علي عملية تنفيذ الحكم تسليم دبلته الفضية إلى أسرته ومعها وصية مكتوبة بخط يده . ولكن لم يتم توصل (الدبلة) أو الوصية المكتوبة، فقد صادرها احد ضباط جهاز الأمن -حسب شهادة إدارة سجن كوبر بعد ذلك-. وقد أفاد مأمور السجن وقتها عثمان عوض الله بأن عبد الخالق ذهب إلى المشنقة بخطى ثابتة وكان أنيق الثياب، لامع الحذاء ، متعطرا ، باسما كعريس – هكذا علق الضابط عثمان عوض الله مأمور سجن كوبر حينها.

 (هـ)-
 حيا عبدالخالق محجوب الشناق الخير مرسال وهو يعتلي سلم المشنقة باسما ، وبذلك انطوت صفحة أحد أفذاذ المناضلين السودانيين وأبرز قيادات الحركة الوطنية السودانية. ويمكن الرجوع إلى شهادة الأستاذ محمد أحمد المحجوب في كتابه (الديمقراطية في الميزان) الذي قال فيه:

(باغتيال عبد الخالق محجوب انطوت صفحة من التسامح والسماحة في الحياة السياسية السودانية)… تم حرق شريط تسجيل المحاكمة والصور بيد جعفر نميري شخصيا بعد أن استلمها من عمر الحاج موسى حسب طلبه، وأفاد عمر الحاج موسى بذلك فيما بعد).

 (و)-
 لم يكن إعدام عبدالخالق حدثاً محلياً عابراً ينتهي بانتهاء مراسم الدفن، بل كان فاجعة أدمت ملايين القلوب. قالت نعمات: إنه كان يقف صامداً وثابتاً وقوياً أثناء تنفيذ الحكم في (٢٨ يوليو ١٩٧١م)، يرتدي ملابس نظيفة ومحترمة يحمل سجارته بيده، يريد أن يقول للناس إن الأمر لا يهمني، وعندما أرادوا اقتياده بملابسه التي كان يرتديها رفض، وقال لن أذهب معكم قبل أن تحضروا لي ملابس نظيفة من المنزل. وأضاف: “وده عشانكم انتو يا غجر عشان ما يقولوا انتو ناس غجر ما محترمين”، وفعلاً أتت عربة وأخذت ملابسه، واعتبرتها رسالة يريد أن يعرف خلالها ماذا حدث لنا لأنني اعتقلت وكذا يريد الاطمئنان على حالنا وقد كان.

(ز)-
وهو يُقتاد إلى المشنقة كان يهتف، وهذه رسالة للشيوعين ثم خلع الساعة وأعطاها للعسكري الذي يقف بجانبه، وقال له “شيلها أصلو حيشيلوها الحرامية ديل”، ثم قال له: “اسمع يا زول حبلك ده قوي، أصلي أنا تقيل”، ثم هتف عاش نضال الشعب السوداني وعاش نضال الحزب الشيوعي ثم اعتلى المقصلة، الثبات على الموقف والشجاعة جزء منه.

 (ح)-
 قالت نعمات مالك زوجة الراحل عبدالخالق: “لم يسلمونا جثمان عبدالخالق، ولم يبلغونا حتى، ولو أن نميري يتحدث عن الدين فهذا ليس بدين، ولو أنه يتحدث عن الأخلاق فهذه بعيدة جداً عن الأخلاق، ولو أنه يتحدث عن السياسة، فإن ما حدث لا يمت للسياسة بصلة، الموضوع برمته خطأ فليس هناك مدني يحاكم محكمة عسكرية، فضلاً عن أن الشخص المحاكم يعطى فرصة للدفاع عن نفسه ويحق له مقابلة أسرته، لكننا لم نعلم وسمعنا الحكم من خلال الراديو، وما حدث تم بين يوم وليلة ، ومضت في حديثها قائلة: صمدت ولم أنزل دمعة من عيني لدى سماعي الخبر خرجت الشارع أهتف، ثم بعد ذلك تفرغت لتربية أبنائي، فهذه هي المسؤولية التي تركها عبدالخالق وقبلتها، اجتهدت في تربيتهم في ظل الاعتقالات المنزلية التي تعرضت لها ورفدي من عملي، رغم ذلك اجتهدت في أن أنشئ أبناءً خالين من العقد ولا يتذوقون طعم المرارة بعد رحيل أبيهم، يختاروا طريقهم بأنفسهم وأن يتحملوا نتيجة اختياراتهم مهما كانت، والحمد لله أظن أنني نجحت في ذلك. وفعلاً هكذا كان رحمه الله.
 ثانياً- جـوزيف قرنق المحامي:

 (أ)-
كـان الـمحامي الشـيوعي جوزيف قـرنق معروف وقـتها بانـه الـمحامي الذي لا يـتقاضي اي مبالغ مالية جـزاء الاسـتشـارات القانونيـة او دفـاعـه امام المحاكم عـن الـمظلـومين،  كان مـعروف عـنه انه لا يـخـفي انتماءه للـحـزب الشـيوعي وانه عـضـو عامل فعال فيـه، ولا يـخفـي ايضاً عـداءه الشـديد لكـل صـور الـقهـر والظلـم اللتين كانتا طـابع حـكم الاحـزاب الـدينيـة.

 (ب)-
 عـنـد اعتقاله بعـد فشـل انقلاب هاشـم العـطا كـان كل النـاس عـلي يـقيـن تام ان جوزيف سـيخـرج من زنـزانات معـسكر ” الـشجرة ” بـريئـآ معـافـي لانـه لـم يكـن وقـت الانـقلاب مشـارك كما صورتها عنــه وسائل اعــلام النـميري، وان جـوزيـف-حـسـب تصريحات النـميري عنــه – سـفاح اسـتغل امـوال الـحـزب الشـيوعـي تـجنيـد مجموعة من الجنـوبييـن بهدف اثارة الاضـطرابات والقلاقل فـي الخرطوم حـال فـشـل انقـلاب هـاشـم الـعطا ، عـندما تـم اعـتقـاله قـال لافراد أســرته واصـدقاءه انه لن يـبقي طـويـلآ فـي الحـبس. هناك في المـعتقل الذي كان به هــاله ما شاهده من صـنوف الـتعذيـب والضـرب الـمبـرح عـلي الـمعتقلـيـن الـذيـن شاركوا في الانقلاب، ابــدي قـرنق وجـهة نظـره القـانونيـة فـي الـممارسـات الخـاليـة من آبسـط انـواع الـمعاملات الانســانية، وتجـاوزات الضـباط علانية فـي خـرق القوانيـن، فنال هو الاخر صنوف من الضرب المبرح ب(قاشات) الجنود.

 (ج)-
 مـاهـي الا ايـآم قليـلة من إعـتقـالــه الـتي وجد فيـها العذاب المؤلم،حـتي وجـد نفســـه فجأة في قاعة محكـمة عـسـكرية، اعـتقد جـوزيـف فـي بداية الامــر انهـا حـجرة لـراحة الضـباط ، فـلم يـكن فيـها ما يـوحـي علي الاطـلاق وانـها محـكمة ، فقـد خلـت الـقاعة من الـمقاعـد الا اربــعة فقط لاعـضـاء رئاسة الـمحكـمة العسكرية، ما كانت في القاعة حتي مقــعد صـغـيـر يجلس عليها المتهـم !!…اكـثـر ماضـايـق القـضـاة العـسكرييـن، ان قــرنق راح يـقـارعهـم الـحجـــه بالحجـج القـانونيـة.. يفـند بالأدلـة القاطعة عـدم قـانونيـة الـمحكمـة وبـطلان الادعـاءات ضـده.

 (د)-
 اسـتمـرت محاكـمة جـوزيـف نحو ٤٥ دقـيقـة صـدر بعـدها الـحكـم بالاعــدام شـنقآ في سـجن كــوبر. تم ارسال قرار المحكمة الي النميري فصادق عليها سريعآ بالموافقة ، وعندما علم جوزيف بالخبر، علا صوته متسائلآ في استغراب:( نميري ده جن ولا شنو؟!!)…

 (هـ)-
 تـم ارسـال جــوزيـف قـرنق بعـدها الى سجن كـوبـر، فـي فـجـر يـوم الاربـعـاء ٢٨ يـوليـو، تـم إيـقـاظـه بـواسـطة ضـابط كـبيـر واخبره ان تنفيذ الحكم سيكون بعد لحظات، بـكل بـراءه قـال جوزيف لـزمـلاءه في الـزنـزانةانه سـيعـود الـيهم قـريـبآ فقد كان واثقآ ان الحكم سيلغي ،لـكنه عـلـم انـها الـنهايـة عـندما اقـتادوه الـي غـرفة الـمشنقة. كـتب لاسـرتـه رســالة صـغـيـرة قـال فـيها: (ارجــو ان تعــتـبروني احـد الـركاب فـي طـائـرة تـحطمت).تــم دفــنـه في مكـان مجـهـول وقتـها، واكتشـف فيـما بعـد بـمقابـر بالخــرطوم بحـري.
 ثالثآ- الشفيع احمد الشيخ:
 (أ)-
 مساء الاحد ٢٥ / يوليو ١٩٧١ خرج الشفيع احمد الشيخ من المكتبة في معسكر “الشجرة” حيث كانت تجري محاكمته ، فوجد جوزيف قرنق ودكتور مصطفى خوجلي جالسين على التربيزة المخصصة للتحقيق في البرندة، وقف بضع دقائق مع دكتور مصطفى وقال له: (تصور ان شاهد الاتهام ضدي هو معاوية ابراهيم سورج ، وسمعت انه سيحضر شاهد اتهام ضدك)!!!…كانت شهادة معاوية كما ارادها نميري وزمرته تنصب على اثبات ان الشفيع عضو سكرتارية الحزب الشيوعي وبالتالي فانه يعرف التنظيم العسكري للحزب ومكان اخفاء اسلحة الحزب.

  (ب)-
 بعد قليل تم استدعاء الشفيع مرة اخرى للمحكمة داخل المكتبة وحوالي الساعة العاشرة الا ربعا خرج من المحكمة وجلس على كرسي امام البرندة ، حضر ابو القاسم محمد ابراهيم وهو في حالة هياج وقف امام دكتور مصطفى وساله (اين مكان عبد الخالق، لاننا علمنا انه شوهد معك مساء الثلاثاء الماضي؟!!)… نفى الدكتور مصطفى علمه بمكان عبد الخالق، هدده ابوالقاسم بقوله: (امامك عشرة دقائق لتخبرنا بمكانه)… ثم اتجه نحو جوزيف قرنق وكرر عليه نفس السؤال ، نفى جوزيف علمه بمكان عبد الخالق ، هدده ابو القاسم بقوله امامك خمسة دقايق لتخبرنا بمكانه ، ” تفاصيل ما حدث بعد ذلك بمقال الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم ” طيلة احاديثه مع الضباط كان يكرر، نحن لم نرتكب أي خيانة ضد الوطن وشعبه ، ووقفنا مع التقدم ومصالح الناس ، واذا رحنا فالمهم ان يحافظ الناس من بعدنا على التنظيمات الجماهيرية التي اشتركنا في بنائها مع الاف الناس.

 (ج)-
 انتهت محاكمة الشهيد يوم الاثنين ٢٦/ يوليو، وساقوه بعدها الى سجن كوبر، وفي مساء ذلك اليوم تم   اعدامه شنقا.
  (د)-
 تلقت المناضلة فاطمة إبراهيم، رفيقة الشفيع أحمد الشيخ وزوجته، خبر إعدامه بشجاعة ورباطة جأش، وهي في الإقامة القسرية، يوم ٢٦ يوليو ١٩٧١ وقد وجهت رسالة إلى النميري جاء فيها:

(” كان من الممكن أن يموت الشفيع في التاريخ نفسه بحمّى أو سكتة قلبية على سريره، ولكنه مات ميتة الأبطال يغبطه عليها المؤمنون بالله وبشعبهم . لقد مات وهو يهتف بحياة شعبه وكفاح الطبقة العاملة، وهو محتفظ بكامل وعيه وثباته. وفي تجريد الشفيع من “وسام النيلين” منحه فرصة لاختتام حياته بما يتناسب مع الطريق الذي اختطه لنفسه، كما يتناسب مع تاريخه النظيف وكفاحه الصلب الغيور وتضحياته العظيمة من أجل الشعب السوداني عامة والطبقة العاملة السودانية خاصة. يكفيه فخراً ورفاقه أنهم تسلموا راية الكفاح من أجل الاستقلال بمحتواه السليم والتقدمي، وتعرضوا من أجل ذلك للسجن والمطاردة. يكفيه فخراً أنه ورفاقه الأوائل رفعوا شعار الاشتراكية العلمية الأصيلة وناضلوا من أجل توحيد الشعب والدفاع عن مصالحه، ونظموا الطبقة العاملة والفئات الشعبية في منظمات ديمقراطية. يكفيه فخراً أنه من قادة الطبقة العاملة المخلصين وابن بار لها. عرفه الشعب السوداني جسوراً وقائداً متواضعاً، ناضل حتى اللحظة الأخيرة من أجل حياة حرة وكريمة للشعب السوداني”).

 (هـ)-
 اللهم نسألك ان تشملهم برحمتك، وتضعهم في المكان المحمود الذي وعدت به الصديقين والشهداء …انك سميع مجيب الدعاء.
 بكري الصائغ

‫4 تعليقات

  1. مهما أجتهد كتاب اليسار البائس من البلس ثوب النضال والثورية لقادة الحزب الشيوعي الانقلابين من أمثال عبدالخالق والشفيع واظهارهم بمظهر الابطال في الوقت الذى يعرف فيه القاصي والداني انها بعد انقلابها المشئوم ومحاولاتها الفاشلة في يوليو وتداعياتها المأساوية بقتل العشرات من الضباط العزل بدم بارد طفقت كالجرذان الحائرة تبحث عن ملاذ ومخبأ وتمنع الكثيرون من الرفاق القدامى بإيوائهم بل وشى بعضهم ببعض حتى القى القبض عليهم وتم اعدامهم جراء ما ارتكبوه في حق هذا البلد الأمين
    الحزب الشيوعي كما الميزان اصبحا منبوذين من الشعب السوداني وترفضهم الفطرة السودانية السوية جراء ما اقترفوه من جرائم في حق هذ الشعب

    1. يا استاذ محمد الحسن: قد نختلف في تقييمنا للحزب الشيوعي ولتجربته الطويلة في العمل السياسي في السودان , وقد نختلف ايضا حول ما حدث في يوليو 1971م , لكن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان ان قادة المحاولة الفاشلة في يوليو 1971م اظهروا ثباتا ورباطة جأش وشجاعة لا تتوفر إلا في السوداني الاصيل وهو يواجه الموت بعزم الرجال. نفس الشىء حدث مع الشهيد محمود محمد طه.

      اتمنى ان تصدر احكام بالاعدام على تجار الدين من لصوص وتيوس ومجرمي المشروع الحضاري ونتمنى ان تسجل لحظات مواجتهم للموت ونرى اذا كانوا فعلا ببقوا رجال “ويركزوا” ولا حتيجرسوا ويثكلوا.

      انا لست شيوعيا ولكني اختلف معك في تقييمك للشيوعين بأنهم “منبوذين من الشعب السوداني” الان المنبوذين حقا وصدقا هم الكيزان. اما الفطرة السوية التي تتحدث عنها فكان اولى ان تظهر عندما حكم تجار الدين واحالوا بلدنا الى خراب وبحار من الدماء.

    2. بالله في ناس للحين بتلوك وتجتر في كلام الكيزان ، يازول الشعب السوداني جله بيعرف هاشم العطا واصحابه ارجل منهم مافي كانو رجال بحق وحقيقة نتفق مع الشيوعيين ولا نختلف معاهم وكلمة حق لازم تقال

  2. كلام محمد الحسن كلام زعل ساكت ولا معنى له ولا يقوم على معرفة بما حدث في يوليو 71 أو تداعياته ولو لم يجد قادة الحزب الشيوعى من يأويهم لما كنا نتجادل حول يوليو حتى اليوم.أرجو الموضوعية في تناول الشأن الوطن مهما كان الخلاف.

    يا أستاذ الصايغ دبلة الشهيد عبدالخالق بيد زوجته .

    عبدالخالق قال لناس الجيش أنا ما بمشى المحكمة بالحالة دى تجيبو لى ملابسى وعدة الحلاقة أنا سكرتير الحزب الشيوعى والمحكمة فيها صحافة عالمية لو ما عشانى أنا عشان سمعتكم انتو الجيش السودانى.يعنى ما قال ليهم يا غجر .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..