أخبار السودان

الاثنين 11-9-2017

يُصادف اليوم الحادي عشر من سبتمبر، أحداثاً جساماً وقعت في مدينتي نيويورك عاصمة المال العالمي وواشنطن عاصمة أمريكا والغرب، حيث ضرب بحرفية ذكية برج التجارة الدولية في جزيرة مانهاتن بنيويورك فانهار تماماً وخلّف قتلى أبرياء وتزامن معه ضرب جزءٍ من وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون وكانتا عمليتين مُحكمتين بالطائرات اعتبرته الإدارة الأمريكية هجوماً إرهابياً قامت به القاعدة بقيادة مُؤسِّسها أسامة بن لادن، أدانته بالإرهاب وتابعته سنين عددا حتى اغتالته فيما بعد.

ولغرائب السياسة وتناقضاتها، كان زعيم القاعدة بن لادن يوماً أقرب الناس لأمريكا حين كان يُحارب الاتحاد السوفيتي في أفغانستان التي كانت القَشّة التي قصمت ظهر الدب الروسي بعد أن احتل أفغانستان ثمّ غرق في مستنقعها وسقط من جبالها الوعرة بدعم قوي من أمريكا وحلفائها في العالم العربي والإسلامي للمجاهدين الأفغان الذين صاروا اليوم مصدر إزعاج لأمريكا والغرب عُموماً، حيث ما أن انتهى الجهاد الإسلامي وتفرّق السُّبُل بين عناصرها وتصارعوا وغرقوا في وحَلّ التعنت والصراع بينهم حتى ظهرت عناصر جديدة تحت مُسمى طالبان، قدّمت أسوأ عدم فهم الإسلام وأفشل تجربة لحكم الإسلاميين.

كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 فارقاً بين فترة سابقة في التعاطي الغربي عُموماً والأمريكي خُصُوصاً، وبين المسلمين الذين أصبحوا بين ليلةٍ وضحاها موضع شك وريب تضرّروا منه كثيراً سواء في تحركهم أو بسبب إغلاق حساباتهم في البنوك الأمريكية والأوروبية تضرّرت مصالحهم كثيراً.

وللأسف شمل ذلك الاستهداف الدين الإسلامي نفسه حين ارتبط في أذهان الغربيين بالإرهاب، وقد ساعد في ذلك بُروز حركات إسلامية جديدة بجانب القاعدة على رأسها ما يُطلق عليه الدولة الإسلامية في سوريا والعراق (داعش) التي تدّعي أنّها تُريد استعادة الخلافة الإسلامية وكأن الإسلام جاء للجزيرة العربية وحدها ولأربعين عاماً فقط هي عُمر الخلافة وليس لكل العالم والإنسانية ولكل زمان!!؟؟ كَمَا بَرَزَت حركات جهادية أخرى وانتشرت في العالم أمثال بوكو حرام وأنصار الشريعة وغيرهما ولكن (داعش) هي أشهرها، حيث انضم إليها كثير من الشباب المُتحمِّس (أو لعله المغرر) بهم حتى من المسلمين في أوروبا.

والغريب في الأمر أن (داعش) هذه وجدت من الدعم العسكري والمالي واللوجستي والانتشار الواسع في فترة وجيزة ما لم يجده حتى المجاهدين الأفغان إبان مُواجهتهم للسوفيت، الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة حول حقيبتها ومن يقف خلفها وما هي أهدافها الشريرة الحقيقية.

من جانب آخر وعقب أحداث 11 سبتمبر، رشحت معلومات جديدة أن هذه الأحداث الإرهابية لم تكن من تدبير المسلمين ولا القاعدة، بل دبّرتها جهات أخرى مُعادية للإسلام والمسلمين تهدف إلى توجيه ضربة للإسلام المتنامي في أمريكا والغرب، بل العالم بعد سُقوط الاتحاد السوفيتي الذي كان العدو الأول، والفكرة هو مُحاصرة الإسلام المُعتدل واعتباره العدو الجديد والحقيقي للغرب. والدليل الذي يسوقه هؤلاء أنّ هذه الحركات التي أُشيع أنّها نفّذت الهجوم مُتخلِّفة ولا تملك القدرة على فعل ذلك العمل الذي يحتاج لقُدراتٍ عاليةٍ خَاصّةً في بلد مُتطوِّرٍ كأمريكا تتمتّع بقُدرات استخباراتية وعلمية وتقنية وعسكرية عالية يصعب اختراقها.

سواء كانت هذه النظرية والمعلومات صحيحة أم لا، لكنها فعلاً أضرت بالمسلمين، أما الإسلام فله رب يحميه.. فكل الذي نستطيع قوله الآن إنّه يتعيّن على المسلمين خاصةً قادتهم ونخبهم الواعية أن يفهموا الإسلام ويتدبّروه بوجهه الصحيح الذي جاء به سيدنا محمد رحمةً للناس ورفعاً لأخلاقهم وليس للإرهاب والتطرف والاستغلال للكسب الشخصي والحزبي.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..