مقالات وآراء

رد الاعتبار لمجدي وشهداء العملة

بعد أن اعترف المخلوع بأنه تلقى أموالا بالعملات الحرة من السعودية وتم بيعها في السوق الأسود بواسطة أحد القطط السمان الذي ظل هاربا خارج البلاد يكون قد انطبق على المخلوع قول الله تعالى {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونًَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.. وقول الشاعر (لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم) هذه لمجرد القول ناهيك عن الفعل.

يذكر الجميع أنه تم إعدام المرحوم الشهيد مجدي محجوب وعدد من المواطنين في بداية الإنقاذ بدعوى حيازة الدولار وقد حاولت المكلومة والدة مجدي جاهدة لتصل إلى الرئيس البشير لإقناعه بعدم إعدام فلذة كبدها حيث اتضح لاحقاً أن ما وجد عنده عبارة عن ورثة قديمة وليست تجارة في العملة، ومعروف أنه قد ذهب معها أحد أقربائها لمنزل الرئيس (الشاهد الأول) ولكن دون جدوى.. للأسف الشديد فلم يتخذ الرئيس قراراً حاسماً في هذا الشأن ويعفُ.

لقد ادَّعى أهل السلطة آنذاك أن ذلك النوع من العقوبات التي تصل حد الإعدام لمجرد الحيازة هو من أجل هيبة الدولة ولم يدركوا ويفهموا أن الشريعة الحقة لا تعدم إلا في حالات معينة وحتى هذه الحالات لها شروط قاسية أو يفهموا أن هيبة الدولة تتحقق بالعدل وليس بالتعسف في استخدام القانون والسلطة ولنا في قول الخليفة العادل عمر بن الخطاب لواليه في الشام معاوية بن أبي سفيان (حصِّنها بالعدل)، وذلك عندما وصلته أخبار عن أن واليه على الشام يتبختر ويستعرض موكبه وقواته بزهو وعندما سأله لماذا يفعل ذلك وقد نهى الله عن التبختر، أجابه معاوية لكي يظهر أمام الروم بالقوة ويحصِّن بلاده من عدوانهم فقال له عمر: (حصِّنها بالعدل).

مطلوب اليوم بعد انتصار الثورة أن نرد الاعتبار إلى الشهيد مجدي وبقية الذين أُعدِموا ظلماً في قضايا العملة وقبل ذلك أن توضح الحقيقة كاملة عما حدث بالضبط ومن الذي وشى بمجدي ظلماً وحسداً؟ ومن أمر بإعدامه؟ وكيف تم ذلك؟ ولمَ تم إعلان إعدامه قبل تنفيذ الحكم قبل يوم؟ ومن أمر بإعلان ذلك الخبر غير الصحيح؟ وما هو الداعي له؟ ولمَ رفض الرئيس العفو؟

هناك مظاليم كثر في فترة الثلاثين عاماً وآن الأوان لرد الحقوق إلى أهلها ومحاسبة كل من شارك في الظلم.. وهنا أود أن أنصح الإسلاميين الذين مارسوا الظلم والفساد إن كانوا يؤمنون بشرع الله حقاً أن يتوب كل من ظلم وسرق، وللتوبة شروطها المعروفة شرعاً فيردوا الحقوق إلى أهلها ويندموا على ما فعلوا ويعلنوا توبتهم بدلاً من التبرير الذي لا يجدي فلا يلاقوا ربهم وقد حمل كلٌّ منهم على ظهره يوم القيامة ما أخذه ظلماً من مال الشعب كما قال الرسول الكريم، فالله يتوب ويغفر إلا لمن يشرك به أو ظلم وأضر بالناس.. {إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا ولَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمونَ}، صدق الله العظيم، فالظُّلم ظُلُمات يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللهَ بقلب سليم.

التيار

‫3 تعليقات

  1. أحد المجرمون الذي عملوا على اعدام الشهيد لا يزال حرا طليقا متبجحا وهو صلاح دولار صلاح كرار
    يجب القبض فورا على هذا المجرم

  2. للذين لا يعرفوف فهذا المحجوب عروه الذى يتباكى اليوم على الشهيد مجدى هو وبتوجيه من حركته المسماة زورا وبهتانا بالاسلاميه اول من عمل فى تجارة العمله فى عهد جعفر النميرى وكان لهم مكتب صرافه فى عمارة المشرف بالسوق العربى شارع السيد عبد الرحمن وكانت مهمته تجميع عملات المغتربين او بالاحرى إصطيادها حتى لا تدخل البلاد وكان الهدف ضعضعة النظام وإضعافه الى اقصى حد رغم مشاركتهم فيها وقد نجحوا كما راينا ذلك وهذه الصرافه هى التى اسست لانشاء بنوك ومصارف ،، يا محجوب عروه حسابك ايضا قادم لا شك ولن ينجيك تمثيلك لدور الحمل الوديع وافضل لك إعادة الحق الى اصحابه وحرى بك ان تطبق نصيحتك فى نفسك بإشهار يقنع الآخرين !!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..