زريبة مواشي وثلاجة موز

(كلام عابر)

زريبة مواشي وثلاجة موز
عبدالله علقم
[email protected]

على نحو مفاجيء تحول استاد كرة السلة في مدينة عطبرة إلى زيبة للمواشي ومخزن للأعلاف ومقام كذلك لسكن أصحاب هذه الموةاشي والأعلاف ، إتحاد كرة السلة حمل محلية عطبرة المسئولية وفرضها الأمر الواقع وقال أنه قام بفتح بلاغات لدى النائب العام لإخلاء الاستاد دون جدوي، في حين أن مدير الشباب والرياضة اكتفى بتوجيه اللوم لاتحاد كرة السلة باعتباره الجهة المكلفة من الوزير بالإشراف على الاستاد. الأمين العام لما يعرف بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة في ولاية النيل التي تقع فيها الزريبة الحالية والاستاد السابق وعد باستخدام سلطاته وصلاحياته بما يحفظ “هيبة” المجلس ويضمن “حماية” الميادين من التعدي والتغول عليها من أي جهة بالاستناد على ما أسماه قوانين ولوائح المجلس. أما سكان الاستاد الجدد فلهم رأي آخر لا يخلو من الوجاهة فقد فقال ناطق باسمهم أنهم لم يتهجموا أو يتغولوا على المكان لكن المحلية هي من أتت بهم وأن كل واحد منهم يدفع إيجارا شهريا للمحلية يبلغ مائة جنيه.
وحتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ستظل المواشي تفرز روثها وبولها ما شاءت بين المرميين
وتحتهما و وفوق مجالس المتفرجين داخل الاستاد ما دام أصحابها يدفعون أجرة المكان في كل شهر.
وبعيدا عن عطبرة التي كانت مصدرا من مصادر التنوير في عموم السودان، تحول مشروع مدرسي في القضارف إلى ثلاجة موز ملاصقة لمدرسة القضارف الأميرية التي تعتبر من أوائل المدارس في السودان إذ يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1908م. فكرة المسرح ابتدعها المبدع البشير جعة سهل الذي كان وزيرا للثقافة في القضارف وشرع في إنشائه لكن تعثر المشروع
ثم توقف تماما بعد رحيله من القضارف فابتدع المسئولون في حقل التعليم فكرة تحويل مباني المسرح إلى ثلاجة موز للاستفادة من إيرادات الإيجار. عندما أجريت لقاءا صحفيا مع السيد والي القضارف في نهار شهر رمضان الماضي أكد لي الرجل أنه قد وجه بإيقاف ذلك الإجراء الغريب الذي شرع فيه قبل وصوله لكرسي الولاية وطمأنني على أن المسرح لن يتحول إلى ثلاجة موز بأي حال من الأحوال ، ولم يكن هناك ما يمنعني من تصديق وعده لأن الرجل كما أعلم أهل للثقة ويفي بما يعد به ، لا سيما وأنه لم يعد بمستحيل مثل تحرير الفشقة أو تحرير حلايب.
كأنما الدنيا قد ضاقت بمن فيها فلم يجدوا متسعا من الأرض لزريبة المواشي إلا استاد كرة السلة في عطبرة ولا مكانا لثلاجة الموز إلا المسرح المدرسي في القضارف ، و كأنما هي رسالة لكل المجتمع. إن اتساع دائرة القبح في حياة المجتمع تعود لغياب ثقافة الجمال والحب كما يقول الباحث اليمني الدكتور نزار محمد عبده غانم. ولكل زمان قبحه، فيه ينبسط وينشرح، ومقاومة ثقافة القبح الذي ينهال علينا في كل يوم لتشويه كل إنسانيتنا في هذا الزمان وفي كل زمان واجب مجتمعي. مقاومة القبح هي أجمل وأقوى أشكال المقاومة الإنسانية المثمرة خيرا وجمالا. تحويل استاد كرة السلة في عطبرة إلى زريبة مواشي وتحويل المسرح المدرسي في القضارف إلى ثلاجة موز شكل من أشكال القبح الصريح.
ترى من ستكون الضحية التالية لمشروع تأصيل القبح بعد المسرح المدرسي في القضارف و استاد كرة السلة في عطبرة ؟

تعليق واحد

  1. دى تلقاها إستثمارات واحد من الدستوريين..مادام فيها بقر وعلف..هم شافوا الكورة ذاتا بقت ما جايبا همها ..قالوا أحسن نستفيد نحنا.

  2. مدرسة القضارف عملو المسرح تلاجة موز ياخي ديل مدرسة الدباسين والامتدار لحقوهم امات طه اخير ناس القضارف

  3. ياعلقم ماتشكر الراكوبة في الخريف كرم الله شنو البوفي بالوعد دا حول القضارف في عهده جنهم الحمر المواطن بموت بنقص مياه االشرب اسكت اسكت

  4. يا نسيبي ود العقلم ، إنت زعلان عشان حولو مدينة السلة لزريبة ..؟؟

    إنت زاتك وأنا وكل الشعب السوداني كلنا ما حولنا لأغنام ؟؟

    بالله عليك الناس ديل عملوا فينا ما لم يعمله إسرائيل في شعب فلسطين واصبح المواطن السوداني أرخص من الطماطم ، ويقتل يومياً في الغرب والشرق والشمال والجنوب والوسط بدم بارد من كلاب الأمن ،
    وتجي إنت تبكي لي على ميدان سلة ….؟؟
    أنا أقول الإنسان الذي خلقه الله وأكرمه ، هؤلاء أذلوه وجعلوه أقل قيمة في الوجود

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..