أنجع وسائل تعلم فنون اللعبة.. كرة الشرّاب .. أسطورة صنعت النجوم واختفت من الميادين

الخرطوم – عثمان الأسباط

كانت كرة (الشرّاب) حاضرة في كل ميادين وحواري كرة القدم في المدن والأرياف، القرى، الفرقان، الشوارع، المدارس والساحات العامة، ومثلت عاملاً اساسياً في تعلم لاعب الكرة على أساسيات فنون التحكم، المراوغة وحسن التمرير وتجويد الأداء.

وتعد كرة الشرّاب الرافعة لبروز اللاعبين في ظل غياب المدربين في ذلك الوقت، وكانت عبارة عن جسم دائري يصنع من الشراب القديم دائماً والجديد أحياناً ونادرة، ويتم حشوه بخرق بالية ويخاط بإحكام في شكل دائري يشبه كرة القدم الحالية٠

تحول كبير

في الفترة الأخيرة لم تعد كرة الشرّاب جاذبة نسبة لأن توفر نظيراتها من كرات البلاستيك إضافة إلى أن أسعارها في متناول الجميع علاوة على أن الجيل الحالي من الأطفال والصبيان لم يحظ بصناعة كرة الشراب والتدريب عليها من الأجيال التي سبقته بحكم أنهم تخلوا عنها.

بدائل أخرى

للدقة فإن عدم توارث الأجيال لهذه الكرة الصغيرة أفضى إلى إختفائها في الآونة الأخيرة من الميادين والساحات في بلادنا وتسيدت الكرة المصنوعة من البلاستيك الملاعب في السودان.

نجوم وتجارب

حسناً، فلنترك الحديث لمن لعبوا بها في الحواري وساهمت في نجوميتهم، الدكتور علي قاقرين نجم الهلال والمنتخب الوطني الأسبق يتبرع ببعض الإفادات لـ(الراكوبة) حيث يقول: كرة الشراب كانت من أنجع وسائل تعلم فنون كرة القدم على أيام جيلنا وقد قدمت للجميع فوائد لا تحصى من بينها التحكم الجيد في الكرة والمراوغة وحسن التمرير بجانب القوة والمهارة والمقدرة على المطاردة بحكم اللياقة البدنية العالية.

نقلة نوعية

ويضيف قاقا: البنية الجسمانية العالية التي كانت تميز الأجيال السابقة ساهمت فيها كرة الشراب بقدر كبير جداً لأننا كنا نلعب لأوقات طويلة وتحت هجير الشمس ولم يكن هناك مدربون نوعيون كما هو الحال الآن، مؤكداً أن التدهور الحالي للكرة السودانية ساهم فيه اختفاء كرة الشراب٠

قوانين خاصة

في زمان مضى كان لكرة الشراب قوانينها الخاصة التي تختلف قليلاً عن القوانين الرسمية لكرة القدم، حيث كان عدد اللاعبين يعتمد على حجم مساحة الأرض التي تقام فيها المباراة، ما بين (5- 7) لاعبين وبالمقابل لا يزيد زمن المباراة عن ساعة مقسمة على نصف ساعة لكل شوط، اللافت للنظر أن التحكيم يتم بالتراضي بين الفريقين في المرحلة العمرية الصغيرة، بينما كان الكبار يعتمدون على أحد كبار السن أو لاعب من فريق ينتظر دوره لتحكيم المباراة.