معارك نوعية ..!!

عملية تفجير أنابيب البترول في أبيي ، والتي إتهمت فيها الخرطوم ، جوبا وقوات جبريل بتنفيذها ، في تقديرنا هي معركة نوعية جديدة ، إذا وضعنا في الإعتبار ، ان الحركات المسلحة تنتهج ، أسلوب حرب العصابات ، حيث تكمن خطورة هذا الأسلوب ، في عدم وجود غالب ومغلوب ، والهدف منه هو الإستنزاف ، والحصول على مكاسب آنية لكل معركة ..!!
بهذا تصبح كل أنابيب وآبار البترول الموجودة داخل الأراضي السودانية ، هدف إستراتيجي للحركات المسلحة ، وسيصعب على الحكومة حراستها ، نسبة للمساحة الشاسعة التي تمتد فيها هذه الأنابيب ، مضافاً إلى ذلك ، معرفة الخرطوم التامة ، بإستحالة القضاء على هذه الحركات المسلحة عبر العمليات العسكرية ، وعليه ، ستظل المعركة في حالة إستمرار ، وكر وفر ، إلى أن تاتي بنات أفكار بعضهم ، بإتفاق سلام شامل ، تتمخض عنه بروتكولات تقسيم وترتيبات جديدة .!!
الأزمة الحالية في دارفور وكردفان والنيل الأزرق ، في تقديرنا ، ستكون أشد ضراوة من أزمة جنوب السودان في السابق ، الجنوب كان ملتفاً نوعاً ما حول قوة الحركة الشعبية لتحرير السودان حينها ، وكانت هي القوة الوحيدة الموجودة على أرض الواقع بفعالية ، وإستطاعت أن تجمع جميع أبناء الجنوب حولها ، وهذا ما جعل الحل التفاوضي ممكناً ، ولكن كانت نتيجته الإنفصال ..!!
ولكن المشكلة الحقيقية في المناطق الثلاث الحالية ، هي أنها غير متفقة حول رؤية واحدة للحل ، فكل حركة مسلحة تحمل بين جنباتها رؤية تخصها ، فحتى الإنفصال ، سيكون حلاً بعيد المنال في وضع مشابه لوضع دارفور وكردفان والنيل الأزرق الآن ، فالقضية أصبحت قضية إتفاق ، قبل أن يتحدث الجميع عن حلول ..!!
نعم نظام الخرطوم جزء من الأزمة ، ولا حل في ظل إستمراره في الحكم ، وستستمر المعارك ضده ، ولكن أين هو إتفاق الحد الأدني بين المعارضة المسلحة في الخارج والمعارضة السلمية في الداخل ، ودون وجود هذا الإتفاق الحدي ، في تقديرنا لن يكون هناك حل ، حتى في حالة تغيير النظام الحالي ، فحينها هل حكومة قوى الإجماع الوطني الإنتقالية ، هي التي ستبقى سيدة الموقف ، أم رؤية وثيقة الفجر الجديد ، والصدام سيتمر حينها وبقوة ، فنحن الآن في حوجة لمعارك نوعية ذات بعد توافقي أكثر من كونها معارك مكسب وخسارة ..!!
ولكم ودي ..

الجريدة
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..