مقالات سياسية

بعد مجزرة مستري… أين ستكون محطة الإبادة التالية!؟؟

أحمد محمود كانم

لا أشك أبدا في أن هذه المجازر التي انطلقت تحصد عشرات الأرواح بصورة منتظمة وتجتاح المناطق قرية إثر أخري ؛ ما هي إلا امتداد لمشروع الإبادة الجماعية التي لم تتوقف منذ أكثر من عقد ونصف في قري دارفور بذات القادة والقواعد و السواعد والسلاح ، تحت ذرائع متعددة ، فتارة تغير تلك القوات علي قري آمنة فتعيث فيها سلبا وتقتيلا واغتصابا بحجة إنها تابعة لحركات متمردة ، وأحياناً أخرى بإسم النزاع القبلي ، و النزاع حول ملكية الأراضي .. وكلها مجرد وسائل للعزف علي دفوف مواصلة مشروع الإبادة الجماعية المخطط لها بإحكام .

* إن صمت الجهات المسؤولة عن تلك الفظائع التي تجاوزت حد  العفوية واكتفاءها ببيانات تنديد واستنكار  ؛ لأمر يدعوا إلي الحيرة والتكهن بمشاركتها  في كل ما جري ويجري هناك ،

سيما وأن الفترة الزمنية بين حادثة فتا برنو وقريضة وحي الجبل الجنينة والبيضه  ومستري  لم تتجاوز العشرة أيام ، بل جاءت متواترة كحبات المطر ولم تتدخل الجهات المسؤولة إلا بعد توقف أزيز المدافع وقعقات الرصاص ، وهو ما يثير التساؤلات حول ما دور الحكومة وشركاءها إزاء ما يجري ؟!

* ألم تكن مليشيات الجنجويد التي تفعل تلك الافاعيل هي ذاتها قوات الدعم السريع التابعة للقوات المسلحة التي يدعي قادتها بأنهم شركاء في نجاح الثورة وحماتها ؟

وإذا لم يكن ذلك كذلك ،  فما المانع من الحيلولة دون حدوث ما يحدث ؟

واذا كان من يقومون بذلك  هم  أعداء السلام من فلول النظام البائد ؛ فكم يتطلب منا الصبر علي أولئك المندسين والمتفلتين قبل أن تنزل عليهم هداية من الله أو عذاب من عنده ؟

وكم تحتاج فترة هدايتهم  من الأرواح لتكون مهراً للحفاظ علي هذا السلام المنشود ؟

وما دور النشطاء السياسيين والإعلاميين والقانونيين والأحزاب والحركات المسلحة من ما يجري _غير التنديد_ ؟

* مع يقيني المؤكد أن مجزرة مستري التي خلفت 230 قتيل وجريح نهار السبت 25 يوليو الجاري لم تكن الأخيرة  في ظل هذا التواطؤ الحكومي المريب .

يبرز السؤال الملح .. ما هي المحطة التالية التي سترسوا عليها إطارات متحركات المليشيات الغازية المدججة بسلاح الدولة ضد المواطنين العزل ، وهل سنواجهها أيضاً بالبكاء والصراخ الاسفيري  !!!؟

أحمد محمود كانم
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. الجنجويد في طريقهم لإقامة دولة الجنجويد الكبري و تتكون من الأعراب في تشاد و النيجر و الكاميرون و افريقيا الوسطي وهم من أتي بهم نظام البشير لإبادة أهل دارفور من غير العرب و انضم اليهم بعض عرب دارفور و هم الان يمسكون بمفاصل الدولة في السودان و السودانيون لا يشعرون بذلك لان القتل المستمر يتم بعيدا هناك في دارفور و لا يعلمون ان الخطر محدق بهم من كل جانب و سيصيبهم ما أصاب أهل دارفور و لا عذر لمن أنذر فافيقوا لأنفسكم ان كُنْتُمْ لا تهتمون لأهل دارفور

  2. قال الكاتب أحمد محمود كانم فى المقال أعلاه :

    ” ألم تكن مليشيات الجنجويد ،
    التي تفعل تلك الافاعيل ،
    هي ذاتها قوات الدعم السريع ،
    التابعة للقوات المسلحة ،
    التي يدعي قادتها ،
    بأنهم شركاء في نجاح الثورة وحماتها ؟ ”

    نعم ، يا أستاذ كانم ، نعم ،
    القاتل هو المجرم العنصري حميتى ،
    والقتلة هم مليشيا جنجويده الهمجيه ،
    والقتل مستمر من عام 2003 ، وحتى اليوم .
    ولكن الهلافيت والجبناء
    فى مجلس السيادة ، ومجلس الوزراء ،
    لا يُحَرِّكون ساكناً .
    وكأن الأمر لا يعنيهم ،
    حتى يقودهم المجرم حميتى ،
    إلى أسوأ المصير ، لهم وللسودان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..