القمة مقبرة المدربين الأجانب.. الهلال يغير الأجهزة الفنية باستمرار.. والمريخ يكتفي بثنائي في الموسم

الخرطوم – حافظ محمد أحمد
ظاهرة محيرة رافقت المدربين الأجانب في السودان سيما عملاقي القمة المريخ والهلال، ولم يستمر أي مدرب لموسمين مع الفريقين خلال السنوات الأخيرة، ولم يعرف كلا الفريقين الاستقرار الفني، وحطم الأزرق تحديدا كل الأرقام القياسية في تغيير المدربين، وبات يضرب بالنادي المثل في عدم الاستقرار الفني، وخلال فترة وجيزة تعاقب على تدريب الفريق مدربون كثر ولم يستهلك أي مدرب في النادي سوي شهرين على الأكثر.
التغيير المستمر في المدربين ساهم في هزة كبيرة للأزرق الذي خرج من البطولة الأفريقية للأندية أمام الأهلي الليبي الذي يلعب مبارياته في البطولة خارج قواعده ولم ينتظم في دوري منذ سنوات، بينما لم يقدم المريخ المستوى الجيد في البطولة واكتفى بأداء ست مباريات فقط أمام وري ويلفز النيجيري، وفاق سطيف الجزائري والكوكب المراكشي المغربي.
وبعيدا عن المستوى المتراجع محليا، رافق العملاقين فشل كبير في التنافس الأفريقي.
الأزرق لا يعرف الاستقرار
ثمة مشكلة كبيرة في الهلال، قادت لتغيير مستمر في الأجهزة الفنية وحطم الأزرق أرقاما قياسية في تغيير المدربين ولم يعمر أيا من أجانبه لأربعة أشهر، وما أن يعلن النادي عن اسم مدرب أجنبي إلا وتنهال عبارات الثناء والتمجيد للقادم الجديد، ولكن بعد فترة قصيرة ينقلب المدح إلى ذم ويبدأ التمهيد لإبعاد المدرب وهو ما يحدث بعد فترة قصيرة، ولم ينجح الفرنسي، ولا المصري ولا الروماني، عدم الاستقرار الفني قاد بدرجة كبيرة لتراجع مستوي الفريق ولم يكن الأزرق مقنعا خلال الموسم بأكمله بل أن الهلال لم يقدم مستوى جيدا خلال عامين متصلين عانى خلالهما بشدة من التغيير المستمر في الأجهزة الفنية.
هروب مستمر
الإقالة لم تكن السبب الوحيد في مغادرة المدربين، وإنما رافقت الهلال ظاهرة غريبة تمثلت في هروب المدربين، وغادر التونسي نبيل الكوكي بغير رجعة، بعد أن نال إذنا خاصا ولم يعد بعد ذلك، ولحق به المصري طارق العشري، بينما أقال المجلس الروماني بيلاتشي ومن قبله الفرنسي كافالي، واشتكى عدد من المدربين من معاناتهم من التدخل في الشأن الفني، وهو أمر نفاه رئيس النادي أشرف سيد أحمد الكاردينال في حديث تلفزيوني عقب مباراة الأمل عطبرة التي شهدت بعدها حدثا متوقعا بإقالة الروماني بيلاتشي وذكر الكاردينال أنهم لم يتدخلو في الشأن الفني مطلقا وإنما تحدثوا مع المدرب بضرورة منح الفرصة للشباب وإشراك خمسة أو ستة منهم في المباراة على الأقل.
غارزيتو يثير أزمة قبل أن يتسلم المهمة
وقبل أن يكتمل الاتفاق النهائي مع الفرنسي غارزيتو دار جدل كبير في الأوساط الهلالية ما بين مؤيد ومعارض، وحال إكتمل الإتفاق مع الفرنسي فإنه قد لا يجد أرضية صلبة يقف عليها لكونه أثار أكبر لغط في تاريخ النادي القريب وفي عهده تم إبعاد قائد الفريق التاريخي هيثم مصطفي، وعاني الفرنسي بشدة خلال فترته مع الأزرق ووصلت مشاكله المالية إلى الاتحاد الدولي، لتكون عودته أشبه بقنبلة موقوته قابلة للانفجار.
المريخ لا يعرف الاستقرار مع الأجانب
وفي المريخ يخالف الحال قليلا لكون الأحمر أقل من غريمه في تبديل المدربين، خلال هذا الموسم مر على المريخ أجنبي واحد وهو البلجيكي لوك إيميل الذي استمر حتي بداية القسم الثاني ليغادر بعدها مقالا ويتم اسناد المهمة للثنائي الوطني محسن سيد وبرهان تيه اللذين غادرا وخلفهما فاروق جبرة وأحمد السيد.
موقف غريب مع الألماني الجديد
وخلال فترة فاروق جبرة وأحمد السيد تعاقد المريخ مع الألماني أنتوني هاي قبل ثلاثة أشهر دون أن يشرع فعليا في الإشراف على فريق الكرة في واحد من أكثر الأوضاع غرابة، وسيبدأ هاي مهمته في الموسم الجديد بعد أن اكتفى بالمتابعة فقط وإبداء بعض الملاحظات.
الألمان الأكثر نجاحا
وتعد المدرسة الألمانية الأكثر نجاحا مع المريخ بعد أن قاد أرنست رودر الفرقة الحمراء لأول لقب قاري في العام 1989، وكاد مواطنه هورست أن يعيد الكرة وظفر بلقب سيكافا، قبل أن يقترب أوتوفسيتر من لقب الكونفدرالية في 2007 لولا الخسارة من الصفاقسي التونسي في النهائي، وسيجد هاي أرضية صلبة رغم الخروج من الموسم بلا بطولة.
استعجال دائم
عاني كل الأجانب الذين مروا عبر بوابة القمة من استعجال البطولات وعدم الصبر حتى يتم بناء فريق قوي، ودائما ما تنحاز إدارتا الناديين للجماهير وعقب أول إخفاق يكون الضحية المدرب وهو وضع يصعب معه تحقيق الإنجازات لكونها مرتبطة بالاستقرار الفني وتكامل حلقات النجاح من منظومة إدارية جيدة وتوافر لاعبين مميزين، لا أحد يمكن أن يجزم بما سيكون عليه شكل الفريقين في الموسم الجديد وقدرة مدربيهما على الصمود، ووعد جمال الوالي رئيس نادي المريخ بتصحيح المسيرة وإعداد فريق قوي، بينما كان حديث الكاردينال واضحا بأن الهلال إذا لم يدخل لقب الكأس الأفريقية خزانة النادي في 2017 فلن يتمكن الأزرق من تحقيق اللقب مطلقا، وهو وعد تنتظره الجماهير الهلالية ليكون أول لقب بعد مسيرة استمرت أكثر من ثمانية عقود دون تتويج خارجي.
اليوم التالي