رفاعة قلب السودان النابض حباً وسلاماً (2-2) ..

كما أن طلاب مدرسة الشيخ لطفي ضربوا مثلاً يحتذى به في احترام ثقافة أهالي المنطقة وخصوصياتهم ففي طيلة ال25 عاماً مثلاً لم تسجل رفاعة حالة (مشاغلة) واحدة ناهيك من تحرش جنسي واغتصاب ….. إلخ لسببين أولاً حرائر رفاعة لا خوف عليهن ولسن بحاجة إلى رقيب فهن ما شاء الله مستنيرات فطرة ومتشبعات تربية منذ الصغر ألسن أخوات نفيسة عوض الكريم ونفيسة أبوبكر المليك؟ خلاص الكلام كِمل.
ثانياً وهذه قد تكون حقيقة غائبة لكثير من أهلنا الشماليين الجنوبي يعز من فتح له بابه وأكرمه ويعتبر كل أهل بيتِه أهلهِ، ويعتبر الزواج من الأقارب عادة يحرمها أهل الجنوب بمختلف قبائلهم فالجنوبي لا يمكن أطلاقاً أن يتزوج بنت عمه/عمته أو خاله/ خالته أو حتى مِن مَن تقربها في الجَد السادس (جَدهم السادس واحد)، فيعزها في مقام اخته ولا يمكن أن ينظر لها نظرة خارج هذا النطاق ،ولم تسجل حالة سرقة واحدة حتى في ديم لطفي الملاصق للمدرسة وهذا وإن دل فيدل على أننا أصبحنا أهل منذ أن فتح أهل رفاعة بيوتهم مرحبين بنا في (1985)وهى علاقة قائمة وإن قُسم السودان إلى ستين قطعة.
لا يفوتني أن أذكر رجلاً سهر من خلف الكواليس لاستمرارية بقاء المدرسة خاصة في السنوات العشرة الأخيرة (1996-2006) عندما توقفت الحكومة والمنظمات الإنسانية من الدعم المباشر، هذا الرجل هو إبراهيم محمد علي الملقب ب(خالي) من قرية العوايدة جنوب شرق رفاعة وهو صاحب مخبز خالي الآلي على بعد كيلومتر واحد جنوبي المدرسة وعلى بضع خطوات من بيت المحافظ إذ استمر الرجل بإمداد المدرسة بالمواد الغذائية وصل لمليارات الجنيهات دفعتها حكومة الجنوب عقب توقيع اتفاقية السلام في (2005).

من الجنوبيين الذين عملوا في رفاعة كموظفين خلاف التعليم، على سبيل المثال في الصحة الطبيبان بنجامين مليك ألير و موين أقوك وول وكليهما قد خدما في مستشفيي رفاعة التعليمي في فترات متفاوتة، في العدل وكيلي النيابة ميوت مرينق ميار و أكيج دينق جوه .ومازال الأسر الجنوبية حتى يومنا هذا تقيم في رفاعة لم تبارحها حتى بعد الانفصال تردد في نفسها كلمات الشاعر سيف الدين الدسوقي في رائعة إبراهيم عوض أحب مكان عندي (رفاعة)،ومنهم من توفاه الله فدفن في رفاعة ولم ينقل جثامينهم إلى دولة الجنوب وهم الأستاذين الفاتح دينق و أندرو أكول ومساعد طبيب العيون إبراهام كوال مرو في رسالة مفادها الوطن ليس الأرض ولا السماء بل هو شعور بالانتماء.
اتسم إنسان رفاعة بالشجاعة منذ عهودٍ مضت فهو دائماً ثابت كالطود الأشم في أرائه يقول الحق ولو في عين (التخين) فها هو شهيد الفكر محمود محمد طه يقولها في وجه القاضي حسن إبراهيم المهلاوي ساعة محاكمته يناير 1985:( فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها (قوانين سبتمبر) غير مؤهلين فنياً وضعفوا أخلاقياً )ولم يتراجع أو يطلب الاسترحام بل سلم عنقه إلى المشنقة مبتسماً، وها هو اليوم يكررها ابن رفاعة البار شوقي بدرى كأول سوداني يقر بجنوبية أبيي كأول سوداني يقولها ورأسه فوق الرمال على عكس من يستهجاها ورأسه تحت الرمال قالها فنُعتَ بالجبن والخيانة من قِبل الوطنيين الجدد، وهل الوطنية تتجزأ؟ أي وطنية تغض الطرف عن (تمصير) حلايب؟ وبالمقابل تُملِك 2.1 مليون فدان للفلاحين المصريين بالسودان وفي الجانب الأخر تمطر مواطني أبيي (الحيطة القصيرة) بوابل قاذفات الانتينوف ؟
بعد انفصال الجنوب كَرم أهالي رفاعة إنسان الجنوب في شخص مربي الأجيال الأستاذ قرنق أليو أنيانق مدير مدرسة الشيخ لطفي وسلموا له مفتاحاً من ذهب عرف بمفتاح مدينة رفاعة وتخللت هذه الاحتفالات أجواء من الحزن لفراق الأحبة ودموعٍ صادقة تلعن خبث السياسة، وفي نفس الوقت الخال الرئاسي في الخرطوم يذبح ثوره الأسود ابتهاجاً بخروج الجنوب من خارطة السودان فشتان ما بين ديل وديل!!!
لو كان لدى القائمين بمنح جائزة نوبل للسلام راداراً يستشعر أكثر المناطق ضخاً للخير والسلام للجميع دون تمييز، لفازت بها أهل رفاعة دون الأمم.
++++
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأستاذ شول موبيل شكرا جزيلا على هذا العرفان ولا يعرف الفضل إلا أهل الفضل،
    أهل رفاعة عامة وأهل (الديم ? أي ديك لطفي) خاصة يستحقون الكثير
    فهم أس وأساس التعليم الحديث بشكل عام
    لهم منا كل الشكر والتقدير

  2. سنرجع أخوه ونعمر بلدنا معا ونطرد الكيزان وسيعم الخير علينا جميعا … ولعنة الله علي الخال الرئاسي الدلوكه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..