أخبار السودان

المشهد السياسي فى السودان … الأنهيار الأقتصادي يخيّم في الأفق

الرأى اليوم – صلاح جلال

الوضع الإقتصادي على حافة الإنهيار، من مظاهره، توقف الإنتاج، وتدهور قيمة الجنيه بوتيرة متسارعة فوق التصور والخيال، يتحدث الخبراء عن بلوغة الخمسين ألف خلال أيام، اليوم خمسة وثلاثون ألف للدولار الواحد، الحكومة ظهرها إلى الحائط، ليس لها خيارات لمواجهة الأزمة، فقد إختارت طريق تحميل المواطنين فشل سياساتها الإقتصادية الغلاء سيتصاعد، والحياة لأغلبية المواطنين ستصبح مستحيلة، وغير ممكنة بحدها الأدنى، وجبة واحدة للأسرة فى اليوم، هذه المؤشرات ستقود إلى إنفجار حتمى، لإستحالة الحصول على الخبز فقط، وبقية الضروريات اللحم والزيت والسكر والدواء، كلها ركبت للمواطنين الخفيف ، الذى يجرى ويطير، أما التعليم فقد أصبح من الرفاهية الحديث عن تحدياته، الحكومة تواجة إحتياجاتها بتشغيل المطبعة، فأصبحت الكتلة النقدية بلا قيمة حقيقية، مما أضاف لتفاقم الأزمة، الإقتصاد بمعطياته المعروفة وصل مرحلة الغيبوبة، وكل يوم أسوأ من سابقه.

💎 القوى السياسية والشعبية إختارت الإنحياز لمعاناة المواطنين، و أعلنت مقاومتها للسياسات الحكومية الخرقاء، وبدأت التعبئة من أجل المقاومة، فقد سيرت موكبين، شاركت فيها قطاعات واسعة من المواطنين، شباب وطلاب وخريجين وتنظيمات نسائية، وهناك موكب ثالث مخطط له يوم 311 الأربعاء القادم بميدان شمبات بمدينة بحرى، إختار النظام مواجهة المقاومة الشعبية للغلاء والإنهيار الإقتصادى، بالتصرف الأمنى،من خلال فض المواكب الشعبية بالقوة، والإعتقالات التى طالت المئات من قيادات الحركة السياسية والنشطاء والتنظيمات النسائية، كما شمل التصرف الأمنى مصادرة الصحف وإعتقال الصحفيين، هذا السلوك قاد لحملة دولية، بدأت فى التصاعد متهمة النظام بإنتهاك حقوق الإنسان، وهو أصلا سجله غير مشرف، فى إحترام القانون وممارسة التعذيب، مما يرشحه للخضوع لمزيد من الضغوط الدولية، فى مجال إنتهاك حقوق الإنسان .

💎 قوى المعارضة وحدتها الأزمة، فأصبحت أكثر تماسكا، و إستعداد للتصدى للنظام، فقد إعتمدت ميثاق للخلاص الوطنى، جمع كل القوى المعارضة فى جبهة عريضة للديمقراطية و إنقاذ الوطن، جاء هذا الميثاق، ثمرة لمفاوضات بين تكتلات القوى المعارضة (نداء السودان + قوى الإجماع الوطنى + الحزب الجمهورى + التنظيمات الشبابية والنسائية والتنظيمات المطلبية )، المشهد السياسي يُشير لتكتل قوى المعارضة وتحفز الحركة الجماهيرية، للإحتجاج بالتظاهر والإعتصام والعرائض، ضد السياسات الحكومية ورفض للغلاء والمطالبة بالحرية، هذه الإحتجاجات مرشحة للإتساع، لتشمل العاصمة و الأقاليم، متزامنه مع تفاقم الأزمة الإقتصادية و إتساعها، و إشتداد وطئتها على المواطنين، مع غياب أى أفق لحلها .

💎 حكومة الوفاق الوطنى، المشهد السياسي يقول، أنها مرتبكة، ويبدوا عدم التجانس بشكل أكثر وضوح بين مكوناتها، ظهر ذلك من خلال تصدى نواب فى البرلمان لخطاب الميزانية، كما أعلن حزب المؤتمر الشعبى و الإصلاح الآن، وهى من أحزاب الوفاق رفضها للسياسات الحكومية، كما أعلنت إدانتها للتعسف الحكومى وممارسة العنف والإعتقال ضد المتظاهرين السلميين، الواضح أن معسكر الحكومة مرشح لمزيد من التخلخل فى مُقبل الأيام، مما يرشح خروج بعض المكونات به، كما رشح ذلك من مواقف المنظمات القاعدية خاصة للمؤتمر الشعبى، الذى يقوده دكتور على الحاج محمد، النظام بعض أطرافه تتحدث بلغة فيها تحدى،وعدم حساسية لمعاناة المواطنين، جاء ذلك فى إجتماع شورى الحزب الحاكم.

💎 الأزمة متفجرة تحت أقدام النظام، وكل المؤشرات تقول، أن الحكومة لم تتخذ الإتجاه الصحيح، لمواجهة الإنهيار الإقتصادى، من خلا تخفيض الإنفاق الحكومى، وتخفيض الإنفاق الأمنى، فقد جاءت الميزانية الكارثة، موجهة أكثر من 70% من الموارد للقوات المسلحة والأمن والصرف السيادى، مما يندرج تحت إطار العبث السياسي، وإستفزاز المواطنين وتحميلهم تكلفة فشل سياسات النظام، والحال كذلك يعلن رئيس الجمهورية عن تكوين خمسة مجالس سيادية وتحدث الإعلام اليوم عن إلحاقها بسادس، لمتابعة تنفيذ ما سمته القرارات بالبرنامج التركيزى للحكومة،حكومة مكونة من 79 وزير ووزير دولة ورئيس مجلس وزراء ورئاسة جمهورية بها ما لايقل عشرة دستوريين، تحتاج لإضافة مجالس رئاسية، لمتابعة تنفيذ سياساتها المرسومة، فى ظل أزمة إقتصادية تمسك بخناق المواطن، هذه هى المأساة والملهاة التى يعيشها النظام الحاكم فى البلاد .

💎 يتحدث المحللون أن هذه المجالس، هى نتاج صراع داخل مؤسسات السلطة، الهدف منها تمييع سلطة مجلس الوزراء، من خلال أجسام ذات مهام تنفيذية، لاتخضع لللرقابة البرلمانية،وكلها تحت التصرف المباشر لرئيس الجمهورية، بلد فى وسط الأزمة الإقتصادية يتضخم فى الصرف الحكومى، لايوجد وصف لهذا التصرف سوي السفه السياسي، وعدم المسئولية، قال المبرراتية والمطبلون، هذه المجالس تمثل جزء من إلتزامات مخرجات الحوار الوطنى، خرج عليهم ببيان تكذيب المؤتمر الشعبى وهو الحزب راعى الحوار الوطنى ومؤسسه، الواضح أن هذه المجالس تمثل مفاتيح إضافية لرئيس الجمهورية، للسيطرة على أعمال حكومته التى قام بتعيينها، وكان يمكن القيام بحلها، بدل زيادة الأعباء على المواطنين .

💎 الإنقاذ فى متاهتها، مرة إتهام دول الجوار بالتحضير لمؤامرة عليها، يخرج رؤوساء دول الجوار بنفى واضح لعدم رغبتهم الدخول فى مؤمرات خاصة ضد السودان، بعد تصعيد إعلامى وطنين سياسي متواصل، وإستعدادات عسكرية، بلا مقدمات تنسي الحكومة الموضوع، وتتحدث عن بحث التطبيع مع الجيران، وتخطط لإرسال وزير خارجيتها لتلك الدول، أصبح السودان مسخرة فى عين الإعلام الإقليمى والدولى،الآن اللعبة المفضلة للإنقاذ، فى كل مرة تتوحد قوى المعارضة، وتحدد وجهتها، النظام يستعد لإرباك الحركة الجماهيرية، بما يسمى بالمفاوضات مع قوى المعارضة المسلحة والمدنية، ويستغل الآليات الإقليمية والدولية المتاحة لخلق هذا الإرباك، فقد دعت اللجنة الافريقية كل من الحركة الشعبية برئاسة الفريق عبدالعزيز الحلو، ووجهت الدعوة للتشاور مع السيد الصادق المهدى رئيس حزب الأمة والمهندس عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السودانى، كما وجهت الحكومة الألمانية دعوة لحركتى العدل والمساواة برئاسة دكتور جبريل و حركة تحرير السودان برئاسة الاستاذ منى أركو مناوى، كل هذه التحركات هدف النظام منها، إ رباك الحركة الجماهيرية فى لحظة مدها وتصاعد حركتها يجب أن يكون الهدف واضح للمدعويين والمسهلين، إقليمياً ودولياً.

💎 الخاتمة
الشوارع لاتخون، حكم العسكر ما بتشكر، موعدكم مع موكب قوى المعارضة يوم الأربعاء القادم الثالثة ظهراً ميدان شمبات مدينة بحرى، هذا الموكب رسالة فى بريد الجميع، نتمنى أن تكون واضحة وبصوت عالى، يسمعها ال فى الدبة والبدبه

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اها ناس الجمهوريين و لا حزب الامة و لا غيرهم ما عندهم دعوة بالجنبة …؟؟ تكسر الحدة و تفت الشوكة ؟؟؟

  2. لم يعد هناك مايقال .. استنفذ البشير كل الكلام خلال 30 عام من حكم البلاد .. حتى اصبح رصيد البنك المركزى السودانى من العملات الاجنبيه يساوى صفر .. فى حين ان السودان يحتاج هذه العملات الاجنبيه لانه يستورد كل شىء من الخارج.

    خلال فتره وجيزه .. سوف يتوقف الاقتصاد تماما .. سوف تتوقف محطات الكهرباء لعدم وجود وقود .. سوف تتوقف المصانع لعدم وجود طاقه كهربائيه للتشغيل وارتفاع الاسعار .. سوف تستنفذ كافة السلع من الاسواق .. سوف تذهب البلاد فى اتجاه مجاعه حقيقيه

  3. يا ناس تفاءلوا بالخير “تُرَجّى” للنوال..وهل يُرْجَى النوال بغير optimism”!
    على الاقل يا جماعه “تشاءلوا” ! من دا شويه ومن دا شويه! يا ناس ما تململوا.. الخير دنا.. وبقى قاب قوسين او ادنى .. حوار وطنى اقمناه ..استردافكم حققناه ..رئيس وزرا عَيّنّاه.. مجلس رئاسي لكل قطاع اخترناه! تانى فضل شنو ما عملناه!

  4. اها ناس الجمهوريين و لا حزب الامة و لا غيرهم ما عندهم دعوة بالجنبة …؟؟ تكسر الحدة و تفت الشوكة ؟؟؟

  5. لم يعد هناك مايقال .. استنفذ البشير كل الكلام خلال 30 عام من حكم البلاد .. حتى اصبح رصيد البنك المركزى السودانى من العملات الاجنبيه يساوى صفر .. فى حين ان السودان يحتاج هذه العملات الاجنبيه لانه يستورد كل شىء من الخارج.

    خلال فتره وجيزه .. سوف يتوقف الاقتصاد تماما .. سوف تتوقف محطات الكهرباء لعدم وجود وقود .. سوف تتوقف المصانع لعدم وجود طاقه كهربائيه للتشغيل وارتفاع الاسعار .. سوف تستنفذ كافة السلع من الاسواق .. سوف تذهب البلاد فى اتجاه مجاعه حقيقيه

  6. يا ناس تفاءلوا بالخير “تُرَجّى” للنوال..وهل يُرْجَى النوال بغير optimism”!
    على الاقل يا جماعه “تشاءلوا” ! من دا شويه ومن دا شويه! يا ناس ما تململوا.. الخير دنا.. وبقى قاب قوسين او ادنى .. حوار وطنى اقمناه ..استردافكم حققناه ..رئيس وزرا عَيّنّاه.. مجلس رئاسي لكل قطاع اخترناه! تانى فضل شنو ما عملناه!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..