مقالات متنوعة

طريق الزواج والمطبات

جعفر عباس

اكتشفت ان الحياة الزوجية أكثر تعقيدا من طقوس الزواج. لم أخرج من تجربة الزواج مرهقا من الناحية المادية، فكعادة أهلنا قدم الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل مساهمات مالية، جنبتني الخسائر والديون، كما أن دخلي الشهري كان مرتفعا نسبيا فقد كنت أتقاضى راتبين أحدهما من وزارة التربية والثاني من التلفزيون وكان هناك دخل إضافي من التدريس في فصول اتحاد المعلمين المسائية.

الإرهاق كان في “الالتزام والانضباط”: التحول من شاب صائع، يطلع وينزل كما يشاء، إلى “رجل” يعود الى البيت ويغادره في أوقات معلومة، ولكن ما هو أصعب من كل ذلك أن الزوجة تصبح “الحجل بالرجل يا حبيبي سوقني معاك”. تقول لها: رايح أزور أمي!! فتقول لك: أوكيه نروح سوا..

بعد نحو شهر من الزواج كنا نزور شقيقتي، في “الشعبية- بحري”، وبعد سويعات غادرت بيت شقيقتي متوجها الى الشارع الرئيسي لاستقلال أداة مواصلات، فإذا بصوت زوج شقيقتي يأمرني بالتوقف، فتوجهت نحوه منزعجا: خير في شنو؟ قال لي: يا جعفر بن عنتر.. عندي زوجة الله يقدرني عليها، فارجع واصطحب زوجتك!

نسيت أنني متزوج ونسيت أن أصطحبها معي عند مغادرة بيت شقيقتي، وعدت ووجدت بوزها وقد تمطى كخرطوم الفيل، الفضيحة الأكبر هي أنني وبعد 25 سنة زواج كنت مسافرا معها الى جدة في السعودية ونزلت من الطائرة وتوجهت نحو منفذ الجوازات، وهناك ربت شاب سعودي على كتفي قائلا: الزولة هاذيك مو تبعك؟ كانت المسكينة تقف عند بوابة الدخول حائرة لا تعرف ماذا حدث لزوجها “الشهم”، وفي رحلة العودة من جدة ركبنا الطائرة فسألتني: الدهب وين؟ كانت قد اشترت مصاغا من الذهب وكنت أحمله في صندوق في يدي وخلال تفتيش الامتعة اليدوية بالأشعة وضعت الصندوق على سير الكشف مع الجوازات والجاكيت ثم استلمت الجاكيت والجوازات وتركت صندوق الذهب على جهاز الأشعة، ولكنني وفي تلك اللحظة لم أتذكر اين تركته، فإذا بها تصرخ في وجهي: اصلك مزوراتي واكون تزوجتك وعمرك كم ستين وخرفت نهائي، وانت شابك الناس ان عمرك كم و30 سنة ورا سنة!! وبعد قليل جاء ضابط جمارك حاملا الصندوق ونجوت من الخلع.

نعم الزواج ينظم حياتك ويهذب سلوكك الاجتماعي، ولكنه خاصة في السنة الأولى مثل ضرس العقل، يعكنن حياتك ومزاجك بين الحين والآخر، ثم تكون أوكي لبعض الوقت، ولي نصيحة لكل شاب يريد الزواج: اشترط على أهل العروس إخضاعها لفحص طبي شامل، وإذا اتضح أن بها علة تستوجب المتابعة الطبية، تخصم كلفة تلك المتابعة من المهر، فالنساء ماكرات..

تكون الواحدة منهن خلال فترة الخطوبة وردة نديانة، تنضح عافية، وبعد الزواج يتضح أنها فاشوش و”مضروبة”.. بعد أسبوع من الزواج “بالكثير” يكتشف معظم الأزواج أن تلك الوردة النديانة، تعاني من عيوب هيكلية، وبحاجة الى التشحيم وتغيير الزيت والفلاتر بشكل منتظم، ويعرف كل رجل متزوج أن زوجته قد تكون “مدَبِّرة” أي غير مسرفة أو مبذرة، إلا في شيئين: الأول حشو جيوب الأطباء بالمال، والثاني.. الأحذية.. نعم فالحذاء عند المرأة يأتي في المرتبة الثانية – بعد المجوهرات. ونصيحتي لكل رجل هي أنه إذا أغضب زوجته وأراد ترضيتها أن يدخل عليها ب”الجزمة”.. لا يا متخلف.. لا أقصد استخدام الجزمة كسلاح لحسم الخلافات بل تقديم جزمة كهدية لها، وستكتشف أن للجزمة سحرا يحول التكشيرة الى ابتسامة.

جعفر عباس

تعليق واحد

  1. أنت كاتب انصرافي ومشاتر. الدنيا كلها اليومين دي في شنو وإنت بعد الشيبة دي بتكتب في الزواج وتكاليفه يا بجم! زواج إيه اللي بتقول عليه مع كورونا الجائحة دي؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..