حشود بلا ( امواج ) وبلا ( أفراس) (2)

سار كثير من الاصدقاء والاخوان فى التعليق على المقال السابق بخصوص الحشود الجماهيرية التى كانت فى استقبال الامام الصادق المهدى زعيم حزب الامة ، حيث ساروا فى اتجاهات عدة بعيدة كل البعد عن لب موضوع المقال ، فمنهم من ذهب فى تاريخ الامام الصادق ومواقفه السابقة واخرون عن اضاعته للديمقراطية التى كانت بين يديه وثلة تحدثت عن مذكرة الجيش الشهيرة ، واخرون عن مصالحته للنظام الحالى ووجود ابنيه داخله ووووو ،كلها تعليقات تسير نحو تجريم الرجل وهشاشته فى المواقف التى تحتاج شدة وعدم استخدامه لسلاح الجماهير فى مواجهة النظام ، فى اشارة واضحة لجبن الرجل وخشيته من خسارة انصاره فى مواجهة النظام.

ونسى غالبية المتداخلين ( لب المقال) الذي كررت فيه اكثر من مرة انه بعيد كل البعد عن تناول الرجل وفكره وماضيه بكل المناظير سلبية كانت ام ايجابية ، فقط كان الحديث عن كاريزما يجتمع حولها الناس بهذه القوة دون الحاجة لقنوات او صحف او اذاعات او حشد دولة عبر اذرعها الطلابية والشبابية سوى دفاع شعبي او خدمة وطنية او اتحادات مرأة وغيرها من فئات الحزب الحاكم الذي يستخدمها كما تعودنا كآلية سهلة لكسر كل الارقام القياسية فى الحشد.

فالحشد بميدان الهجرة لم يكن لحضور حفل غنائى يحيه عدد الفنانين ولم يكن لحضور مسرحية انتقلت من المسرح القومى او لحضور فاصلة مصر والجزائر او مباراة بين المريخ والهلال على بطولة افريقيا ، بل كان حشد ( سياسي ) وبصورة أدق ( anti ) للنظام يمكن من خلاله قياس مؤشر (الصامتين ) الناغمين عليه وسط فئات الشعب ، دون حساب حشود مظاهرات سبتمبر وقطاعات كبيرة من الطلاب غير المنتمين لحزب الامة او المؤتمر الوطنى ، فموقف حزب الامة واضح من الحل وقد ظلها يكررها امام الانصار ( التفكيك السلمى للسلطة ) ، فاضافة هذه المجموعة المحتشدة بميدان الهجرة للذين يرون ان الحل لابد ان يكون بالعصيان المدنى كما حدث فى نوفمبر وديسمبر والذين يرون من التظاهر حلا لاسقاط النظام ، فمن بقى من الشعب السودانى غير اولئك الذين يجلسون على كراسي الحكم وزراء و معتمدين واصحاب شركات كبيرة تهمهم مصالحهم واصحاب شركات وهمية كشركات الادوية التى طفت قضيتها على السطح ثم ماتت فبالتأكيد هؤلاء هم فقط من يرضعون من ثدى النظام.

الحديث السابق لم يتطرق لخطبة الامام وكلماته فقط للذين جاءوا ليستقبلوه وفى استقبالهم الف معنى ورسالة وان كانت عفوية ، لكنها تبقى رسالة ذات قيمة لايمكن تجاهلها.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..