مقالات وآراء
التاريخ يسطر

عصب الشارع
صفاء الفحل
لم يسجل التاريخ صمودا مثل الصمود الذي يبديه ثوار السودان ولم يعرف العالم بسالة كالتي يسطرها شباب هذا الوطن كل صباح بتصديهم للرصاص بصدور عارية واستمرارهم في النضال والزحف رغم كثافة الغاز المسيل للدموع والسحل والترهيب غير المسبوق والذي يفوق مايفعله الاسرائيليين بالفلسطينين حتي صار في كل حي شهيد وفي كل شارع مصاب وفي كل بيت ثائر جسور لا ينكسر ..
نعم يسطر شباب هذا الوطن في كل موكب ادبية جديدة من أدبيات النضال ويمنح العالم درسا بليغا في كيفية التضحية بالروح لصناعة غدٍ مشرق للأجيال القادمة ..
ويفتح الباب علي مصراعيه لاعادة قراءة التاريخ مرة اخري وان لا شعب اقوي او شباب اشجع من شباب هذه الامة حتي شهد لهم العالم بذلك..
مجزرة فض اعتصام القيادة العامة العامة والتي تمر ذكرها هذه الايام والبلاد مازالت ترزح تحت حكم اللجنة الأمنية للعهد البائد ظناها الفلول وزبانيتهم من العسكر الحد الفاصل بين الثورة والانكسار فكانت الشرارة التي اوقدت الروح الوطنية لكل سوداني حر غيور ومازالت تلهم الشارع الذي لم يهدأ ولن يهدا ابدا، حتي القصاص لكل من وهب روحه الطاهرة لصناعة الغد الذي نحلم به جميعا من الحرية والسلام والعدالة. فأرواحهم ستظل امانة في اعناقنا حتى نرفع راية المدنية الكاملة..
لنقول للشهداء الابرار بان أرواحهم لم تذهب هدرا وأننا مازلنا نحمل في اعناقنا امانتهم التي ضحوا من اجلها، وأننا في طريق الثورة ماضون بلا استسلام او تراجع فلنخرج جميعا ونترس الأحياء ونقود مليونية خالدة ونرسم ملحمة جديدة في هذه الذكري التي ستظل خالدة ..
ولانامت أعين المتخازلين
الثورة مستمرة
مليونية ذكري فض الاعتصام
الحرية للجان المقاومة الشرفاء
والمجد والخلود لشهداء الوطن