لقد كررت كثيرا ان المساومات المساومات هي سبب كل البلاوي التي نعاني منها الآن ، الفشل الآن يضرب في كل النواحي واخطرها
فشل حمدوك ، لأنه رجل الثورة الذي خذل الجميع ، حمدوك فاشل ودون تطلعات الشعب الثائر والثورة ، والسيادي متأمر من جانب العسكر الذين هم أقزام النظام السابق واياديه القاتلة والآن اضيفت إليهم العمالة ، ومن تواضع قدرات المدنيين في المجلس السيادي حيث أصبحوا امعة للعسكر وظل لهم .
ان ما يحدث مسخرة بكل المعاني ، تحتاج الي ايقافها فورا بصرخة ثورية يرتجف من وطئها هؤلاء ،فهؤلاء مازالوا يمارسون السلطة حسب اهوائهم كما كانوا في عهد البشير وأسوأ خاصة بعد ان أصبحت السلطة بيدهم ، دون اعتبارا للشعب او لغضبته .
يجب أن يغضب الشعب ويعود الي ثورته ، فمجاراة الوضع الان بالسكات ، والمساومات بتجميل الباطل يمثل مخاطرا غير محدودة علي الوطن .
ان الأوضاع تتدهور الآن ساعة بعد ساعة ويوما بعد يوم في وتيرة مخيفة ،تحتاج الي ردة فعل شعبية قوية لإيقاف هذا التدهور المخيف ومحاولة إعادة الامور الي نصابها بيد الشعب ، وإلا فإن العبث بالشعب سيكون هو الطاغي دون رادع طالما أن الشعب صاحب الشرعية الحقيقية ورأس الدولة وحاميها قد تنازل عن حقه الشرعي في حماية مكتسباته التي كفلتها له كل الشرائع السماوية و القوانين الوضعية.
ان تيارات المقاومة وعلي رأسها لجان المقاومة ، هي المعنية أكثر بتوعية وتحريك الشعب ، وقد أثبتت مقدرتها علي ذلك ، وعليها الآن ممارسة طريقها الي النهاية وعدم التوقف في منتصف الطريق ، وتمنح بذلك الفرصة للعملاء والمتربصين والانتهازيين بتقوية اوضاعهم الهشة اصلا بعد الثورة في ظل الغفلة الحالية ، يجب أن تعمل المقاومة بمبدأ ان الثورة تتقدم ولا يتقدم عليها ،ولا ستكون أرواح الشهداء وما بناه الشعب في ثورته العظيمة قد ذهب إدراج الرياح.
فليكن الشعب بعواصفه وثورته الغاضبة التسونامي الذي يزيل ما بقي من نظام متهلهل ومترنح امام ضربات الثوار ، يحاول جاهدا أن يستعيد ما فقده بكل السبل إلا أخلاقية .
ولكن شعبك يا بلادي أكبر وأعظم من ان يطأه هؤلاء الأقزام.
وعاش الشعب السوداني والرحمة والمغفرة للشهداء الذين لن يرتاحوا في قبورهم قبل أن يفي الشعب بوعوده بتحقيق احلامهم التي ضحوا من أجلها وبالثأر لهم من قتلتهم بدلا من تنصيبهم علي رقاب الشعب .
حسن عبد الله عبد الهادي/ المحامي
لابيش
