أخبار السودان

اقتصادنا يتقدم دولاً لها شأن

د. محمد عبدالقادر سبيل

صحيح ان عملتنا منهارة . والتضخم يسجل اعلى المعدلات. خدمات الماء والكهرباء ضعيفة جدا . طوابير الوقود والخبز تتمدد ليل نهار. وتهريب الذهب والدقيق والسكر على اشده . واما نمو الناتج المحلي فيبلغ صفراً اليوم، بل ادنى من الصفر، بما يؤكد حالة الانكماش والضمور الذي لم يشهد تاريخنا الاقتصادي مثيلاً له الا اثناء مجاعة سنة ستة … ولكن رغم كل ذلك فإنه وحسب احصائية علمية اعلنها صندوق النقد الدولي IMF لعام 2018م فإن اقتصاد السودان يأتي في المرتبة رقم 100بين اقتصادات العالم ( 196 دولة) حيث ان ناتجنا المحلي الاجمالي GDP يبلغ 33 مليار دولار.

هذا التقييم الدولي الرسمي يعترف بما لا نعرفه عن انفسنا من قدرات وامكانات هائلة ظلت تحافظ على صمود الدولة السودانية رغم كل الفساد ونهب الموارد والانشغال بالصراعات السياسية والحروب الاهلية وعدم الاهتمام ببرامج التنمية.. ظل اقتصادنا صامدا والمعاول تعمل على هدمه يوميا .

القائمة المشار اليها تضع اقتصادات دول مختلفة من قارات العالم خلفنا بينها دول اوروبية مثل ايسلندا ( حجم ناتجها الاجمالي 26 مليار دولار) وقبرص 24 مليار دولار والبانيا والبوسنة والهرسك ومالطا وجورحيا وكلها دول اوربية شهيرة لا يتجاوز حجم ناتجها العشرين مليار دولار.

واقتصادنا يتقدم على اقتصادات اسيوية ذات سمعة مثل بروناي ( 14 مليار دولار) وكمبوديا وافغانستان.
واما على صعيد افريقيا فحجم اقتصادنا يتجاوز السنغال( 24 مليار) ويوغندا ( 28 مليار دولار) وزامبيا ( 25 مليار).. بل نتقدم دولا في امريكا الوسطى مثل السلفادور( ناتجها الاجمالي 25 مليار دولار) ونيكاراغوا 15 مليار دولار.

نعم في ظل فشل حكوماتنا المتعاقبة في توظيف مواردنا الطبيعية الهائلة فإن مواردنا وحدها وبقليل من مبادرات الافراد والقطاع الخاص تحقق ناتجا سنويا بقيمة 33 مليار دولار.

ولكن معظم ريع هذا الناتج يذهب هدرا اما تهريبا او تنتهي حصائله الى جيوب جهابذة التجار فلا تنال الدولة منه الا الحصة الاقل الاقل.
فما بالك اذا رزقنا الله حكومة تنظم هذا الاقتصاد وتحسن ادارته بما يسمح له بان يتحول من الركود الى النمو بمعدل لا نحلم بأن يتجاوز 5% سنويا فهل سيقل ناتجنا المحلي بعد سنوات فقط عن حجم اقتصاد مصر ( 250 مليار دولار) او على الاقل اثيوبيا 83 مليار؟

التيار

‫3 تعليقات

  1. نحن نعمل ليل نهار في تصحيح وضعنا في العالم حتي المواطن البسيط يتفهم تمام الوضع الذي نعيشه مع نخب سياسية فاسدة أخلاقيا أو انتهاك لأي حقوق فكرية أو أدبية وانتاجية وهدم كل شي هم قوم لا يفقهون ندم السودان في العهد الجميل تربيتهم وجاءوا بالفجور والطغيان .والاستهبال

  2. فعلا نملك مقوما إقتصاد قوى جدا لما هبنا الله به من موارد طبيعية زراعية ومعدنية وكذلك لدينا المورد البشرى المتعلم المدرب الشاب وفوق كل ذلك لدينا موقعنا المتميز والموروث الحضارى والثقافى الذى يجعل النقلة من حالتنا الراهنة لحالة الاقتصاد المزدهر والمتطور سهلة وسريعة ودون الحاجة للصرف على الإنسان فى تنمية قدراته ، كل ما يحتاجه السودان هو كبح جماح الفساد ، الاستقرار والسلام ، وخطط مرنة وقوية للنهضة الشاملة فى السودان إضافة لإستقرار سياسى . وهذه الاشياء تتطلب قوانين تصون المال العام وتضرب الفاسدين وتدك معاقلهم ، والسلام يحتاج الى مصالحة شاملة بين كل مكونات الشعب السودانى بما فيها الإسلاميين بكل احزابهم والجبهة الثورية والشعبية بكل اجنحتها ، اما الإستقرار السياسى فهى وضع نظام سياسى يعلى مصلحة الوطن على مصلحة الحزب ( تكون هناك خطوط وطنية حمراء) وكذلك وضع قوانين واجراءات تحد من تكوين احزاب سياسية بسهولة مثل ان يكون من شروط تسجيل الاحزاب ان تتعدى عضوية الحزب مليون عضو ، ان يكون لديها بنية تنظيمية ومالية واضحة وتمارس الديمقراطية بداخلها وذلك وفق مؤتمراتها العامة وان تكون قيادة الاحزاب فيها دورية ، كما إلزام الاحزاب ببرنامج اقتصادى واضح حتى لا يأتى كل حزب ويخرب على الاخر ويغير السياسات المعمول بها ولهذا يجب التوافق على برامج اقتصادية ومالية موحدة بين كل الاحزاب ولكل حزب ايدلوجيته وبرامجها الاجتماعى الذى يختلف من حزب الى اخر.

  3. هل تعلم قبل خمس سنوات فقط ناتجنا المحلي كان يفوق الناتج المحلي لاثيوبيا واليوم وفي فترة وجيزة تخطتنا باكثر من الضعفين
    لابد من تحطيم تماثيل هبل الجاثمة علي السياسة واللقتصاد السوداني مهما كلف ذلك من تضحيات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..