هدر الموارد …. واضاعة الفرص

الهدر من هدر يهدر )هدرا ( اي اضاع الشي ولم يستفد من المهدور والهدر يكون في كل شي معنوي ام مادي كأن يقال اهدرت الفرص واهدرت الماء والمال ونحوهما. وفي السودان حبانا الله بالموارد الطبيعية التي هي اس وعماد الحياة الا ان حالة هدر في السودان اشد وانكي من غيرنا لاسباب تخصنا منها السياسية وتقنية واجتماعية وخلافها.

فالناظر للمياه يجد اننا (نغرق في الخريف) ونعطش في الصيف فكيف يستقيم الظل والعود اعوج وتذهب مياه الخريف للنيل والتي نقدمها (حلال بلال) للمصريين والعطش يهدد بوادينا و(يحرق زراعاتنا) بل ان مدن كاملة تنقص فيها المياه ويهددها العطش ومدن وقري يهددها الفيضان فنحتاج الي( مشروعات حصد المياه) المتساقطة والليات تخزين وسدود علي الروافد التي هي خارج حصة مياه النيل وتكفينا وتزيد. واخذ اخذت اي مورد سوداني اخر ستجد فيه هدرا فظيعا بدراية وعلم او بدون دراية نتيجه لعدم معرفتنا بقيمة الموارد، في عالم كل شي فيه يتجه نحو النضوب والندرة بسبب تنامي اعداد السكان او ارتفاع الحوجة الماسة لهذي الموارد. ولا زلنا نحن نتقاتل وننفخ في نيران الصراعات الجهوية والقبلية والعشائرية، كاننا لا نعي اننا نضيع الفرص ونحرق الاخضر واليابس ونهدر كل مواردنا.

لعل اكبر هدر ان تكون اجمل مناطق السودان هي مناطق ذات الموارد الكبيرة و ذات الفائدة العظيمة واجمل المناطق نفسها هي مناطق النزاعات والحروب، فلو تم وقف النزاعات لاصبحت هذي المناطق جنة من جنان الله في الارض. فخذ مثال لاقليم( دارفور) الذي لايوجد له مثيل من ناحية الثروة الزراعية والغابية والحيوانية والمعدنية ويحوي كل ما تحتاجه البلاد من خيرات وكذلك اقليم( جبال النوبه) الذي هو أية في الأبهة ولا يحتاج الا مجرد وضع لمسات ذكية ليصبح اكثر ثراءا ونفعا للبلاد والعباد وتحقيق التوزان وتوطين ثقافة السلام ، وكذلك اقليم( النيل الازرق ) هذي المناطق أي منهم كفيلة أن تكون قبلة السياح والصناعة والزراعة كل منهم قابل ان هولندا في انتاج الالبان واللحوم واوكرانيا في انتاج خام الحديد و الخليج في انتاج النفط بل ان حقل غاز الدندر اكبر من حقول غاز قطر وبحر قزوين ولا تسال عن اليورانيوم ولا النحاس ولا الذهب ولا القصدير واترك المواشي وانتاج الحبوب والسياحه والاثار والحياة البرية (دي كمان قصة تانية) والتنوع البيئي وغيرها مما يطمع الاعداء الذين اشعلوا الصراعات في هذي المناطق الجميله الساحرة ذات الامكانيات الضخمة.

وقد اطلعت كثيرا ومرارا عن ما كتبه الرحالة والمغامرون والمخابرات البريطانية منذ اكثر من مئة عام عن الخيرات في السودان فوجدت وتوصلت الي ان الغرب يعي ويدرك هذي الخيرات ويعرف قيمتها لذلك اتخذ اجراءات مثلا الانجليز عملوا سياسة المناطق المقفوله .
والسودان بموقعه المتميز كرابط لاكثر من دولة حبيسه لا تملك ان (تمرق) للدنيا الا عبر سماؤنا وتستغل الشواطي المتمده في البحر الاحمر كموانئ تصدر او تستورد عبرها بضائعها ، فان سهلنا العقود معها نكن منفدذ نجبي اموال طائله من تجارة الترانزسيت ومن منحها موطئ قدم علي البحر الاحمر ومن ثم استغلال أنبوب النفط السوداني الممتد و(نعمل) شبكه تغذي الدول التي حولنا.بالنفط والغاز، لدينا فرص ذهبيه لكن لدينا خلافات ومفاهيم القرن الثامن عشر ولازال الولاء للعشيرة والقبيله مقعد لنا.
اكتب هذا وكلي اسي علي تصريحات نيران حرب جديده لماذا يصر الافراد والقبائل في اذكاء نار الفتنه وعلل النزاعات. التي يدعمها الذين يقفون خلف البحار ولا يهمهم سوي ان يمتد الحريق ويدمر كل شئ ثم ليتدخلوا بدواعي انسانية وغير انسانية لكن هدفهم الاساسي هو الاستثار بالموراد فهم يدركون قيمة ماعندنا ويحسبونه بالدولار والريال ويدركوا ان الموارد التي تحتاجها الصناعة اليوم اغلبها تسيطر علية دول قوية ولابد من التدخل لنيل هذي (الكيكة) بحفنة من الدولارات واسلحة بالية بالية ونفخ في (اوجاع) الوحدة الوطنية والمضي قدما في مشاريع التقسيم التي نحن بلا شك اول الخاسرين فيها وداعمي الصراعات هم اول المستفدين، فنحن نعيش وكأن علي رؤوسنا الطير لا نعي ولا نقرأ وظللنا منذ ان نلنا استقلالنا من ربقة الاستعمارالبغيض نتاحر ونقتتل ولم ننجز اي تقدم ملحوظ او تطور يحفظ للاجيال القادمة حظها في العيش الكريم ولعمري هذي مسئولية كبري في اعناقنا.

كشعب سوداني مللنا سير امراء الحرب والمنتفعين من دمائنا وتشريدنا ووضعنا في المعسكرات التي تسمي (معسكرات النازحين) ونحن اصحاب الارض والمصلحة ، وأن كان هناك تسأول يمكن ان يطرح ماذا افادتنا الحروب والصراعات ؟ ألم تكن خصما من الغذاء والتعليم والصحة ورفاهية شعب السودان؟ وماذا جنينا من اطروحة الهامش والمركز والقتال باسم الهامش؟ أوليس كلنا كسودانيين نعيش علي هامش التاريخ بأقل مستوي دخل واقل مستوي عناية صحية وتعليم وغيرها؟
من يتقاتلون باسم (الغلابة) والمساكين القاطنيين في الاطراف هم يسكنوا في افخم القنادق ويدرس ابناؤهم في احسن الجامعات ، وهم من يهدروا ماتبقي في ايدينا من خيرات ، فلا تمرد مجدي ولا مقارعة التمرد تفيد فلو خصصنا ربع ما ينفق علي القتال لكنا في مصاف الشعوب المتقدمة ، ولكن مواردنا من نفط وماء وارض ومعادن اصبحت (نغمة) تجر علينا كل حقود وذلك لسوء الادارة والتقدير لاهميتها وبالتالي نعيش كل مرة تدخل في أممي جديد، و بعد دخلنا القرن الواحد والعشرين ولدينا اكثر من ستين جامعه ومعهد ولدينا العقول والايدي المنتجه الا اننا نفقد الوطنيه ونتشدق بالجهوية كل يوم.

ياسادة كفانا هدر للطاقات والموارد وكفانا من لغة (العنتريات) واحاديث سخيفة مثل (كل عربية تربط دوشكا) فهذي لغة تخلف لا تسمن ولا تغني من جوع ولنتق الله في ارواح السودانيون التي لم يخلقها رب العباد لتكون (حطب معارك الرواعية الجدد) ولنعلم ان هناك يوم اخر نسال فيه مما كسبنا ولئن اذهب الي ربي ويدي ليست ملطخة بدم أفضل من ان أقود حملات انتقامية.
وانا اكتب واستذكر القيم السودانية وقيم الاسلام وكل جميل تعلمناه فالوطن احق بالرعاية وصيانة امنه وموراده من الهدر الذي نعيشه في كل شي. لا ينبغي ان نغرق في (شبر فتنة) ولا ندعو لتحزب الا للوطن واقول قولي هذا وانا من الأثميين… اللهم هلا بلغت فاشهد….. هذا والله اعلم
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..