حتى يستبينوا النصح

بسم الله الرحمن الرحيم
د. سعاد إبراهيم عيسى
المثل السوداني الذى يقول (أدوها ليها مملحة أبتها وجات تكوسها ناشفة) ينطبق تماما على حكومة الإنقاذ. هذه الحكومة وجدت من النقد البناء ما لم تجده أي من سابقاتها بل ولن تجده أي من لاحقاتها. وذلك لما تفردت به الإنقاذ من مشاكل وأخطاء غير مسبوقة وجدت من يكشف عنها وفى حينها, الأمر الذى يمكن من معالجتها أو تصحيحها قبل ان تستفحل وتستعصى على ذلك. لكن مشكلة الإنقاذ الرئيسة اعتقادها الجازم بأن أي إشارة إلى خطأ من جانبها, إنما يعنى محاولة لزعزعة سلطتها, ولذلك يجب إنكار الخطأ أولا وعدم السماح بالإشارة إليه أو غيره مستقبلا, وفى ذات الوقت لا يتم السعي لتصحيحه وان كان في مصلحتها, باعتبار ان في مثل تلك الخطوة ما يؤكد وجوده أو حدوثه. لذلك تراكمت أخطاء الإنقاذ ومشاكلها حتى أصبح من الاستحالة إمكانية تغطيتها أو السكوت عنها, فكان من الضروري ان تعترف بها وان تعلن عن سعيها لمعالجتها بيدها, قبل ان يتم فعل ذلك بيد غيرها, فأعلنت عن عزمها إصلاح الدولة.
ومن اكبر عيوب الحزب الحاكم والمتحكم في كل شئون الحكم,, انه لا يرى (عوجة رقبته) بينما يجيد الشعر والنثر في الحديث عن اعوجاج رقاب الأحزاب الأخرى, حتى أصبح لا يرى في الساحة السياسية إلا نفسه التي اصبغ عليها صفة, أقوى وأعظم حزب ليست في السودان وحده, بل وعلى مستوى العالم. ونحمد الله ان جاء اليوم الذى كشف فيه رئيسه عن وزنه وحجمه الحقيقي, بعد ان عمل على تعرية عيوبه وعوراته التي عكستها الانتخابات الأخيرة كأوضح ما يكون. فقد كان لمقاطعة الجماهير لتلك الانتخابات وخاصة جماهير ذات المؤتمر الوطني, الدور الأعظم في وضعه في مكانه الطبيعي, كحزب بلا جماهير, بعد ان تبخرت الأرقام الفلكية لعضوية اقوي أحزاب العالم التي ظلت تتباهى بها قياداته من شاكلة, امتلاك حزبهم لعشرة مليون عضوا إلى أدناها ستة ملايين, ورغم ذلك فشلت تلك القيادات في جرجرة بعضا من تلك الملايين بما يمكنها فقط من ستر عورة مراكز الاقتراع التي ظلت خاوية على عروشها بما مكن للقائمين على أمرها من ان يغطوا في نوم عميق.
فقد أعلن السيد الرئيس وبكل الصراحة والوضوح, ان المؤتمر الوطني لم يكن مرتبطا بالجماهير, وهو ذات الأمر الذى أشار إليه الكثيرون من قبل, عندما أوضحوا خطورة مهاجمة قياداته للأحزاب الأخرى المعارضة له, وخاصة قياداته التي تخصصت في التبخيس والإساءة والتقليل من شان اى حزب لا يدور في فلك حزبهم, إذ ان مهاجمة تلك الأحزاب إنما يعنى مهاجمة جماهيرها وغيرها ممن ظلوا يتأذون من سماع مفردات الردح السياسي الذى ابتدعته تلك القيادات, من شاكلة وصفها لمن لا يوالى حزبها بالعمالة والخيانة والارتباط بالأجنبي والارتزاق منه, وختم كل ذلك بالدعوة إلى ( لحس الكوع) كأكبر دليل على استحالة النيل من حزبها. حيث لعبت تلك الإساءات وغيرها دورها في فض الكثير من الجماهير من محيط المؤتمر الوطني.
وتناول السيد الرئيس شعار المؤتمر الوطني المتمثل في الشجرة بأبلغ واصدق نقد له عندما وصف تلك الشجرة بأنها بلا جذور في باطن الأرض, بل تقف على سطحها, وبالطبع فان شجرة بمثل هذا العجز يصبح اقتلاعها في غاية اليسر. والناظر إلى ذلك الشعار الذى توسط خريطة السودان قبل بترها بانفصال الجنوب, يجد ان تلك الشجرة قد انتشرت شرقا وغربا لتغطى اكبر مساحة من شمال السودان, بينما تتمدد جذورها جنوبا لتصل إلى أعماق جنوب السودان. وبالطبع وبعد انفصال الجنوب وتكوين دولته المستقلة, كان لزاما ان يبتر تلك الجذور عن جذعها, ولعل في ذلك البتر ما أضاف لعوامل إضعاف تلك الشجرة وهزالها.الذى وصلت إليه اليوم.
وقد خشي السيد الرئيس من ان انفصال المؤتمر الوطني عن الجماهير قد يجعل مصيره كمصير الاتحاد الاشتراكي الذى زال بزوال حكومة مايو. وقد يختلف الاتحاد الاشتراكي عن المؤتمر الوطني في ذلك المصير, لا لان هنالك بعض من قيادات مايو قد حاولت بعثه بعد موته لتجعل منه حزبا ولم ينجح, إذ لم يسمع له صوت ولم يلحظ له فعل, كما وان الاتحاد الاشتراكي في زمانه لم يدع غير شموليته كحزب واحد أحد, وظل متمسكا بها حتى بعد تحقيق المصالحة الوطنية, حيث اشترط على الأحزاب التي قبلت بها, وفى مقدمتها الجبهة القومية الإسلامية طبعا, ان تندمج بداخله, بمعنى ألا مجال للعودة إلى التعددية الحزبية. في حين ان المؤتمر الوطني لا زال يدعى تلك التعددية, وفى ذات الوقت الذى ظل فيه منفردا بالسلطة ولأكثر من ربع قرن من الزمان. وعلى كل فان مصير المؤتمر الوطني قطعا لن يختلف عن مصير اى من الأحزاب الشمولية الأخرى التي تصنعها وترعاها الحكومات العسكرية, ومن ثم سيزول بزوالها. وقلنا أكثر من مرة, ان الجماهير التي تصنعها مثل تلك الأنظمة, ما ان تلوح بوادر سقوط حكوماتها حتى تبتعد عن ساحتها سريعا لتلحق بصفوف من سيسقطونها.
لقد أشار الكثيرون إلى خطل فكرة المشاركة في السلطة عوضا عن تداولها والتي تتبناها حكومة الإنقاذ وتغض عليها بالنواجذ, لتستدل بها على عدم شموليتها, حيث عملت تلك الفكرة على فتح شهية كل الأحزاب, الأصل منها والتقليد, للبحث عن كل الطرق والوسائل التي تجعل لهم نصيبا في تلك السلطة, حيث العمل على تحقيق رغبات كل الطامعين في السلطة سيعمل على زيادة أعباء الاقتصاد الذى يشكو لطوب الأرض من ضعفه. لكن ما دامت تلك المشاركة هي التي تحقق وتؤمن للمؤتمر الوطني الانفراد بالسلطة وديمومتها, فإنهم لم يعيروا أي انتباه لكل الآراء التي تقف في طريق المشاركة, حتى أصبحت السلطة اليوم مجرد وسيلة لخدمة الأحزاب وكوادرها.
ومن أفكه ما جاء بالصحف أخيرا, ان واحدا وعشرين حزبا ممن شاركوا في الانتخابات الأخيرة, أعلنوا عزمهم الخروج من مجموعة الأحزاب الموالية للمؤتمر الوطني, نسبة لعدم حصولهم على نصيبهم من قسمة مقاعد السلطة مثلهم مثل غيرهم من الأحزاب التي شاركت في ستر عورة ضعف المنافسة في الانتخابات الأخيرة. وهكذا يتضح انه لا يوجد حزب واحد يهدف من خوضه لأي انتخابات في هذا العهد, إلى خدمة الشعب قبل خدمة قياداته, حتى أصبحت الترضيات التي يتبعها المؤتمر الوطني بخلق الجديد من مقاعد السلطة لسد العجز فيها, ظاهرة تتكرر بعد تشكيل اى حكومة جديدة. وفى انتظار ما تسفر عنه احتجاجات مجموعة الأحزاب الأخيرة. من معالجات لأزمتها والتي قطعا سيتكفل بمقابلة كل نفقات مطلوباتها ذات الشعب الذى لم يجد اى قدر من الاهتمام بمطلوباته من بين اهتمامات تلك الأحزاب الراكضة خلف السلطة.
ومن المعلوم أيضا ان حكومة الإنقاذ مهما قيل عن خطأ اهتمامها بعلاج النتائج وتجاهلها البحث عن الأسباب والمسببات, فان سيرها على ذات الطريق الخاطئ يظل مستمرا. فقصة الفتيات اللائي أصبحن خادمات بالمملكة العربية لسعودية, والتي أخذت أكثر واكبر من حجمها, جاء بالصحف ان المجلس الوطني قد استدعى وزير الداخلية للبحث عن الكيفية التي تم بموجبها منح تلك الفتيات (تأشيرة خروج).مكنتهن من السفر إلى السعودية, وقبل ان نعود لتأشيرة الخروج التي ينفرد بها السودان دون غيره من دول العالم, نسال المجلس الوطني الموقر عن لماذا لا يبحث أولا عن السبب الذى دفع أتلك الفتيات, ومنهن من تحمل مؤهلا جامعيا, دفعهن للهجرة وامتهان مثل تلك المهنة, خادمة بمنزل, التي استهجنها الكثيرون ومع احترامنا لها قياسا بغيرها من اخطر وأسوأ المهن التي يمتهن بعض السودانيات بذات السعودية أو غيرها من دول الخليج ؟
ثم لماذا لا يتذكر المثيرون لكل هذه الزوابع, كم عدد الفتيات من الدول الأخرى, افريقية كانت أو آسيوية أو خلافها ممن يعملن خادمات بالمنازل بالسودان, ومنهن من يتعرضن لذات الضرب والتحرش الجنسي الذى يقال ان الفتيات السودانيات قد تعرضن له.بالسعودية, ثم لما لا ينظرون إلى عدد السودانيات اللائي يحضرن من الأقاليم المختلفة ليعملن خادمات بالمنازل هنا بالخرطوم أو غيرها, ومنهن من بتعرض لذات المشاكل سالفة الذكرايضا؟ فحماية الأعراض التي يتحدثون عنها بالنسبة للعاملات بالمملكة السعودية,يجب ألا ترتبط بمن أين أتت الخادمة, ولكن كحق يجب ان تتمتع به كل العاملات بالداخل أو الخارج, ومن الداخل أتين أو من الخارج.
أما تأشيرة الخروج التي ستصبح شماعة تعلق عليها مشاكل سفر الفتيات, ومن ثم محاولة العودة بنا إلى بدايات عهد الإنقاذ, وقصة مرافقة المحرم, وإحضار ولى الأمر لإقرار موافقته على سفر (حريمه) وغيرها من التعقيدات التي كانت مصاحبة لسفر النساء دون غيرهن. وفي ذات الوقت الذى يعطى فيه دستور البلاد كل المواطنين حق الحركة والتنقل داخل البلاد ولخارجها, ودون ان يأخذ المواطن إذنا لممارسة ذلك الحق من اى سلطة كانت. ولعل السيد الرئيس وفى وقت مضى, قد فطن لعدم قانونية ذلك الأمر. فاصدر قرارا يتم بموجبه وقف تأشيرة الخروج نهائيا, وطبعا مع الأخذ في الاعتبار كيفية وقف من يحظر سفرهم للخارج. لكن وزارة الداخلية حينها وهى الجهة المناط بها تنفيذ ذلك القرار, طلبت بان تعطى فرصة لتوفيق أوضاعها قبل التنفيذ. لكن المدهش ان توفيق الأوضاع كان يعنى ان تستمر جباية قيمة تأشيرة الخروج من المواطنين وعلى ألا تتم إثباتها على صفحات الجواز كدليل على استمرار استخدامها, بل جعلتها تطبع على ورقة خارجية يتم التخلص منها باستلامها بالمطار. فلماذا لا يستفسر المجلس الوطني عن هذا الأمر وضرورة تنفيذ قرار السيد الرئيس بأكمله بدلا من محاولة استخدام التأشيرة كمصدر دخل اضافى للوزارة أو كوسيلة للحد من سفر الفتيات وتقييده.
[email][email protected][/email]
ولم لا تتحفينا يا دكتورة بإنتقادك البناء لهذا الشعب،دعك من متلازمة الإنقاذ أرى أنك أوليتيها عقدين أليس هذا كافيا،من منظورك هل هذا شعب فيه حياة أصلا؟
للأسف لقد تمت برمجة المعارضة تماما كما برمج هذا الشعب،فالشعب برمج على الخوف والدونية والكراهية والعنصرية والحسيات،وأنتم برمجتم على الدوران في حلقة مفرغة حتى أصبحتم بلا ابداع،للأسف هذه الحقيقة المرة أمثالكم لن يستطيع قيادة بل دعيني أقول إخراج الشعب من هذا الثقب الأسود النتن لأنكم بداخله أيضا معنا.
أتمنى أن يكون نقدي بناء،وشكرا مع كل الأحترام والتقدير.
بتنفخي في قربه مقدوده يا استاذة سعاد !!!
د. سعاد إبراهيم…تحياتي
– دعوة لمؤتمر دولي لعلماء النفس, لدراسة حالة الاستسلام السودانية خلال 26 عام لعسكري خريج ثانوي بالتلتلة وزوجتين اُميات…واللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى( المرغني, الترابي و الصادق)…
– دعوة لمؤتمر دولي لعلماء النفس, لدراسة الانتهازية والفساد وعلاقاتهم بحاملي الشهادات السودانية العلياء….احترامي
شهادة لله لله ،، ،، ،،
منصب مساعد أول رئيس الجمهورية ، من أحق بهذا المنصب السيادى ،
الشاب / محمد الحسن الميرغنى
أم الدكتورة / سعاد ابراهيم عيسى ؟ .
كيف سينصر الله السودانيين ، وهم يطففون فى الكيل والميزان ؟ .
(( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال : كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال : إذا أسند الأمر الى غير أهله ، فانتظر الساعة )) رواه البخارى .
الله يديك العافية استاذتنا الجليلة،
المؤتمر الوطني عبارة عن قربة(بكسر القاف) مقدودة أي مثقوبة لاينفع فيها النفخ،فقط تصلح للمزبلة
نقول للمؤتمرجية انتم ليس بأذكى اولاد حواء السودانية ،فقط تذكروا بأن هناك من هو اذكى منكم وسوف تروا
شكرا مرة ثانية الاستاذة العظيمة.
يا جماعة الخير اقسم بالله وطن يكون الحكم فيه حر ديمقراطى القضاء فيه مستقل ومجلس تشريعى وسلطة تنفيذية يعملوا بتوازن بدون ان تتغول سلطة على اخرى وتحت سيادة القانون والدستور والمحكمة الدستورية ح يمشى تمام حتى لو كانت فيه احزاب طائفية او غيرها لانه بتحصل غربلة فى ظل استمرار الديمقراطية وحرية الراى والصحافة وحياد الاجهزة الامنية وحفظها للامن وتطبيق القانون بكل صرامة لا تفرق بين احد يا امتن انصلح حال الاحزاب الطائفية من الداخل او تكونت احزاب جماهيرية جديدة واقسم بالله انه لو استمرت الانظمة العسكرية او العقائدية ناس الحزب الرائد القائد مية سنة ومهما عملت من التنمية المادية ما ح تنجح فى حفظ وحدة الوطن ونسيجه الاجتماعى انتو ما شايفين الحصل للاتحاد السوفيتى ومن قبله هتلر وموسيلينى والعسكرية اليابانية والآن ما يحدث فى مصر والسودان وليبيا وسوريا والعراق واليمن وايران وهلم جرا وكيف تطورت الهند والدول الديمقراطية؟؟؟ الديمقراطية هى احسن السيئين لانها تعترف بمشاكلها وتحلها بواقعية ونقاش حر وارآء مختلفة وبموضوعية وليس كالثور فى مستودع الخزف مثل الانظمة العسكرية والعقائدية والابداع العلمى والاقتصادى وفى كل المجالات بياتى من خلال دولة الحرية والديمقراطية وسيادة القانون!!!
كسرة:يا جماعة الخير الف مليون دشليون تفووووووووووووووووووووووووو على اى انقلاب عسكرى او عقائدى اهبل واطى قذر عاهر داعر عطل التطور الديمقراطى السلمى فى السودان وخلانا بقينا حثالة مثل الدول التى حكمت بنفس الطريقة بدل ما نبقى نجوم مثل الهند كمثال وليس حصرا!!!!
شكرا استاذه د سعاد ابراهيم عيسى لهذا الطرح المفيد لو كانوا يعقلون لكن
الشايل السعن ح يخر على ظهره واكبر غلطة للشعب السودانى انه ساند الاحزاب
الظائيفة فاقدة التربية الوطنية واللآحثة وراء سراب السلطة دون كفاءه غير
العباءه