شتان ما بين عصر عابدين اسماعيل وعبدالله الازرق

شتان ما بين عصر عابدين اسماعيل وعبدالله الازرق
سوزان كاشف بدري
[email][email protected][/email]
عنواني يختلف كثيرا عن عنوان أستاذنا الكبير سيد احمد الحردلو عندما كتب فى جريدة الصحافة 26 فبراير 2000 ( ما اجمل ان نعيش فى عصر عابدين اسماعيل ) .وانا اليوم اكتب ما ابشع ان تعيش فى عصر عبدالله الازرق.
ذكر استاذنا الكبير سيد احمد الحردلو كيف كانت لندن وهى لا تزال شابة ورائعة الحسن، كيف لا تكون شابة ورائعة الحسن جدا و بها خيرة ابناء الشعب السوداني انذاك و منهم جمال محمد احمد و الطيب صالح و بروفسير محمد عمر بشير و عزالدين على عامرو د.احمد النجيب كيف لا تكون لندن رائعة الحسن و كان سفيرنا انذاك اسماعيل عابدين و لدينا وزير خارجية فى قامة فاروق ابو عيسى و سفير فى عظمة عابدين اسماعيل و كما ذكر الحردلو هل يحتاج الهرمان صكا من ابو الهول.
قد يستغرب القارىء لماذا اقارن بين القامة اسماعيل عابدين سفير السودان و عبدالله الازرق سفير المؤتمر الوطني ، عند قيام انقلاب 19 يوليو 1971 تواجد كل من المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمدالله بلندن .وفى يوم الاريعاء 21 يوليو اقلعت الطائرة البريطانية من مطار هيثرو كان على متنها كل من بابكر النور وفاروق حمدالله لتبدا بعد ذلك القصة الشهيرة بان ارغمت الطائرة على الهبوط فى مطار بنينة (بنغازى), و كان ان عقد السفير عابدين اسماعيل مؤتمر صحفى بالسفارة السودانية وحدث ان وجه احد الصحفيين حديثه للسيد اسماعيل عابدين هل انت سفير جعفر نميرى ام سفير بابكر النور فرد عليم يمهابة ووقار انا سفير السودان وكان قد ادان اجبار الطائرة على الهبوط فى مطار بنغازى بانه جريمة ضد الانسانية و عمل بربرى منافى لحقوق الانسان و مدان من كل الشعب السودانى و الشعوب المحبة للحرية هكذا هى الدبلوماسية و قد كان هذا عهدنا باخر السفراء المحترمين اصحاب المواقف.
نأتي على ذكر سفيرنا الازرق الذى لا يعرف ماهى الدبلوماسية وكان وما زال ينعت السودانيين المتواجدون بلندن بافظع الالفاظ ويرمى التهم جزافا بانهم مخربيين .. حدث فى عصره ذلك الحفل الخيرى لجمع تبرعات للداخل وقيمة تذكرة الدخول الدخول 5جنيهات استرلينة وكانت اول سابقة فى عهد الدبلوماسية السودانية والعالمية.
.فى عصر عبدالله الازرق بعيت املاك السودانيين بلندن فى صفقة مشبوهة قيل الكثير فيها وقد تثبت الايام تورط كثير من المسئوليين .. صفقة قدرت بملايين الجينهات الاسترلينية اما كان اجدى بدلا من التسول ان يحقق سفيرنا اين ذهبت تلك اموال بيع بيت السودان ؟؟ . و قد سجل حديث له و هو يدين تجمهر السودانيين خارج السفارة احنجاجا واثنى على النساء المتواجدات داخل السفارة في حفلها الخيري المشبوه بانهم حرائر السودان و ان كنا نختلف معه فى لفظ كلمة حرائر لان كل نساء السودان فى الداخل والخارج حرائر ( أحرار ) لا تميز بينهم بالعرق والدين والقبيلة و المنطقة ، عزرا اذا سرت مرغمة على نهجه من هم الحرائر من يتسولن موائد المؤتمر الوطنى ام هم المناضلات الذين يعملون جاهدات من اجل سودان العزة و الحرية والعدالة و المساواة الازرق اشتهر بانه يجيد اختيار اقبح الالفاظ من قاموس لغتنا العربية.
بالرجوع الى الحفل الخيرى فقد قامت السيدة بثينة عبدالفتاح المغربى وابنتها منى حسين كرار بتنظيم ذلك الحفل ,السيدة بثينة المغربى لمن لايعرفها هى ابنة عبدالفتاح المغربى اول عضو مجلس سيادة فى السودان تزوجت من اللواء حسين على كرار وطلقت ثم هاجرت بعد ذلك الى بريطانيا وتزوجت من امريكى يعمل مديرا لشركات لونرو التى يملكها المليونير البريطانى سيء السمعة تاينى رولاند و ما ادراك ما تاينى رولاند .. تاينى رولاند رجل اعمال بريطانى متهم بتأييد النازية و ارتبط اسمه بالاقلية البيضاءفى جنوب افريقيا و الاخطر من ذلك انه السبب الرئيسىى فى تسليم كل من الشهيد البطل مقدم بابكر النور و الشهيد الرائد فاروق حمدالله. بعد وقوع انقلاب71 ارسل طائرته الخاصة لنقل اللؤاء خالد حسن عباس من يوغسلافيا الى القاهرة (مطار الماظة العسكرى) فى محاولة لافشال انقلاب 19 يوليو و قد قام بدعم و تمويل عملية خطف الطائرة البريطانية والتى كان على متنها كل من بابكر النور وفاروق حمدالله حيث ارغمت الطائرة بالتنسيق مع المخابرات اللبية على الهبوط فى مطار بنينة (بنغازى) و ذلك لمنع بابكر النور و فاروق حمدالله من الوصول الى الخرطوم .
ثم قام اللؤاء خالد حسن عباس بترحيل المقدم بابكر النور و الرائد فاروق حمدالله بطائرة تاينى رولاند الخاصة الى مطار الخرطوم وتسليمهم الى السفاح نميرى الذى قام بإعدامهم .. لهم الرحمة و الخلود .
المدعو رولاند كانت تربطه مصالح قوية مع نظام النميرى لذلك كان من مصلحته فشل انقلاب يوليو71 ، كذلك السيدة بثينه المغربى بما انها كانت زوجة احد اهم مدراء شركة لونرو التى يملكها تاينى رولاند قد ساهمت هى الاخرى فى الاعداد لصفقات مشيوهة بين النميرى وعدنان خاشقجى و تاينى ورلاند.
ونعود الى عصر عابدين اسماعيل ذلك العصر الذهبى عندما فشل انقلاب يوليو 71 ارسل السفير عابدين خطاب احتجاج لوزير خارجية بريطانيا اعرب فيه عن اسفه عما حدث للطائرة البريطانية و التى كان على متنها بابكر النور و فاروق حمدالله و عن انتهاك كل القوانيين و الاعراف الدولية و حملها مسئولية سلامة الرئيس و عضو مجلس قيادة الثورة. حقيقة شتان ما بين عصر عابدين اسماعيل و عصر الازرق والذى يغض الطرف والسمع فى كل الانتهاكات التى مورست ضد املاك الشعب السودانى وبيعها.
اخيرا ما بشع ان تعيش فى عصر السفير عبدالله الازرق وما اجمل ان تجتر ذكريات عطرات من تأريخ الرجل الخالد الوطنى الدبلوماسى السفير عابدين اسماعيل.
** (جزء من معلومات هذا المقال من دار الوثائق البريطانية و كتاب 3 ايام هزت العالم لمؤلفه الباحث طارق أحمد ابويكر.)
[URL=http://www.alrakoba.net/contents/attachment/nh4HuCs8P9x4HVMJ.pdf] اضغط هنا لمشاهدة المقال، وفيه صورة السفير عابدين اسماعيل[/URL]
شكرا ليك يا سوزان على المعلومات القيمة…..ماذا تتوقعى من الكيزان و اذيالهم غير الغدر و الخيانة و التملق….عليك الله و اصلى الكتابه
محاولة جيدة منك أن تربطي بين ماض مشرق وحاضر أليم وهنا تكمن الكارثة… ولكن يا أختي سوف يأتي يوما ونحاكمهم بهذه المقارنة دون أي دليل آخر…تسلمي.
كل ما أقرا عن السودان فى الراكوبة أجد دموعى تسبقنى ولا أفدر على حبسهاخاصةعند إجترار الذكريات الجميلة والحديث عن الزمن الجميل وسودانيى الزمن الجميل والمقارنة بالزمن الصعب الذى نحن فيه وناسه اللذين لا يشبهون أهل السودان بل لا يشبهون إلا قولة الأديب الطيب صالح طيب الله ثراه(من أين أتى هؤلاء؟؟؟)
حينما قلتى( نأتي على ذكر سفيرنا الازرق الذى لا يعرف ماهى الدبلوماسية وكان وما زال ينعت السودانيين المتواجدون بلندن بافظع الالفاظ ويرمى التهم جزافا بانهم مخربيين ..)
يا عزيزتى والعياز بالله هذه سماتهم كلهم لدرجة أن اللذى لا يسب ولايشتم فهو أكيد ليس منهم هؤلاء أكلوا السحت والمال الحرام فمن أين لهم بعفة اللسان ؟؟وإذا كان قمة هرمهم قمة فى بذاءة اللسان والشتم والسباب ..فإذا كان رب البيت ضارب دف فشيمة اهل البيت الرقص والطرب..
قبل ثلاثة أيام كنت فى مؤتمر دولى وكنت السودانية الوحيدة وللاسف لم اكن مندوبة عن السودان فقد أتيت من دول المهجر لكن السودان فى القلب وفى الوجدان ..حالى هنا كحال بدر شاكر السياب حين قال الشمس أحلى فى بلادى من سواها والظلام ..حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن السودان..وأستميحه عذرا أن وضعت كلمة السودان بدل كلمة العراق..كنت أجلس وسط مجموعة من ألإخوات فى بداية اليوم وقبل أن يبدأ المؤتمر.. حينها أتانى شاب وقال لى الأخت من السودان فقلت نعم.. قال لى أن فلسطينى من القدس ..قال أنا عملت الدكتوراه فى جنوب أفريقيا فى مدينة كيب تاون كان معى مجموعة من الإخوة السودانيين كانوا قمة فى الأخلاق والأدب والرقى وكانوامتفوقين فى دراستهم وفى تخصصات نادرة وكانوا قمة فى الكرم والتعاون وكانوا إذا أتى سودانى جديديستقبلوه فى المطار ولا يهدأ لهم بال حتى يسكنوه ويستقر فقلت له لك الشكر لكن السودانيين بيعتبروا هذا واجب .. قال كانوايطبخون سويا خاصة فى رمضان كنت أكل معهم.. قضيت معهم أحلى سنين عمرى.. مدح هؤلاء الشباب لدرجة إننى من فرحى بهم لم أنم والله حسيت إنه هذه الدنيا لاتسعنى ولا تسع فرحتى بسماع ذلك وأنا لا أعرفهم مجردإنهم سودانيين يشرفنى أن أسمع ذلك عن بلدى الحبيب واتمنى أن يكتب أحد الإخوة عن سودانييى الزمن الجميل حتى يكون من أحد مداخيل الفرح لقلوبنا التى اضناها الأسى مما يفعل هؤلاء اللذين لانعرف من أين أتوا ليغمونا كل هذا الغم وحتى يزول هذا الكابوس الذى ظل جاثما على أنفاسا زمنا طويلا طويلا جدا الله يخلصنا منه لكى يعود لنا سوداننا الجميل …