السودان وجنوب السودان لا حياة بينهما إلاَّ في العودة إلى الوحدة..!!

على هامش العودة إلى التفاوض بين الدولتين في أديس أبابا
السودان وجنوب السودان لا حياة بينهما إلاَّ في العودة إلى الوحدة..!!
صديق حماد الانصاري
مدخل: (1)
(أنت سوداني وسوداني أنا
ضمنا الوادي فمن يفصلنا…)
من أدبيات الوحدة الوطنية ما قبل الانفصال..
مدخل: (2) (السرديات هي اكثر من كونها مجرد ترفيه، فهي الوسيلة التي تسعى بها الى فهم العالم…)
الكاتب: آرثر آسا بيرغر
(1)
قصة دولة السودان
دولتا السودان وجنوب السودان.. هما الاستثناء في كل شيء – في واقع الحياة وخاصة من حيث الوجود، فلا هما نتاج لرابط عقدي فقط.. ولا دعوة لمنظومة فكرية جمعت ما بينهما ولا آيديولوجيا سياسية .. بل وحدة وهوية لشعب واحد .. فحينما رسم المستعمر (البريطاني المصري) الحدود السيادية للدولة السودانية – لتصبح دولة مستقلة تحمل اسم السودان في المستقبل.. كانت حدوده التي اعتمدت في 1/1 1956م ممتدة من نمولي الى حلفا ومن الجنينة الى كسلا.. فهذه الرقعة الجغرافية كل من يضع ما بينهما فاصلاً … حتى (ولو مداري)..!!
فهو لا يدرك ماهية التوزيع الجغرافي للسكان ولا حتى المناخ.. او بالاصح الطقس..
٭ فالسوداني بملامحه السمراء ، ومواقفه الانسانية النبيلة.. لا يمكن ان تشك ان فيه خصلة تقود الى الانفصال ونزعة لتعدد النسخ دون نسخة الوحدة الجاذبة.. خاصة في السيمة التي يمكن عبرها تشكيل ملامح الشخصية.. ودونكم تقاطيع الوجوه.. وهذا الحديث لا يحتاج الى (غلاط) ، ومن اراد ان يعرفه او يتأكد منه فليبعد من ذهنه ان هناك (معرة) اسمها اللون (حسب تدرج ألوان طيفه السبع)، دونما يفعل اهل (الغرض) من ادعياء العنصرية والنزعات العرقية – بل فلننظر بعين الرضى للانسان السوداني وعبر عين امينة للكاميرا – لنحدد من بعد من هو (السوداني الاصيل) فحتماً سوف نجد ان هناك لوحة مكتملة التشكيل وتامة للرؤية في البنيان، دونما شائبة للعداء المفتعل او التشويه المقصود من البعض.. وبجانب ما يجمع بينهما من ملامح هناك الانسجام الفطري ومستوى من الحركة لا يحتاج الى توصيف طبيعي، وما يؤكد اكثر هذا القول فعلينا بأخذ المقارنة ما بيننا والاخوة اصحاب البشرة السمراء في (الجارة) الشقيقة مصر.. ويدرك ذلك اكثر من توفرت له فرصة الركوب الى قطار الصعيد المصري متوجها من اسوان الى (القاهرة) وخاصة في مناطق (كوممبو والسد العالي..) – فصاحب البصيرة النافذة ليس في حاجة الى الفرز ما بين ما هو (نوبي مصري) و(نوبي سوداني) مهما تطابقت ما بينهما (الصبغة) اللونية او حتى ارتداء (زي الجلابية) – وما قادني الى الحديث عن الملامح هو ما جعل البعض من اللون معرة الى الانتقاص من قدر البعض من حقهم في اكتمال الحق الانساني بحق المواطنة واكتمال الشخصية في حسن التعامل بين الناس..
(2)
الصور التاريخية للإنسان السوداني:
كل الصور الذهنية التاريخية وحتى الفتوغرافية والتي تعكس الملامح السودانية منذ ان عرف السودان نظام الدولة الحديثة – لا نحتاج الى كثير عناء لنتعرف على ان هذه (الملامح ملامح) سودانية من واقع بوتقة الانصهار والانسجام التام في التكييف مع الواقع، ثم شكل التفرد الذي يقود الى التوحد لا يحتاج ايضا الى (تحرير شهادة ميلاد) – لنؤكد بها الهوية او ما معنى الاصالة السودانية؟!!
بل هناك صفات جامعة لا خلاف حولها – تبدأ من الفروسية والثقافة الغذائية والكرم الحاتمي للضيف لتنتهي بمستوى من الثقة في الآخر من النادر جدا توفرها في اي بقعة من بقاع الارض – فكل من عاش في السودان ابان عهد المديريات وفي زمن الاقاليم – وما قبل (تقصير الظل الاداري).. لعلي الحاج محمد يجد ان هناك حيشان مفتوحة وديوان (فاتح على الشارع) لاستقبال الضيوف..
دونا حاجة حتى لسؤال عن هوية الضيف.. (لو عابر طريق او قاصد للمسيد) وهذا الواقع تؤكده مجموعة الإنتلجينسيا والتكنوقراط من المهنيين من اطباء ومهندسين واساتذة من جيل ما بعد (السودنة) وبناء البنيات التحتية لدولة المؤسسات في سودان 1/1/1956م، فمعاهد التربية في (بخت الرضا – الدلنج – شندي …الخ) بجانب سكنات القشلاقات وبيوت السكة حديد وما صاحبها من استراحات وبيوت للموظفين ومراكز صحية للمرضى ومدارس اولية – تعكس لنا مدى الصور الزاهية للحديث عن الشهامة السودانية والقدرة على التعايش في كنف الوحدة الجاذبة.. وفي الدولة وروح المواطنة عبرما شكلته النوادي الثقافية للخريجين ودورها في الاستقلال ومساهمتها في بناء وتشكيل الاصالة غير المكررة بل والمتفردة والتي ما كنا في حاجة الى الحديث عنها لولا ان هناك بعض الناس – لا تحلى لهم الحياة الا بإدعاء التميز ونزعة التحلف بالاستعلاء ولا يطيب لهم (المعشر) الا في (جو) من العكننة التنظيمية وافتعال المعارك دونما معترك – وهؤلاء النشاز من البشر – الشخصية السودانية المفطورة على الوحدة والمعروفة غير معنية بمؤامراتهم العدائية ولا بدعاويهم الانفصالية – بل كل الذي مطلوب – هو العمل على عزلهم وابعاد هدفهم وآرائهم المتطرفة .. ليتأكد مدى ضعف تأثيرهم طالما ان كل الذي يعتمدون عليه في خطابهم هو العمل على دغدغة العواطف واثارة الشجون عبر مشروع التعبئة واشعال نيران الحرب والمتاجرة بدم الشهداء – باظهار الصور المأساوية في الحياة في (ساحات المعارك) وتلك سنة لسنا في مناص من معايشتها طالما ان (طبول الحرب) ما زال هناك من بين الطرفين من مازال يطرق عليها.. او يتاجر بدماء شبابها كوقود للنار وكسلعة للتكسب المادي والمعنوي (منو يا … ) (الماعندو عزيز فقدوا في الحرب الاهلية)… ؟! .. يبقى اين مقام الشهداء وادعاء الايمان (بالقضية)؟! ام هنا تظهر معادن الايمانيين الحقيقية من الادعياء؟! وذاك مدخل الى (قيمة اليقين) بالرغم من الادعاء الزائف الى الايمان بقضية الدين ودفع ضريبة الوطن.. فاذا ابتعدنا عن مفهوم ( الصبر على المصائب) لدخلنا دونما شك في ما يسمى (بالشرك الخفي) ..! والعياذ بالله- فالانسان مفطور على النسيان لاعادة واصلاح كل تشويش يحدث في المعاملة ما بين ابناء آدم عليه السلام فمنذ حادثة (هابيل وقابيل) وما حدث من قتل (اخ لأخيه) كان لابد من البحث عن طريقة الى اعادة الوضع الى التعايش السلمي والامان – لذا كانت الضرورة في نموذج دفن الغراب لصنوه ليتعلم الانسان او ابن آدم من دروس الطبيعة – كيفية مواراة المرارات حتى الجثامين – لتبدأ من بعد الحياة دورتها من جديد .. فالموت مهما كانت قسوته فهو محطة من محطات النسيان المفطور عليه الانسان – وابن آدم المكرم.
٭ لذا لابد من الانفكاك من عقد (المأساة) التاريخية (لمشروع الانتباهة العدمي) والذي ما انفك يساهم باستمرار في تشويه صورة الشخصية السودانية المفطورة على دافع الوحدة دون دافع الخصام – وعلى الدعوة الى الحياة وعيشها دون الدعوة الى العدم والموت والشروع في حفر القبور من قبل اوان الرحيل الختمي لكل انسان في الوجود.
(3)
الهوية السودانية والخوارج الجدد:
ما قادني الى الكتابة والى هذه السلسلة الطويلة من مقالات الحديث عن الهوية السودانية هو التأكيد على مدى اصالتها والتي لا تحتاج الى (تأصيل) ..
٭ بل هناك اصرار من البعض على ادعاء العنصرية خاصة اهل وكتاب (الصحيفة الغافلة) من الطارقين على (دق الخصومة) العرقي سدنة الصراع الديني من اصحاب التاريخ الاسود بالعمل على زرع الفتنة بين شعب السودان الواحد دون التفصيل لمشروع الدعوة الانسانية الجامعة الى تحقيق السلام والوحدة ..
٭ بل التذكير مرارا وتكرارا بكل ما هو محرك وناكيء للجروح ومشعل لنار الكراهية والعداء – ما بين دولتي السودان وجنوب السودان علما بأن ما حدث في نيفاشا في 2005م، من اتفاقية كانت كفيلة بجعل السودان اليوم الجنة الموعودة من جنان الارض في افريقيا والوطن العربي… لولا الذين عنيناهم وهم ما زالوا والى اليوم يتحدثون بلغة (الفصل التعسفي) والادعاءات الزائفة لمحاسن تقسيم السودان وفصل الجنوب عنه ومشروع حديثهم عن العروبة والاسلام في السودان حتى بالنسبة لهم (وبالمحك العملي) لا يعني شيئا اكثر من كونه عبارة عن ثقافة سادت بفعل الدعوة الى اقصاء الآخر والعمل على احتكار (السلطة والثروة) تارة باسم الجهوية واخيرا باسم القبلية..! وكل ذلك يتم تحت مظلة (وسياسة فرق تسد) .. وقد صدق هذه الاكذوبة العنصرية المتكرسة ظلما العديد من ضعاف النفوس من (الموهومين) بإدعاء العروبة كإثن والاسلام كدين – ليتم السيادة على شعوب القارة الافريقية.. وبالتحديد دولة السودان – علما ان (العروبة) كلسان وليس كإثن او عرق كانت وما زالت مقيدة بشرط التعليم، واكذا الاسلام كدين ومنهج جامع يفترض في من يؤمن به كمنهج توفر عنصر (الحرية) (لست عليهم بمسيطر) و(الدين المعاملة)!!
وهكذا يتم الدحض لإدعاء شفونية المستعربة في ارض السودان الافريقية ذات المواقع الجغرافية السكانية.. لنؤكد بذلك (ان العروبة لسان – والاسلام دين كوني جامع لكل شعوب الارض).. وهذا ما نفى عنهما نزعة العنصرية المتمسكين بها (خوارج القرن الحادي والعشرين كتاب الجريدة إياها…)
(4)
أديس أبابا ورواية طائر السعد:
رواية طائر السعد هي التوأم السيامي لرواية طائر الشؤم – وهي رواية لم تكتب بعد لتحكي عن (الهوية السودانية) للشعب السوداني بعيدا عن شياطين العنصرية لنسرد عبرها التاريخ البطولي (للشعب البطل وليس الشعب الفضل).. كما جرى على لسان البعض من اجل السخرية والتحكم من خطاب الانقاذ ورائدها …
والذي ظل يلقننا قسرا (جملا) لاذعة وجارحة لم نسمع عنها لا في شعر الهجاء عند الحطيئة ولا حتى في وصف بشار بن برد (لمتحرك الجيش) – فحقا من اين اتى هذا الرائد..؟! بل اقصد (هؤلاء) ؟! (تخيلوا لو ظل ذاك الخطاب هو المسموع الى اليوم – فهل ستبقى هناك دولة للسودان؟!
٭ لذا لابد من العمل بكل الجد لمسح تلكم الصور الشائهة والمشوهة لكل ما هو جميل في تاريخ السودان وبشكل العلاقة ما بين شعوبه المتعددة والمنصهرة في هوية شعب واحد هو (الشعب السوداني) – ويستطيع من (تاني) (فتح ملف) الوحدة الجاذبة والحديث عن سودان جديد بلا دعوة عنصرية بل كيان واحد ووطن واحد يسع الجميع (ما لو نأمل ذلك)؟!! وهي بالضرورة مقدور عليها.. فقط اذا ما نجح الطرفان (ادريس وباقان) في قفل ملفات الترتيبات الامنية (المتهجلجة) بالجازوالناس..!! دونما استصحاب لكل ما كان داعما للمرارات او مشجعا لاسماع صوت الدوشكات، او مذكرا بالاجترار للاحزان، ونحن اذا صدقت نوايانا تجاه بعضنا البعض – دونما تدخل لوسيط (اجنبي) (افريقي او امبريالي) فنحن الاقدر على الكتابة (لرواية طائر السعد) (الافتراضية) – اذا اعتبرناها النسخة المنقحة والدراسة الحديثة والنقدية الجديدة لطائر الشؤم – للشخصية السودانية العالمية الدكتور فرانسيس دينق مجوك حفيد السلطان (كوال الروب) (ساكن كردفان منذ العام1905م) – ودينق مجوك هو سلطان النقوك – النقوك هم العموديات السبع لسكان ابيي من الدينكا – عاشوا وتصاهروا بالدم والحلف مع اهلهم من (سكان ابيي المسيرية) – فأبيي كانت ومازالت وسوف تظل هي الارض (السودانية) المنصهرة بالوحدة الجاذبة والمعنية تماما بمشروع التكامل والتعايش الانساني ما بين شعوب السودان، والتي اذا ما نظرنا الى امرها بعيدا عن (ذاتية) الصراع ما بين (طلاب السلطة والثروة) من الطرفين وبعيدا عن تطلعاتهم العدائية والمبيتة لانكشف لنا مدى الضرورة والحتمية التاريخية التي تلزمنا الى جعل هذه الرقعة الجغرافية من ارض السودان الكبير – ارض الى السلام الدائم بحق الجيرة التاريخية وتبادل المنافع في الموارد وان تلك الارض ينبغي ان تسع الجميع دونما ادعاء زائف لامتلاك لحق الارض.. وكأن هناك احداً قد اتى(حاملا لأرض ابيي بساطا على رأسه) كبساط الريح وألقى به في فضاء تلكم الارض ثم نادى من بعد وادعى ان هذه (الارض لي وحدي)..! ونسي ان الارض لله وما الناس الا مستخلفين فيها من اجل الفلاح!! ليعيشوا جميعا دونما تعويل على صفات مادية لسلع نافذة بالتقادم والصرف وفاقدة للقيمة المادية طال الزمن ام قصر طالما ان هناك العديد من البدائل في موارد الطاقة (المائية والحرارية) – فعليه لابد من النظر الى الانسان من حيث ما هو انسان – دونما النظر اليه كمورد مادي يتم الاستثمار فيه والاتجار – في اشعال نيران الحرب واخيه ..
٭ وخلافة الانسان المكرم كإبن آدم – اقيم من كل حقول البترول المتصارع عليها اليوم – ووجود الانسان بشحمه ولحمه في الطبيعة – افضل من كل قطعان بحيوانات من الماشية والابقار في المسارات المتعددة في زمن النشوق والرحلة السنوية المعتادة الى الجنوب الحبيب – يبقى التداخل ما بين قبائل القطاع الرعوي سواء من كانوا في الشمال او الجنوب السوداني – هو حتمية تاريخية لا مناص من حدوثها (شاء من شاء او ابى من ابى)…
٭ لذا لابد من الالتفات الى امن المواطن – والعمل على توفير سبل الاستقرار له ولثروته (البترولية) والحيوانية (اولا)!! بقيام البنيات التحتية ومعينات الحياة..
٭ السؤال لماذا يتم الاحتفال بتحرير هجليج واصلاح آبارها التي احرقت وننسى(انسان هجليج) (حامي العرين)؟!! والذي ما انفك يدفع بضريبة الغناء بالموت من (الطرفين) – بفقدان الابن او العائل للاسرة (شهريا) يأخذ الموت المجاني ضحيته – هذا اذا لم يكن يوميا!! فمأساة السودان تتمثل في حدوث الموت اليومي وسط تلك القبائل في قطاع السودان الغربي الرعوي – لغرب كردفان (الولاية السليبة) بل (هي التوأم لفلسطين بل هي (فلسطين افريقيا) – فسكانها قد نسوا ان هناك شيئا اسمه (الفراش على الميت) – لماذا؟! لأن الموت قد صار بينهم هو الخبر اليومي الذي اعتادوا على سماعه – فاذا فقدوا العم فقد فقدوا من قبله الوالد – واذا بكى على الابن اليوم فقد سبقه الى الموت الخال – هذا اذا تجاوزنا ما يحدث من انتهاك لحقوق الجندر من فقدان الى الروح او الطفل او العائل…الخ..
هامش:-
عرفنا الآن لماذا السودان في حاجة الى الوحدة الجاذبة…؟! وما الانفصال الا عرض لمرض – ظل متكرسا على طول الحدود التي تحدث عنها الحكام في (المركز) عن اقامة (حالة الطواريء) فيها بعبارة قاسية وعدائية.. مضمونها يقول :(اضرب لتقتل)اذا صحت الترجمة (shoot to kill)..
٭ أليس السكان من الطرفين هم من ابناء آدم عليه السلام كالبقية…؟!
(استغفر الله العلي العظيم من كل ذنب عظيم)…
الصحافة
عاشت وحدة الشمال و الجنوب (على اسس جديدة طبعا)
مقال اكثر من رائع لك الشكر استاذ الأنصاري
سوداني من الشطر الجنوبي
الجنوبيين بعد الانعتاق من قيد هذه الدولة الفاشلة لن يرجعوا مرة اخرى! بل واتوقع المذيد من الكيانات الجديدة للهروب من سودان عقلية الجلابة التى ليست حصريا على الكيزان وحدهم !
بعد التحية الصادقة العميقة لكاتب المقال أعلاه الأستاذ صديق ، لا بد لي من القيام بإجترار بعض العبارات التي جعلتني أختار هذا الموضوع بالفائز لجائزة الأفضل للعام 2012 بدون منازع! “مع وقف تنفيذ الجائزة حتى نرى الأفضل من ذلك من قبل الكاتب تشجيعاً لا مماطلة في التسليم!” و ذلك بسبب مثل هذه العبارات الجياشةالصادقة التي تحفل بصميم واقع السودان و السوداني كما يعرفه الخلق في شتى أرجاء العالم و العبارات التي تستوجب الإشارة اليها مراراً و تكراراً و يتذكره كل سوداني في السلطة أم في السلطة “الأخيرة بفتح السين!” :( هناك اصرار من البعض على ادعاء العنصرية خاصة اهل وكتاب (الصحيفة الغافلة) من الطارقين على (دق الخصومة) العرقي سدنة الصراع الديني من اصحاب التاريخ الاسود بالعمل على زرع الفتنة بين شعب السودان الواحد دون التفصيل لمشروع الدعوة الانسانية الجامعة الى تحقيق السلام والوحدة ..
٭ بل التذكير مرارا وتكرارا بكل ما هو محرك وناكيء للجروح ومشعل لنار الكراهية والعداء – ما بين دولتي السودان وجنوب السودان علما بأن ما حدث في نيفاشا في 2005م، من اتفاقية كانت كفيلة بجعل السودان اليوم الجنة الموعودة من جنان الارض في افريقيا والوطن العربي… لولا الذين عنيناهم وهم ما زالوا والى اليوم يتحدثون بلغة (الفصل التعسفي) والادعاءات الزائفة لمحاسن تقسيم السودان وفصل الجنوب عنه ومشروع حديثهم عن العروبة والاسلام في السودان حتى بالنسبة لهم (وبالمحك العملي) لا يعني شيئا اكثر من كونه عبارة عن ثقافة سادت بفعل الدعوة الى اقصاء الآخر والعمل على احتكار (السلطة والثروة) تارة باسم الجهوية واخيرا باسم القبلية..! وكل ذلك يتم تحت مظلة (وسياسة فرق تسد)- إنتهي
و إذا تمعن كل سوداني في هذه العبارات و قارنها بنفسه و عشيرته و بقية أهل السودان المترامين في مختلف أصقاعه سيجد كامل الإنطباق و لم يورد الكاتب شيئاً جديداً إنما جل جاهده كان في تجسيد الواقع السوداني بوجدانية كاملة دون أي تأثير طائفي أو ثقافي أو عرقي أو حزبي ضيق و من هنا ندعو الى القيام بتأسيس مؤسسة سودان المليون ميل مربع الشعبية التي تضم عضويتها المفتوحة جميع ابناء الوطن من اللجنوب و الشمال و الغرب و الشرق و ذلك دعماً لجمعية الصداقة الشعبية بين شعب الشمال و الجنوب السوداني التي جرت بها مبادرة قريباً من بعض الحادبين الوطنيين في الخرطوم على ما أذكر بقيادة الإستاذ محجوب و من هنا أعلن نفسي كأول عضو في مؤسسة سودان المليون ميل مربع الشعبية-
أخيراً عاش سودان المليون ميل مربع موحداُ حراً مستقلاً و تسقط الصهيونية العالمية و يسقط معها التخلف و العمالة و العنصرية و الأنانية و الجهوية و الحزبية المهلكة الضيقة ،،، حسبنا الله و نعم الوكيل لك يا سودان …
ما قالوا يا جماعة ننقل العاصة إلى جوبا .. لتكون فى العمق الأفريقي (نؤثر ونتأثر) .. صرخت السيادة وقالوا عاوزين (…..) تخلوا عن الهدف النبيل (نشر الدين الأسلامي) وبهدوء من غير أن نوقظ الكلاب ويعرف شياطين الإنس .. حلمك حلو والله يا الأنصاري فعلاً إنت أنصاري لأنك أجدادك قبلوا أن يرجعوا برسول الله وتركوا الدرهم والدينار ..
كمان عندي ملا حظة صغيرة أعتقد أنها مهمة فى قراءة الأحداث .. وهي: أن حدودنا شمالاً كانت خط عرض 5 شمال مدينة أسوان ..
وحدة وحدة وحدة ،لابد من الرجوع للوحدة مع اخواننا،مهما طال الليل لابد من ان يأتي الصباح
مقال اكثر من رائع فعلا وعاشت وحده السودان ولازال املنا كبير فى بكره وان حواء السودان ولاده ولابد ان ياتى من الشطر الجنوبى والشطر الشمالى نفر كرام لاعاده وحدة الشطرين ويصبح السودان فعلا جنه الله فى الارض
In politics we presume that everyone who knows how to get votes knows how to administer a city or a state. When we are ill… we do not ask for the handsomest physician, or the most eloquent one.
Plato (BC 427-BC 347) Greek philosopher.
واراهن ..ان الفرصه جدا مؤتيه للحركه الشعبيه لتحرير السودان واحياء مشروعها السودان الجديد الموحد من نمولي الى حلفا ,,,منذ مؤسسها الدكتور الراحل جون قرنق والذي اعتبره انا شخصيا وكثيرين …من اقوى الزعماء السياسين دهاء وذكاء وكريزما ووطنيه ,, بعد المرحوم محمد احمد المحجوب … سيتم ذلك بعد زوال حكم الانقاذ العنصري الذي شارف على نهايته بأذن الله
واراهن على ذلك… لان الشعب السوداني قد جرب وعرف وفهم ان الحكومات الشموليه (المدعيه للاسلام) والحكومات الطائفيه التقليديه المتعاقبه ,, قد فشلت في حل مشاكل السودان الواسع المتنوع والشعب السوداني الذي سئم الحروب التي لم تتوقف ,,,, حتى بعد انفصال الجنوب !! ولا نتوقع ان تتوقف ,,,,,,, بالأضافه الا انه طبيعة السودانيون شعب متسامح بطبعه و تواق الى شكل جديد ومفهوم جديد للحكم في سودان تحت ظل العدالة والمساوة للجميع ,, ولكن حتى يتحقق هذا انشاءالله… في تقديري يجب على الحركه الشعبيه لتحرير السودان الاتى
*** يجب ان تحافظ بل,, وتتبنى الحركه الشعبيه الام في جنوب السودان ,, الخطاب المعتدل الموجهه لشعب شمال السودان وان يكون بعيد كل البعد عن العنصريه والتعصب … والبعد عن الاخطاء التى وقعت فيه سابقاتهافي الحكم,, وان توسع ,, من مفهوم الكنفدراليه لدى شعب الشمال والجنوب ,, الحكم الانسب للسودان الجديد ,,
*** ويجب على الحركه الشعبيه جناح شمال السودان يجب ان تسرع من خطواتها نحو التحول الكامل,,, الى حزب سياسي قوي ومؤثر في الساحة و يمتلك ادواته جيدا ,, وان تبتعد عن الانجرار,, وراء هؤلاء والانخداع الذي وقع فيه غيركم ,,, وان تسعى الى تدعيم الحزب ,, بكوادر قويه وفاعله .. وبالأخص الكوادر الشبابيه والعاملين بالخارج ,, وطرح خطاب وبرنامج واضح ,,,وقوي لشعب شمال السودان وازله الصورة السيئه التى رسمها و كراسها الانقاذيون عنها على مدى 23 عاما …. راجيكم شغل كتير!! ,,,, وانشاء الله اتوقع ان تفوزوا ,, في اول انتخابات جايه ,,,في الديمقراطيه القادمه بأذن الله…,
وربنا يوفقكم
,,, وسودان جديد ,,,,,,,,,,, وووايييييييي
بالنسبة للصورة .. حب الناس مذاهب
بالنسبة للصورة ماشاء الله بنات ياسر عسل النحل
ماصدقنا انفكينا منهم الحرب ولاالوحده مع الجنوب
مافى جنوب بدون شمال ومافى شمال بدون جنوب وكلنا اخوان رغم أنف الحاقدين العنصريين ونحن شعب واحد منذ الازل ..منقو قل لاعاش من يفصلنا
يا اخوانا ياتو فيهن مراة السجمان دا
شكراً على هذا المقال الأكثر من رائع
مقال ضافي ووافيي
أتذكر دوما حديث شيخ جنوبي عجوز عن الإنفصال , وهو يبدي إعتراضة علي تقسيم السودان في حديث بسيط وبليغ جدا وقد لخص المشكلة برمتها في كلمات , قال ( أن فى حياتي الطويلة دي شوفت زول يدو مقطوعة وهو حي عائش , أن شوفت زول عين مقدودة وهو حي عائش , أنا شوفت زول كراعو مقطوعة وهو حي عائيش . ولكني ما شوفت زول مقطوع من بطنو وهو حي عائش )
أطال الله فى عمرك أيها الحكيم . فعلاقة السودان بجنوب السودان هي علاقة البطن بباقي , لا يمكن فصل البطن عن الجسم وإلا فالموت هو النتيجة
الوحده بين الشمآل والجنوب سآآآهله،بس إنتو شيلو الوطني والجنوبيين الشعبيه.
الكل كان يتخيل او بالاحرى ان السودان موحد ولن تاتى قوة فى الارض ان تقسم السودان الا ان اهل الجنوب ارادو ذلك وكثيرون من الشمال مع الانفصال لعدت اسباب 1- بعد عودت الراحل قرنق اصبح الجنوبيين فى قمة الشراسه بل فى اشد العداء للشمال لكثرة المشاكل وكثرة الافتراءت خاص تلك التصريحات والتعنصر من قبل بقان اموم الذى كان يقود الكراهيه والحقد للشماليين 2 – بعد وفاة الدكتور قرنق ماذا فعل الجنوبيين بنا الم تحدث فوضى بل كانو مهوسيين كان يفتعلون المشاكل اصبحو مهد امنى والكل كان يعلم ذلك3- الشئى الاهم بعد فوات الاوان تاتون لتقولو العوده الله اعلم
نعم لوحدتنا ولكن هل نكرر ونعيد حليمة لعادتها القديمة؟ منذ ألأستقلال حكومات فاشلة وتافهة وحقيرة واحتيال وسرقة وتعبئة كروش ويجوع الناس وينفصل وينقسم البلد ولا يهم الا هذه الطبقات الفاسدة انصار ختمية عساكر! هل يكرر الجنوبيون الوحدة دون ان يغير اهل الشمال تفكيرهم وثقافتهم السطحية عن الوطن والمواطنة؟ ابراءا للذمة اقول لأخوتي الجنوبيين خليكم بعيد رغم مشاكلكم عن هذا الشعب اللذي فشل حتي بعد ستين سنة تقريبا ان يحكم نفسه بطريقة نزيهة وشريفة! وعندما يحدث ذلك فعودوا الي وحدة الوطن ولكن حتي البلد امتلأت بالأريتريين والمصريين عن قصد من الفجرة الظلمة الفسقة عديمي الهوية والوطنية والدين وهذه احي المصائب المستحدثة من ألأنقاذ طالما حتي احد وزراءها اريتري غير سوداني شوفوا المصيبة! وحدة؟؟؟ بعدين لما تنظف البلد
ين المقال وسيبو العنصريه
خليت التعليق
لأول مرة تدمع عيناي منذ الانفصال .. شكرا لهذا المقال التاريخي شكرأ
ما تقولوا لي التحت دي مرته… والله أمانة ما الراجل ده شارب مقلب جامد
ماكل ما يتمناه المرء يدركه تاتى الرياح بما لاتشتهى السفن بالتاكيد الانفصال كان شى محزن ولكن السؤال المهم هل نحن كشعب فى الشمال كان بامكاننا ان نحافظ على الوحدة ام ان الامر كله بايدى الاخوة فىالجنوب وهل لو اعطى الجنوبيين فرصة اخرى سيغيروا رايهم علما بان الظروف والوضع كماهو عليه لم يتغير شى
جاءتني فكرة ليست جديدة ولا غريبة .. ما غريب حتى الشيطان يا مصريين ..
عودة الى الشأن السوداني .. متلانزمة العروبة والاسلام .. ما هما كذلك انما متاجرة وبيع للوهم والضلال..
* في العالم مليار مسلم ولكن لم يتبخر اسلام غير العرب منهم .. 80 مليون في تركيا و100 مليون في نيجيريا و ملايين مهولة في الهند والصين واندونيسيا وايران ليتبقى مسلمو الدول العربية 300 مليون ناقصا (الاكراد في العراق وسوريا والزنوج في السودان والبجة والنوبة في الشمال والامازيغ والطوارق في دول شمال افريقيا) اي ان مسلمي الدول العربية نصفهم غير عرب.. ولكن لم يختفي اسلامهم بسبب عجمتهم _ تنتفى ضرورة العروبة كشرط لوجود الاسلام __________________(1)
* نصارى العرب ويهودهم (اليهودية ديانة وليست جنس الجنس هو الاسرائيليين ابناء اسرائيل .. او اسرائليين حملة جنسية اسرائيل كمستند لا يعبر عن عرق او دين ) المهم نصارى العرب ويهودهم وملحديهم ومشركيهم وعبدة شياطينهم … لم يصبحوا مسلمين هكذا بضربة لازب بسبب عروبتهم
_ وهكذا تنتفي فرضية وجود الاسلام بسبب وجود العروبة ____________________________(2)
عليه فإن متلازمة الاسلام – العروبة وهم لا أساس له من الصحة فمن جملة مليار مسلم لا يوجد اكثر من مئة وخمسين مليون عربي.. والبقية عجم مسلمون .. ومن جملة العرب هناك من هو غير مسلم ملاين..
دعونا بعد هذا نركز على كوننا سودانيين فمن شاء فليسلم ومن شاء فليكفر… ومن شاء قال هو عربي ومن شاء قال هو افريقي.. ولا ادري ما سبب تعقيد الامر مع انه واضح كالشمس..
..
العروبة لا تحتاج الى الغش والخداع غير الاخلاقي لحمايتها فكل مسلم تلقائيا يخدم اللغة العربية بلا وصاية ولا ترهيب ولا اغراء..
..الاسلام دين الصدق لا يحتاج الى الغش والنفاق ليحفظ .. له رب يحفظه اية…. ول ايحتاج الثنائي الى غباء الطيب مصطفى بوثائق يدعي انها تسعى الى اخراج العرب من السودان ومحو الاسلام من خارطة السودان .. ايعقل ان يعقل هذا الرجل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل يرى الطيب مصفىان مليار مسلم كلهم عرب … عجب
وحدة وىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى…
خائن خائن خائن
كل من شارك فى ذبح وطن .. كل من ايقظ الفتن
كل من تحالف مع الجلاد .. واستمرا العفن
كمقدمة لحديثي لازم نعرف الفرق بين الفدرالية والكونفدرالية …. الفدرالية هي دولة واحدة مقسمة لولايات لكل ولاية حكومة مستقلة في كل شي ما عدا الخارجية والدفاع والبنك المركزي وبعض امور اخرى يتفق عليها بين الولايات بالتراضي كما هو في الولايات المتحدة الامريكية اما الكونفدرالية فهي الاتحاد بين دولة تاسس بينها وحدة كونفدرالية محدودة نوعا ما وهذا يمكن ان ينطبق نوعا ما على الاتحاد الاوربي …. حلو الكلام …. وهذه هي الوحدة التي ممكن ان تتم على احسن الظروف ولن تعود العجلة دورانها للخلف.
طيب الجنوبين طلبو الفدرالية في وقت سابق رفض الشمال بكل عنجهية وكان بحر الدماء ومن الطبيعي تتصاعد المطالب بقدر التضحيات فكانت المطالبة بالكونفدرالية وزادة بحار الدم فكان طلب تقرير المصير وكان الانفصال والان اهل الشمال فكت السكرة وطلعت الفكرة بدأت النخبة الواعية تطالب بالوحدة الجاذبة بعد فوات الاوان وكانهم لا يعرفون بان الوحدة لها ثمن لابد ان يدفع كما دفع اهل الجنوب ثمن استقلالهم والثمن الاول جنوب السودان لايمكن ان يتوحد مع دولة دينية او شبه دينية تحكم من اناس يدعون وكالتهم لله في الارض ويتحدثون باسمه وهي دولة قابلة للتشطر لذا على اهل الشمال ان يعملوا للوحدة من الداخل اولا
كما هو معلوم أن الصراع في السودان منذ 1955 ليس صراع عنصري ولا ديني ولا عرقي بقدر ما هو صراع سياسي . وأظن الأمر وصل إلى أسوأ ما يمكن توقع حدوثه عندما انفصل جنوب السودان . إذن الأمر بيد من تسبب في هذا الفصل ( المؤتمر الوطني من جهة ، وبنفس القدر الحركة الشعبية من الجهة الأخرى) وفي حقيقة الأمر هاتان الجهتان هما يمثلان كل أوجه الاطماع الشخصية ، والسعي لتكوين الشخصية السياسية والريادية المفقودة أصلاً في واقع كل القرون السابقة في السودان منذ تأطره وكينونته السياسة والاجتماعية منذ الأزل . بالله تفحص كل العناصر البشرية المنتمية لهذين النظامين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ) هل سمعت بأي منهم قبل هذه الأحداث التي افضت إلى الانفصال .
الاخ الكريم ود البطانة
تحية طيبة
لك الشكرعلى التعليق يقول الله سبحانه وتعالى “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”
والسؤال الذي ارجو ان اجد عندك اجابة عنه : ما هي مسببات الانفصال؟ وما الذي دفع الاخوة في جنوب السودان الى التصويت لبـتر عضو من جسـد واحد؟ ومن دفع بالامور الى ذلك التصويت المعني؟؟ وان كان عن جهل فهي مصيبة وان كان عن عمد مع الاصرار والترصد فمصيبتان بل جريمة وخيانة عظمى!! فقد عشنا في هذا الوطن وفي كل اجزائه نقول للكبير يا عم ويا والد وللكبيرة يا والدة ويا خالة وللنديد يا اخوي فلان، في الفرح والكره تجدنا هناك بكل الوان الطيف السوداني واذا استغثت اتوك من كل فج عميق تمتد اياديهم على اختلاف الوانها لنجدتك!! وهذه تذكرني بالقاضي المستكبر الذي لا يعرف السباحة وكان يشم النسيم كما يقال على شاطئ النهر فانزلقت رجله وهوى!! وكاد ان يوشك على الغرق فرءاه احد المارة يغطس ويطفو ولا يتسغيث!! فمد يده اليه قائلا: اعطني يدك فنظر اليه القاضي شذرا وغطس!! ثم طفا فقال الرجل في نفسه (انه لم يتعود على تلقي الاوامر من احد!) فمد يده اليه وقال له : لو تكرمت خذ بيدي!! فمد اليه يده فاخرجه الرجل من الماء ونجا القاضي من الغرق!! فيا ترى اذا تبع هذا الرجل هوى نفسه ما الذي كان قد حدث للقاضي؟ ونحن اولاد البلد نريد ان نكون هذا الرجل الذي ينظر الى ابعد من هوى نفسه!! كما كنا من قبل!! وقد سمعنا بمن نصب فسطاطا ونحر الذبائح ابتهاجا ببتر عضو من جسد الوطن!! فهل يا ترى اذا عادت العافية للوطن سينصبون فسطاط عزاء ام سيردحون ووب حي، حي ووب!! وتقول لي حل من سمانا!! فمن انتم؟؟ ومن الذي جعلها سماءكم دون غيركم !! وقد عشنا تحتها اكثر من خمسين عاما الى تاريخه فينا الشايقي والمسيري والمحسي والبجاوي والدنفلاوي والجعلي والفوراوي والشكري والبطحاني والحلفاوي والجنوبي والنوبي والحلبي والفلاتي والمسلاتي والتعايشي والرزيقاتي، والبقاري والهواري الى اخر قائمة المسميات !! نعمل معا وناكل معا ونضحك معا ونبكي معا ونفرح معا ونحزن معا !! لم يقل احدنا للاخر على اختلاف الواننا ولهجاتنا حل من سمانا او فارقنا !! وهل هذه هي مفردات الثقافة الجديدة لما تبقى من الوطن التي فاتنا قراءة كتابها؟ وما لون هذا الكتاب يا ترى فقد احترق الكتاب الاخضر!! وليس ذلك ببعيد !! وما هي الرسالة التي تريد ان توصلها او كما يتشدقون به: او ان تأصلها؟؟ ام هي رسالة الدولة الرسالية التي احسب انها تقع تحت مظلة هذه الاية الكريمة: يقول الله سبحانه وتعالى ” يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ” وعن علي – رضي الله عنه – قال : (يا حملة العلم : اعملوا به ، فإن العالم من علم ثم عمل ، ووافق علمه عمله ، وسيكون أقوام يحملون العلم ، لا يجاوز تراقيهم تخالف سريرتهم علانيتهم ، ويخالف علمهم عملهم ، يقعدون حِلقاً ، يباهي بعضهم بعضاً، حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه!! أولئك لا تصعد أعمالهم إلى الله عز وجل) ومجمل القول هواي سودانى ليس له وجهان بل وجه واحد!! وهذه هو السودان الذي نعرفه فهل تعرف سودانا غير هذا؟
والله من رواء القصد.