مقالات سياسية

تصفير العداد

حديث المدينة- عثمان ميرغني

لن يستطيع أحد مهما كان موقعه رفيعاً، لا البرهان ولا دقلو، أن يقنع الشعب السوداني في هذا الظرف بأن البلاد تسير في طريق آمن يمكن أن يفضي إلى وضع مستقر.. على النقيض تماماً يبدو حال البلد الآن مثل مريض يرفض العلاج فيزداد الألم والداء.. حتى يصل المرحلة التي لا يجدي فيها الدواء..
يجب مواجهة الحقائق بمنتهى الشجاعة، الإصرار على الاحتفاظ بالكراسي رغم أنف كل شيء لن يطيل عمراً ولن يخلد منصباً، فالتاريخ محتشد بعبر السالفين القدامى والمعاصرين الذين راهنوا على “كرسي لا يبلى” حتى جاءهم القدر من حيث لا يحتسبون..
وقبل أيام انتشر في الوسائط شهادة عيان لما قاله الرئيس المخلوع البشير للشيخ خليفة أمير دولة قطر السابق، وكيف أن البشير وصف فكرة التخلي عن الحكم بـ”الغباء”، وحينما سأله المذيع أين هذا الرئيس العربي الآن، وكان يتحفظ في بداية القصة عن ذكر الاسم، رد عليه (في السجن)!!
التاريخ يخلد أصحاب القرارات التاريخية التي تغير مصائر الأوطان و تلهم الشعوب وتطفر بهم في مسار النهضة.. والآن الفرصة متاحة – ربما لوقت قصير جداً- للحكام العسكريين اليوم في السودان أن يخلدوا أسماءهم في التاريخ بالقرارات الشجاعة التي تعيد مسار البلاد في طريق الانتقال نحو الديموقراطية.. الأمر لا يحتاج إلا إلى شجاعة توكل على الله..
للأسف كل ساعة تمر، تعني مريضاً يموت في أحد المشافي لانهيار الخدمات الصحية، وتعني آلاف الأطفال يقفون على قارعة الطريق غير قادرين على ركوب قطار التعليم المزمجر الذي يدهس أحلام الفقراء في وقت بات فيه مجرد الوصول الى المدرسة والعودة استثماراً مالياً لا يقدر عليه غالبية الأسر السودانية..
كل ساعة تمر تعني أماً تموت في الولادة، وشاباً يغرق في البحر الأبيض المتوسط في رحلة الموت هرباً من سوء الحال إلى حتفه..
بل وأكثر من ذلك، كل ساعة تمر تعني ضياع فرص الاستثمار وجذب رؤوس الأموال الأجنبية لاستنهاض مواردنا الناهدة التي نخشى أن نعيدها كما هي يوم القيامة لمن أنعم بها علينا..
ليت رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان يدرك أن الوضع ما بات يحتمل التردد، وليس حلاً أن يلقي باللائمة على المكون المدني كونه متشظياً متعاركاً ومشتتاً، فهو الآن الذي يملك القلم ويستطيع تقرير مصير البلاد..
مطلوب اتخاذ القرارات الشجاعة اليوم قبل الغد..

‫11 تعليقات

  1. حليلك يا عثمان ميرغنى انت من زمن البرهان …فعلا الكوزنة داء مزمن لا علاج له يستطب به مثل الحماقة !!!

  2. يا عثمان اتفق معك ان البلد خربانه لكن يسلموها لمن…اكيد الذين تناصرهم انت انا لا اناصرهم.. الحل في نظري ان تجلس جميع الأطراف للاتفاق على برنامج الحد الأدنى لإدارة الفترة الانتقالية ومن ثم يقوم العسكر بتسليم السلطه واي حل آخر لن يجدي نفعا وسيستمر حال البلد في الانهيار…الفرصة جاتكم عند قيام الثورة وضيعتوها بقلة خبرتكم ونحن غير مستعدين لتجريب المجرب مره اخرى.

    1. ومن هوولاء للذين “تناصرهم أنت”؟ أهي جماعة علي كرتي الذي يريد أن ياتي مرة أخري علي دبابة الجنجويد هذه المرة؟ والله تشموها قدحة سوف لا يجرب الشعب السوداني “المتاسلمين” مرة أخري يا هذا

    2. يسلموها الي ابليس يا محمد نفس منطق الكيزان، يسلموها الي لجان المقاومة فهم بينهم الاستاذه الجامعيون والمهندسون .. الخ يعني البلد عقار، منطق الكيزان هو هو فلن يتعلموا لانهم بيقرأوا بالمقلوب.

    3. الجميع الا المؤتمر الوطني والشعبي واحزاب التوالي الرديفه امثال مسار ومبارك الفاضل …الباقين مرحب بيهم حتي جبرين واردول الخاينين نقول ليهم عفي الله عن ما سلف.

    4. للكوزنة افتضاح كما ( للريح أ افتضاح….هذا المتكوزن محمد مهما اخفى لونه السياسى و ظهر بمظهر الثورجى ,,,تظهر الكوزنة فى ثنايا منشوراته…تامل الجملة الاخيرة ( الافرضة جاتكم فى بداية الثورة و ضيعتوها بقلة خبرتكم) نفس كلام الجداد الالكترونى بالنص…يحمل قوى الحرية و التغيير المسؤولية و لا يهاجم العسكر اطلاقا مع انو حمدوك كان مريس و متيس….فالقرار كان عند العسكر بفترة ( الانقاذ 3) كما قال البروف حسن مكى

  3. هههه.. غاظكم الكلام.. اقولها مرة تاني انا لست من انصاركم ولا من أنصار الكيزان انا من انصار اتفاق الحد الأدنى لإدارة الفتره الانتقالية حتى موعد الانتخابات.. انا لا أقبل باي شخص يحكمني وهو غير منتخب يشرع ما يشرع دون حسيب او رقيب سيان عندي وصل للسلطه بثورة او بانقلاب.

  4. أنت كوز ومكشوف فى كل تعليقاتك، و طبعاً كعادة الكيزان الواحد بكون عامل فيها ذكى، ممكن يعمل فيها بهلوان.

  5. عثمان ميرغني انت كوز حتى ولو تبرأت منهم وحلفت على الإنجيل والا كيف أصبحت رئيس تحرير لا بل وصاحب صحيفة كمان .. الحل ابعدوا انتم الكيزان وسيستلم البلاد شباب المقاومة حتى ولو أخطأوا فأفضل منكم حتى ولو تنزل مؤائد من السماء على الشعب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..