مابين الراعى والرعيه

بدرالدين باشاب

مضى الآن 25 عاما والشعارات الرنانة أصبحت منسية في الذاكرة البعيدة للشعب السوداني الذي أصبح يعاني الجوع والفقر والمرض وشعارات نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع أضحوكة صارت في غابر الزمان ومصانع النسيج توقف هدير ماكيناتها وعزف كثير من المزارعين عن الزراعة التي أصبحت تقاويها فاسدة وسمادها فاسدا وأدخلتهم بنوك التمويل السجون وهم الذين اكتوت جباههم وأرجلهم من أشعة الشمس وصعوبة العمل ومشاقه الكثيرة.

مضت السنين وكان الحصاد مرا علقما صعبا قاسيا على جموع الشعب وأفراده في كل مكان وأصبح مفهوم الراعي محصورا بين السيارات الفارهة والحسابات الممتدة وفقد السودان الكثير من أرضه وصادراته والأهم من ذلك والأمر أن تفقد الوطنية وتجرد أن حب الوطن بذرة يزرعها الراعي ويرعاها كأطفاله وبؤبؤ عينيه أما إذا أصبح الناس كل ماتقابلهم صعاب يقومون بسب البلد أمام الجيل الناشىء وينمو الأطفال وفي آذانهم سب البلد في البيت وفي الشارع وفي مؤسسات التعليم وفي كل مكان من أين يأتى الحب والانتماء ، إن أعظم وأفدح ماقدمه الراعي في السودان هو سرقة الوطنية من الشباب ليس كلهم ولكن غالبيتهم العظمى سهل كل شىء عليهم ولهم.

وأخرج ذلك الراعي الذي مازال يتشبث بكرسي الحكم بعد مرور25 عاما شبابا فاقدا للاتجاه والبوصلة والطريق إلا من رحم ربك ومازال يرجو الاستمرار دون كلل أو ملل وهذا شىء يدعو للأسف ولخيبة أمل الجميع خصوصا أن كل من يريد السلطة هو وجه تلقيدي جلس ذات يوم على كرسي السلطة والجاه سنين عددا كل شىء يدور في حب ذلك الكرسي اللعين الذي ماجلس أحد عليه إلا وعشقه حتى الثمالة ولذلك كان المصطفى (ص) يحذر من ذلك الحب الخفي وإلى أن تهب الوطنية في قلوب الشباب والشعب يبقى الكرسي مكان خلاف وجدل وتجاذب ومصدرا للخلاف متى يدرك الناس أن هناك دارا سننتقل إليها جميعا وحسابا عسيرا صعبا ثقيلا فإن المسؤولية تكليف وليست تشريفا وأن الحاكم والراعي مهما وصل من سلطة وتسلط وجبروت فهو في نهاية المطاف أجير للرعية وحتى يحس الشعب بمعنى أن الراعى أجير ستظل النفوس فيها شىء من الانكسار وستعلو العزيمة والحرية بإحساس الجميع أن كل حاكم أجير لدينا وإلى ذلك الحين لنا عودة بإذن الله.

الشرق

تعليق واحد

  1. كل مره مفروض الواحد يزكر الام دى بس عساها تتزكر من بزخ الحياة العايشين فيهو ومفتكرين الحياة دى ابديه ولا يتزكرو الموت ابدا فكم فارق الاحباب احبابهم والاخوة اخوتهم وكم والد فقد ابنه وكثيررررر .

  2. كيف يري مسؤول في الحكومة أي كان منصبه مثل هذه الصورة وهم مسؤولين عن هؤلاء
    المساكين وينامون وضمائرهم راضية ، حسبنا ونعم الوكيل فيكم يا حكومة الانقاذ
    سوف يقف هذا الصغير أمام رب العالمين ويقتص كل حقوقة منكم يوم الحساب العظيم

  3. هذا الطفل ابن السودان البريئ مثال حي للحال في السودان

    واموال الشعب يختلسه رموز النظام ليل نهار

    الله اكبر والعزة لابناء السودان الشرفاء والخزي لرموز النظام

    الله اكبر والعزة للسودان والقتل لرموز النظام

  4. مثل أخى الطفل اللاجئ هذا إذا ما طالب بحقه فى الحياة سيقولون له أنت عنصرى؟؟ العنصرية صارت مثل العذاء للسامية يرمى بها اليهود كل من خالفهم الرأى أو إنتقدهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..