مقالات سياسية

ولايات السودان المتحدات .. إعادة هيكلة الدولة السودانية

إسماعيل آدم محمد زين

مشروع جدير بالنظر

كتب الأستاذ دكتور مهدي أمين التوم حول مقترح لاعادة النظر في تقسيم السودان علي أُسس علمية جديدة بناءً علي تُسفر عنه نُظم المعلومات الجغرافية GIS))نظم المعلومات الجغرافية وسيلة حديثة نسبياً،و هي برامج حاسوبية تتعامل مع مختلف أنواع الخرائط بعد تحويلها إلي خرائط رقمية – مما يمكن من الوصول إلي قرارات جيدة مع بدائل للاختيار من بينها، مثلاً إذا أردنا تحديد موقع لمطار جديد للعاصمة القومية لا يبعد عن مركز المدينة بأكثر من 50 كيلومتراً، يتم تبعاً لذلك تحديد كل العوامل المؤثرة في إختيار المطار من تربة و طوبوغرافيا و جيولوجيا مع مصادر المياه و الوقود و البنيات الأساسية (طرق و جسور …إلخ) و ملكية الأراضي و من ثم وضع الخرائط و إدخالها في الحاسوب و مع معادلة رياضية يمكن التوصل إلي عدد من المواقع تتوفر فيها الشروط المطلوبة،بما في ذلك أبعاد المطار و إتجاهات الرياح السائدة في العام. وما علي متخذ القرار إلا الاختيار من بينها بما يُقلل من تكلفة البناء- فقد يكون الموقع ملكاً لأفراد.

أما في حالة ولايات السودان الجديدة المقترحة تلزمنا خرائط أُخري مثل الموارد الطبيعية (مياه ، نفط، معادن، مواد بناء..إلخ) ، السكان وفقاً للتصنيفات العمرية و التعليم و بقية الخدمات مع البنيات الأساسية و كل ما من شأنه أن يُسهم في التنمية والتقدم. 

مثل هذا العمل ليس بالجديد وقد سبق أن أشار إليه السيد عبد الرحيم حمدي وهو من مفاهيم التنمية و تعرف بالمحاور أو الأحزمة أو المناطق علي مستويات جغرافية أصغر. وما أثارته من معارك في غير معترك ! إما جهلاً  بها أو لسؤ ظن بمن أتي بها و لكنه مفهوم ممتاز في تقديري يجدر بنا دراسته مع إدراكنا بأن البلد واحد و أن كل مناطقه سواء و لكن مقتضيات التنمية و حسن إدارة الموارد الشحيحة من الأولويات التي علينا الأخذ بها. وعلينا أن نرجع دائماً إلي الحكمة و العلم ” إذ العمل بغير علم لا يكون و العلم بغير عمل جنون ! ” وهو من أقوال الامام الغزالي – أضحي آبدة ، يجب أن تجوب الآفاق !

لو أننا أخذنا بمفهوم أحزمة التنمية لما أحدثنا هدراً لمواردنا ،إذ وزعنا كثيراً من المشاريع بطريقة عشوائيية خطلة –مصنع لدباغة الجلود في نيالا حيث لا ماء و لا ذبيح ! و مصنع للغزل الرفيع ببورتسودان مع شح للمياه وهي من مطلوبات صناعة النسيج ! و ألبان في بابنوسة مع تقاليد تري في بيع اللبن عيباً و بخلاً و ضرعٌ لا ينتج الكثير من اللبن ! عملٌ بغير علم أو كتاب منير ! وكان هدراً للمال لا مثيل له. كانت النوايا طيبة لتوزيع الثروة و كان في وسعنا توزيع الثروة لو أخذنا بحزام الوسط – حيث العمالة من كافة بقاع السودان و السوق الواسع وكل مقومات نجاح الصناعة !

لدينا الآن تجربة الخريطة الاستثمارية ، فهي مفيدة في تحديد مجالات الاستثمار في كل ولاية و ذات الخرائط إذا ما تم تجميعها لكل البلاد يمكن علي هديها التوصل إلي حدود لولايات السودان الجديدة و المتحدة. ولايات كولايات أميركا المتحدات. و ليتنا أخذنا بدستورها الجامع ليكتمل العمل و ببقية هياكلها لبناء جيش واحد مع حرس وطني لحفظ الأمن داخلياً و شرطة ولائية ليتم إستيعاب منسوبي الحركات المسلحة و بقية المليشيات بعد تدريبها و تهذيبها و تشذيبها  و كذلك نظام القضاء – محكمة عليا يظل قضاتها مدي الحياة أو حتي يعجزوا عن العمل، يعينهم الرئيس، ليس دفعة واحدة وقد لا يتمكن بعض الرؤساء من تعيين قاضياً واحداً ،لسبب بسيط وهو أن أجل أحدهم لم يكتمل بالموت أو الاستقالة ! أو لقصر فترته ! فقد لا ينجح لفترة ثانية ، كما هو متوقع لترمب – ليصبح رئيساً لدورة واحدة ! مثل بوش الأب و كارتر.

تجئ دعوة ب. مهدي في وقت مناسب مع فترة إنتقالية يمكن خلالها وضع أُسس جديدة لديموقراطية مستدامة و هياكل عظيمة لبلد جميل و شعب أجمل .

علي الاعلام و المختصين نشر المعرفة و توعية المهتمين بأمر الحكم و التنمية. حتي يصلوا إلي قرار سليم. 

و تظل السياسات العامة الجيدة هي المحك في إحداث التغيير و الدفع بالتنمية مع ثورة للتعليم حقيقية غير صورية و نشر للعلوم و التكنولوجيا وإهتمام بالموارد البشرية جاد و عادل وإلا ستبقي هذه الهياكل خاوية و المباني خالية كما نري الآن محاكم صورة من محاكم ولايات أميركا المتحدات ولكن….لا عدل ولا قانون. كما نري في أميركا – إذ يمكن لقاضي صغير أن يوقف قرارات الرئيس الأميركي !

علي المتشبسين بالسلطة الحالية أن يعملوا لبناء المستقبل و عليهم أن يتذكروا بأن أيامهم معدودة مهما طالت. وعلي الذين يتوهمون أن القوة ستبقيهم في السلطة أن ينظروا لمصير القذافي و شاويش ليبريا ! و لشاوشيسكي في رومانيا.  

   إسماعيل آدم محمد زين
[email protected]

 

تعليق واحد

  1. هيْ خلينا من مصير القذافي و شاويش ليبريا ! و شاوشيسكي في رومانيا.، كيف نوظف الخريطة الاستثمارية هذه اصلاح الديمقراطية؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..