سودان كما كان

رغم بلوغي اكثر من الستين عاما ما زال قلبي في العشرين من العمر محبا للجمال اين ما وجد فوق تراب هذا المبدع
السودان الذي فداه جدودنا بارواحهم غير مطالبين بعز او جاها او مال كما يفعل المنافقين اليوم مدعي الاسلام دينا لان
المسلم عفيف اللسان يؤثر علي نفسه و لو كان به خصاصة لا يشتم و لا يقتر احببت السودان لانه علمني و رباني
و جعل مني انسانا له قيمة ثرة و اقولها صراحة من لا يشتاق لشم غباره فهو ليس منه.
عشت في جنوبه و رأيت كيف كان زملائي و اخوتي و اصدقائي بالقوات الجوية يجازفون بارواحهم للحفاظ علي وحدة
هذا الوطن الغالي كانوا ابطالا لا يهابون الموت في سبيل الحفاظ عليه موحدا و جاء من يدعون الاسلام و تناسوا ما
قدمه اولائك الابطال من تضحيات للحفاظ عليه موحدا و نحروا جنوبه في انتظار نحر ما تبقي منه.
لقد تناسوا علي عبداللطيف و صحبه نسوا ود حبوبة نسوا الامام المهدي نسوا الزعيم الازهري نسوا المحجوب نسوا
الشريف الهندي نسوا زروق و هنالك اخوان لهم كثر نسوا عبود نسوا نميري كانوا رمزا لوحدة السودان كنا شعب واحد
لا قبلية و لا عنصرية كيف صرنا الأن صرنا شعوبا و قبائل نقاتل بعضنا بعضا باسم الدين و هو برئ من كل هذا.
الدين الاسلامي امنا به واتبعنا هداه ووقفنا معه وما زلنا لانه دين الحق ولكن دون تعصب لفئة دون اخري مع الاحترام
الكامل لهم احترمت دكتور الترابي لعلمه وثبوته احترم الحبر و اخوته لثبوتهم لما يدعون اليه و لكن هنالك من يتخفي
بقناع الدين لمكاسب دنيوية نسوا الله فانساهم انفسهم و لكنهم فزعوا و تجهجهوا لما جاء من الجالسين خلف الكي بورد.
السودان بلد عظيم باهله و ثرواته التي لن تنضب باذن الله (لله رجال اختصهم لقضاء حوائج الناس حببهم للخير و حبب
الخير اليهم اولئك الامنون من عذاب يوم القيامة) اقول لاخوتنا المهاجرين و فاقدي الامل سيعود السودان لما كان عليه
عظيما و شعبه عظيما معلما لشعوب العالم كيف تحب الاوطان و كل عام و انتم بخير بمناسبة العيد 61 لاستقلال السودان المجيد.
[email][email protected][/email]