قصة قصيره (ديك صالح ..اوباما جعلي)

منذ ان فتح صالح عينيه وصرخ معلنا مجيئه الي الدنيا ما عرف الناس كيف يتصرفون اذ اقترنت صيحته الندية بصراخ وعويل في القرية اذ اغمض والده عينيه الي الابد فتوحد الصراخ في النوع واختلف في الكيف هكذا كانت خطواته الاولي مرعيا باخوته الكبار من امراتين كأنهم من رحم واحد ، كان صالح مع ملاحه بائنه في اللون الي الاصفر مع رقه حاشية ونظرات تامليه ، فيما يفكر وفيما ينظر ويتامل وفيما صمته التي تعبر عنه حركته الدؤوبه في المدرسة وازقة القرية كانه يبحث عن الكنز المجهول في قرية مطلة علي النيل لا تعرف غير شقاء الزراعة ورهقها حتي دار بخلده مرة وهو يسائل نفسه كيف يكون النيل نعمه والناس في هذا البؤس المقيم اهو خلل في تركيبة الناس وطرائق تفكيرهم اهو عجز عن الانعتاق من هذه الشرنقه !!!كيف يتغني الناس بالنيل يصورونه علي عكس الواقع ولكن يوخزه سؤال حائر كأنه رجع صداه يزلزل كيانه ماذا يفعل النيل اكثر من ان يجري بهذا الخلود حاملا الخصوبة ساقيا الضرع والزرع والناس واكثر ما يؤرقه حين يرمي نظره الي اثار النقعه والمصورات وما يسمعه وقليلا مما يقرأه كيف كانوا وكيف اصبحنا ؟؟نعم اسئلته الحائره هذه هي سبب حركته الدؤوبه وصمته المحير ….كيف يبدأ حياته بطريقه تختلف عن ركون القرية الي الزراعه بدأ بطبلية للحلوي والاشياء المحلية يحببها لاقرانه بصوته الندي كان يريد ان ينعتق من الرتابه الي الرحابه بدا يمازح الناس وبدات سخريته ببراءه تنمو ثم بدا بسعي الحمام الذي نما معه بصوره مذهله كان يبيعه امام المستشفي بترانيم جذابه بل تجاوز ان يعمل معه بعض الصبية كمناديب بعمولة وكان يعرف القرش لا يصرفه الا بحساب البعض يتندر قائلا (القرش اليدخل جيبو ما يشوف الشمش تاني ) لكنه كان يدهش الناس بتصرفات علي شاكلة ان يدفع بسخاء في ختان يتيم او يتيمه فيقول (اليتيم لليتيم رحمه) مرت الايام وخاطره ان يوسع تجارته التي تقف الجبايات علي الطرقات حجر عثره امامه فاذا يفاجأ بفيزا من اخيه الاكير بالخليج بادئ الفكرة لم تروق له حيث بدأ يقلبها واخيرا ان يذهب لمدني حيث عمه من كلار تجار المدينة وهو المسئول عنهم منذ وفاة والدهم كان رد عمه الذي يلقب (جامعه ) لسببين اولها ان منزله قبلة الطلبة الذين لا تطيقهم الداخليات من كل المراحل اما ثانيها حنكته وخبرته وتنوع مشارب تلك في السياسة التجارة الرياضه فهو علم من اعلام المدينة جلس اليه صالح بتأمله المعروف متسائلا فدار الحوار التالي :ـ
صالح :ـ وصلتني فيزا عمل من كامل
عمه :ـ وانت رايك شنو
صالح :ـ جيتك اتزود بنصائحك يا عمي
عمه :ـ انا عارف انت في التجارة كويس زي عبد الرحمن لكن ….
صالح :ـ لكن شنو !!!
عمه :ـ كامل وعبد الرحمن كانوا معاي سافروا ليه !!!
صالح :ـ يجربوا الغربه ربما تكون احسن من هنا
عمه :ـ هي وصية وهم نفذوها لان البلد ماشي لي ورا
صالح :ـ لكين تجارتي ماشية كويس
عمه :ـ شوف يا ولدي الجماعه بطان ساكت فاكرين الحكم رجاله ما عندهم فكرة في الحكم متحمسين ساكت كسروا مجاديف الاقتصاد والايام حتكشف كلامي مواصلا كبار رجال الاعمال كسروهم ولاول مرة في حياتي اشوف حكومة توقف الناس الشغالين من الشغل بالجمله بدل ما تفكر في تشغيل العطالة الموجودة وتفتح فرص عمل جديده …زادوهم والحروب ولعت دخلوا البلد في (مشق ضيق ) حاربوا امريكا واوروبا وحاربوا الجيران تقول حاكمين حجاره صماء مو بشر عايزة تقرا وتتعالج وتشتغل والشباب يتزوج بدل ما يفتحوا افاق الشغل عشان السوق يزدهر ودا كلو حينعكس علي الاقتصاد وحياة الناس وانت براك شايف ولادي كلهم هاجروا وبيني وبينك نحنا ذاتنا تجارتنا رغم عمرها الطويل بالطريقه دي حنفلس اتوكل علي الله سافر بلدنا مستقبلا مظلم جدا في كل النواحي
صالح :ـ الله يطول عمرك يا عمي اها مع السلامه اسافر عشان استعد للسفر للخليج الحق اخواني
قفل صالح راجعا وبدأ التجهيز للسفر لاحقا باخوانه وان كانت والدته لا تري داعي لذلك الا انه حين عودته وجد حبوبته (صديقه ) بالبيت وبعد السلام دار الحوار التالي :ـ
صديقه :ـ آ صالح سمعت طقه انك مسافر !!!
صالح :ـ جاتني فيزا الحق اخواني …ابدا واقلب في الراي كمان الوالده زي ما راضيه
صديقه :ـ يا ولدي سافر بلدنا دي الرماد ضربا من خلو الشغل وبدوا في الكوراك بلا فايدي
صالح :ـ والله رايك يا حبوبه من راي عمي !!!
صديقه :ـ اسمع كلامك عمك باقي سري تجار وخابر الحياة انت ما عارف الناس سامنو الجامعه
صالح :ـ كلمي الوالدة ترضي
صديقه :ـ ما عليك منها دي علي بشرط لمان تبيع جدادك تديني ديك او ديكين لي جدادي
صالح :ـ خلاص قلتي كدا
صديقه :ـ والله يا ولدي سنه لا الحول لو جيت لقينا منك صابونه حلوي وتوب جيران كفانا وبالشايفه دا والله حالتنا تبقي كربه شديد راجانا سنوات تبقي زي حكاية سنة سته !!!
وهكذا اقتنع صالح واقتنعت والدته من صديقه وجاء الخليج وكعادته دخل سوق الخضار (الجبرة ) وما هي الا سنوات الا اصبح مشهورا برقة كلامه وحاشيته وسخريته التي يخالطها الضحك البرئ ها هو مرة دخل بيت اخيه كامل وجدته ملي بالناس لمشاهدة مباراة سودانية فاذا به يقول (والله تباروا الكوره السودانية دي الا كلكم تصلوا في الكراسي ) وما هي الا سنوات حتي صار اوباما رئيسا لامريكا فاذا بالاسيويين في السوق اول من يكتشف ان صالحا يشبه اوباما في حين ان صالحا لا يلقي بالا للامثال الشعبية ولا يدري ان يوما سينطبق عليه المثل القائل (يخلق من الشبه اربعين ) فيرد ساخرا ( في الشبه بقيت امريكي مع ان جماعتنا نعلو خاش امريكا ما خلو ليها جنب ترقد عليه بلا سبب انا خايف ان صورتي ظهرت في الجرايد يقوموا ينعلوني اصلهم غير النعل والكوراك الفاضي ما عندهم شغله ) ويواصل (ان شاء الله الامريكان يشوفني ويؤجروني شبيه للرئيس نرتاح علي الاقل من النعل ) وهكذا ما ان تدخل سوق الخضار وتسال من شئ نادر الا يجيبك من في السوق (روح دكان نفر سوداني اواباما ) !!!
ما هي الا سنوات حتي قفل صالح راجعا في الاجازة للزواج واستقبله اهل استقبالا حاشدا لما يالفون منه من دعابه وقد سبقهم لقيه اوباما قبل ان يصلهم فاذا القريه كلها ابشر يا اوباما العريس ومن بينهم جدته حاجه صديقه المراة الظريفه في الافراح اذ جاءت وهي تحتضنه والشباب حوله بنات واولاد وكل بنت تعتقد ان صالح سيتزوجها فاذا حبوبته تزغرد قائله (سي فوقك يا التشبه رئيس امريكا رغم بعد المسافه بينا والفرق بينا زي السما للواطه لكين الله قادر جابك لينا تشبه رئيسا نشم ريحتك امريكا فيك ان كان نبقي زيها بعد شبعت نعل وجوعنا ) وما كادت تدخل داخل المنزل وتعرف قدومة للزواج الا وجاءت جاريه تزغرد قائلة (سي سي والله بخت التعرسك ان شاء تبقي زي ديكك عفاس ودفاس خلي جدادي يكاكي الليل والنهار) فانفجر الجميع بالضحك والبنات يجرن لداخل المنزل خجلا وترد صديقه قائله(خلوهن مي عاجبن )!!!
[email][email protected][/email]
1. سرد متفرد الجرس كسائر قصص سيف الدين خواجة. اعجبني لغويا استحداث الكاتب لمعنى مغاير لكلمة “فيما” (وهي كما هو معلوم حرف/اداة مكونة من “في” و “من” وتسبق الافعال) بايرادها امام اسم مصدر (صمته) في الجملة.【 ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻔﻜﺮ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﻭﻳﺘﺎﻣﻞ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺻﻤﺘﻪ】 لتعني الكنه. وهذا ابتداع مشروع لم اصادفه من قبل.
2. رغم ان الجملة.التي تسبق الحوارات (فدار الحوار التالي) معلم مميز لاسلوب سردك، الا ان التكرار قد يفقدها الخصوصية. لو كنت مكانك لضننت بها بعض الشي، وحفظتها كحفظ النساء لافخر طقم صيني عندهن في ال sideboard للضيوف النادرين مستحقي الاكرام الخاص جدا فقط. اعني هنا حوارات مثل حوارات “صابرين” الاسطورية مثلا.
3. شكرا للمبدع سيف الدين خواجة. ونعشم في المزيد.
نتمنى من دكتور الخواجه انه وفى المستقبل ان اراد ان يطلق غازاته النتنة ان يلجاء الى الفضاء اوالخلاء رحمه بالعباد …… لعنة الله عليك وعلى كل من حولك