قوة العقل … لا عقلية القوة ..!

قوة الكائن البشري بغض النظر عن درجة وعيه وسعة ثقافته ورفعة مستواه الأكاديمي وكِبر مكانته الإجتماعية ومقدار ثرائه المادي أو علو مركزه الوظيفي .. لا تكون في ما يمتلك من أدوات تلك الضروب سواء كانت لقباً علمياً أو مالاً وفيراً أو سلطة نافذة أو نسباً رفيعا أو سلاحاً قاتلاً .. فكلها ذات فعالية محدودة الأجل والصلاحية لانها تقف الى جانبه الى حين وقد تتركه وحيدا في معترك عدائه للآخرين متشجعا بها.. حتى العلم الذي يكمن في الذاكرة قد يسقط عنها إذا ما فقدها العالم !
فالإنسان السوي لا تسنده إلا قوة العقل هذا إذا ما حكمه قبل ان ينزلق الكلام الى لسانه .. وقد يفقد الإنسان نعمة العقل .. لكنه هنا يرفع عنه القلم لآنه بات معذوراًخارج شبكة التعاطى بأهم مميزات البشر عن سائر المخلوقات.. بالطبع لن يوصف بأنه حيوان أو حشرة .. لكنه يصبح غير عاقل ولسنا في حاجة لوصفه بأكثر من ذلك لان الجنون نفسه نوع من الإبتلاء الذي قد يذهب و قد يمضي مع صاحبه الى مصيره المحتوم !
ليس معنى أن تمتلك السلطة و تجير كل أدواتها ووسائلها لتقوية عضلات لسانك .. ثم تقارع منطق الناس المؤدب بزفارة تلك القوة الزائلة وإن طالت بجوارك تستمد منها هرشةً ورليةً زائفة وأنت تتمزق من بسكاكين رعبك في دواخلك من هذه اللحظة الأتية لا محالة .. وساعتها سيظهر الكوك عند مخاضة المعتركات بقوتك الحقيقة المفقودة !
عالم السياسة هو إختبار لمن يرتاده في درجة تحكيم الضمير و لجم البيان عن إساءة الخصوم وتقوية الذات بمنطق العقل لا إضعافها بعقلية القوة المستلفة !
والقيادة تصبح كالقوادة تماماً إذا ما افتقر من يتولى مسئؤليتها ميزة القدوة الحسنة التي يتوجب ان ينشأ في كنفها الجيل الذي يفترض أن عليه بناء المستقبل الأحسن للوطن ولن يتأتى منه ذلك الرجاء إلا إذا ما سار في ذلك الطريق مقتفياً الأثر الطيب لمن سبقوه !
الأخوة الكبار وظيفياً ولا اقول عمراً أو شاناً في حزب المؤتمر الوطني و قيادات مؤسساته المجاورة الحكومية و التشريعية وغيرها.. من منطلق كراسي مواقعهم التي وضعتهم عليها ظروف معروفة .. يتخذون من تلك النفخة السلطوية عصىً لارهاب من يصفونهم بالأعداء..
من مخالفي رايهم أو منتقدي طريقة ترتيب
إستحقاقهم الإنتخابي في ظرف لم تتهيا له البلاد ..
لان معارضيه يرون أن استباق الإنتخابات

لإكتمال دورة الحوار الذي تسمع منه جعجعة ولايُرى لها طحين .. إنما هو مثل وضع العربة أمام الحصان !
بل ان عملية إستعجال قيام الإنتخابات بهذه الصورة الأحادية و في هذا التوقيت يوكد مخاوف المعارضين حيال جدية الحزب و الرئيس شخصياً في ان يصل الحوار المتعثر الى الجهة التي يفترض أنه يسير الى مداها .. ولعل من حق أولئك المعارضين ايضاً ان يتوجسوا من النوايا التي قد تكون مبيتة لدى الجانب الآخر تجاه مرحلة مابعد نتائج الإنتخابات المحسومة قبل أن ينطلق حصانها الوحيد المعلوف من برسيم الدولة ومسقي من جداول عرق الشعب في السباق وتتعبه ما يشبه الخيول ولكنها دون ذلك رضيت بما وجدت عند بداية التمثيلية وتسعى لما قد تجده من علف عند خط النهاية !
وهي وجهة نظر لا يجب أن تقابل بالشتائم و السب والصفات التي يملك كل لسان منها مخزوناً.. يحجبه عن الإندلاق سد العقل و تشده الى ماوراء الحناجر حبال الحكمة المتينة !
فإذا كان اهل الحزب الحاكم ديمقراطيون حقاً كما يزعمون في أقوالهم المتضاربة مع افعالهم .. فأولى ابجديات الديمقراطية هي حرية الراي والممارسة التي تكفل لصاحبها حق المشاركة في الإنتخابات إذا ما كان مقتنعاً بشفافيتها ونزاهتها .. مثلما لديه كامل الحق في مقاطعتها بأسلوب سلمي يقوم على تفنيد الأسباب الداعية لذلك بالمنطق وفقاً لعدم قناعته بوفرة تلك المقومات والمطلوبات الضرورية.. فشتان بين الدعوة الى المقاطعة وبين الحض على تخريب العملية أو عرقلتها بفعل عنيف يخل بامن الدولة وسلامة المجتمع !
هي محض سكرة سلطة لن يطول ليلها مهما حملت سعة قواريرها و أخذتكم نشوتها أيها الحاكمون بعقلية القوة.. وستأتيكم الفكرة ولكن بعد فوات الآوان حينما تشرق عليكم الشمس التي تذيب زبدة الرؤوس التي لم تتخذوا منها عقلاً.. يعطيكم حكمة تعينكم على إدارة شئون سلطتكم .. ولكنكم جعلتم من تلك السلطة قوة أذهبت فيكم كل عقل… يا هداكم وهدانا مولانا الكريم مانح العقل والقوة .إنه ولي حكيم .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الكلام الصاح هو لابد من مهر الإنعتاق بالدم فلا حلاوة بدون نار وأى كلام غير كلامك ده يعد ضرب من الرومانسية والتوهان فى عالم الرومانسية .. الناس ديل مابمشوا إلا بالبندقية وحاتشوف أول ماتولع الشرارة الأولى ستندلع نيران ضروس فيما بينهم الأمن والجيش والشرطة والإحتياطى المركزى سيتقاتلون فيما بينهم وستدخل قوات الحركة الثورية وسيكون هناك إنتقام رهيب ودماء غزيرة نسأل الله السلامة .. ولو تعلم أخى الكل كاتم فى صدره وهناك ضغائن فيما بينهم ناهيك عن كره وغبن وضغائن الشعب نحوهم .. وسينحاز الكثير من النظاميين الكاتمين والين فى صدورهم غلى المرجل لأهلهم فهم يعلمون الحاصل لأهلم البسطاء وستذكرون كلامى هذا .. وعليه فإننا نجد البعض مازال يتعامل بعقلية قديمة مع (الاسلادمويين ) , وإن كان البعض يعتقد أنهم سيتخلون عن السلطة يكون واهم , وليس أبلغ من دليل علي ذلك تصرفاتهم وحديثهم , خاصة وحبل مشنقة محكمة الجنايات ماثل أمامهم صبح مساء , وبذلك هم لا سبيل لهم وليس لهم مهرب أو مأوي , هؤلاء ليسوا أغبياء ويعلمون تمام العلم جرائمهم وما ستؤول عليه أوضاعهم , فأصبحوا مثل ( عصابة المافيا ) – هل ستتخلى المافيا ؟ ولذلك فقد سعوا منذ البداية لتكوين ميلشياتهم ومرتزقتهم وقالوها صراحة وبكل وضوح ( الزارعنا يجي يقلعنا ) . فلا عصيان مدني ولا مظاهرات ولا أي تحرك سلمي سوف يجدي نفعا , وسيقابلون ذلك بكل عنف وعنجهية وسيمضون لآخر الطريق , لذلك فلا طريق للخلاص ( إن أراد الناس الخلاص ) ســـــوي البندقية ولن يقف شلال الدماء إلا بالدماء وعلي الجميع أن يعلم أن الثمن سيكون باهظا جدا , وفاتورة الحرية والخلاص ستكون مكلفة , ومن يعتقد غير ذلك يكون غير واقعي ولا يقرأ الأحداث جيدا , هم قد حسبوا حساب للمظاهرات وللعصيان المدني وكل الوسائل المجربة سابقا وأكثر من ذلك !!! , لذا يا أيها الأحرار والشرفاء هل أنتم مستعدون لدفع الثمن ومستعدون للتضحيات وللدماء والالآم والدموع ؟؟؟ – لا سبيل للخلاص سوى الرصاص – أنظروا حولكم قليلا لتروا الدول الأخرى وما يفعل بها الاسلامويين والداعشيين !!! فلا تغركم الأماني والأحلام الكاذبة الواهمة – ولكي لا أكون ( مستخوفا ) أقول أن هؤلاء وبالرغم من صلفهم وعنجهيتهم وغرورهم وسفكهم للدماء إلا أنهم أجبن الناس وأخوف الناس لأنهم يحبون العاجلة ويحبون الدنيا وماهي إلا الساعة الأولي فقط , الساعة الأعنف , الساعة التي يلعلع فيها السلاح بكثافة وتهرق فيها دماء كثيرة وفي قلب الخرطوم وفي منازلهم وبيوتهم وحصونهم , ساعة فقط ولكنها عنيفة جدا ومكلفة وتحتاج للكثير من الثبات والبسالة والمضي قدما للأمام كالأسود الجائعة فاغرة أفواهها وسترون ما تكاد تنقضي هذه الساعة إلا والكلاب تهرب من أمامكم في ملابس النساء يستجدون الرحمة وحينها لا تمنحوهم الرحمة التي حرموها للشعب بل تكـــــــــــون بأيديكم (( الخوازيق )) وأعواد المشانق منصوبة في شوارع الخرطوم , دعوا جثثهم المتعفنة تدلي لأيام من المشانق رغم رائحتهم الكريهة ((( لكي لا يأتي جبّار ظالم آخر ))) . ألا هل بلغت اللهم فأشهد .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..