الانتخابات… (الما حضر المال سدر)

رغم أنها باطلة ولا تجوز، تلك الصلاة التي يؤديها صاحبها من غير وضوء، إلا أن البعض قد فعلها تقية ورهبة أو تزلفاً وتملقاً، ونحن على ذلك من الشاهدين، خاصة على أيام هوجة التمكين التي جعلت في كل وزارة مسجداً، وفي كل وحدة إدارية مصلًى، فنشأت وقتها مئات المساجد الضرار رغم أن الله تعالى قد جعل كل الأرض مسجداً، وليت هذا التهافت الديني المظهري الظاهري قد تم يومئذ والبلاد في سعة ودعة في اقتصادها ومعاشها وأمنها واستقرارها، ولكنه للأسف تم على طريقة بئر معطلة وقصر مشيد، ظناً منهم أنهم بإنشاء هذه المساجد يحسنون صنعاً، وقد ذكرتني الآن مقولة (الانتخابات بمن حضر) التي يلوكها الحزب الحاكم والمفوضية الانتخابية، بقول سابق للصادق المهدي في وصف ذات حديث (الانتخابات بمن حضر) الذي تردد في الانتخابات السابقة. المهدي وصف هذا الحديث بأنه كالصلاة بدون وضوء، وحديث المهدي ذاك ذكرني كذلك بالنكتة التي كان قد تعاقب على روايتها خبيران إعلاميان عربيان شاركا في عدد من الدورات التدريبية حول التغطية الإعلامية للانتخابات السابقة. وتقول النكتة إن شخصاً استفتى شيخاً حول الصلاة بدون وضوء، بسمل الشيخ وحوقل وتعوذ ثم قال، هذا حرام هذا لا يجوز، قال السائل (طيب يا شيخنا ما قولك فيمن فعلها وظبطت معه؟)، والشاهد هنا هو أن الانتخابات وإن كانت حراماً ولا تجوز بمن حضر على رأي الإمام الصادق المهدي، إلا أنها (ستظبط) مع المفوضية والحزب الحاكم…
إن أهمية وحتمية الانتخابات عند المؤتمر الوطني لا أظنها تخفى حتى على من لا زال يحبو في بلاط السياسة. أياً كانت الصورة التي ستأتي عليها هذه الانتخابات، عرجاء، عوراء، كسيحة أو حتى جثة، وهي أهمية تجعل هذا الحزب يخرط دونها القتاد ما دام هو مستعداً لها وواثقاً من الفوز بها، و(سيخرط) فيها كل الأحزاب. هذا هو المشهد والوضع و(الحضر حضر والما حضر المال سدر) – كما يقول المثل الشعبي. وقصة هذا المثل تحكي عن تلك القوافل التي كانت تخرج من البطانة وحتى من اثيوبيا. وكانت تفرغ حمولتها في رفاعة وقد تواصل سيرها الى الجزيرة والعاصمة ومدناً أخرى، وكان الناس قد اعتادوا على حلب نوق القافلة والتمتع بألبانها (ملح)، وكان أصحاب الجمال يكونون في حالة نشوة كبيرة عند وصولها بسلام من غير أن تتعرض لإغارة نهابين أو يحدث للقطيع مكروه، ويقولون تعبيراً عن ذلك (البل ورد والمال برد). وفي إحدى مرات وصول القافلة لم يدركها غير القليلين، وعندما طالبوا قائد القافلة أن يتريث قليلاً انتظاراً لآخرين قادمين، أطلق مقولته التي جرت مثلاً (الحضر حضر والما حضر المال سدر).. وهذه بالضبط حكاية الإنقاذ مع الانتخابات (الانتخاب ورد والمال برد) على الأقل لخمس سنوات قادمة…
التغيير
نكرر قزلنا ان الانتخابات في نظر جماعة الحزب المتسلط هي ميزانية بمئات المليارات … و اللعاب يسيل لها و لا يمكن التخلي عن تلك المكاسب السهلة و المال الهامل …لذلك فالاطرش اقصد الاصم و صحبه و جماعة هي لله كلهم في انتظار هذا المال بشوق و شغف … انتخابات مخجوجة ، مضروبة، لا يهم المهم مال الانتخابات … و المؤتمر الوطني يمكن ان يقاتل من اجل هذا المال و ليس من اجل عيون الانتخابات و لا الديمقراطية فهذه قد ذبحوها بايديهم و شربوا دماءها