ثقافة الاعتذار وتقبل النقد: إعتذار واجب لسيادة الوزير

في مقدمة هذا المقال أعتذر وبشدة لسيادة الوزيرإبراهيم الميرغني عن ما بدر منا في مقال سابق بصحيفة الراكوبه ([url]https://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-78385.htm[/url] ) ، والذي نقلنا فيه “جهلا وافتراءا” ما تناوله “الواتس اب” من تندر وهمس ولمس والفاظ لا تليق.. الاعتذار جعلنا نكتب هذا المقال مردفين عليه أهمية النقد، كما كان هدفنا من المقال السابق وضرورة تقبل النقد من الطرف الآخر خصوصاً اذا كان هادفاً.
إن لكل خطأ نرتكبه رد فعل ينعكس علينا أو على من حولنا، لذا وجب علينا التعامل مع ردود أفعال الأخطاء الصادرة منا بطريقة صحيحة، فمن نبع منه خطأ تسبب في أذى شخص آخر لابد أن يقدم الاعتذار له بشتى الطرق. الاعتذار قيمة انسانية واخلاقية عليا نحتاجها باستمرارلأنها مرتبطة بالخطأ، والخطأ جزء من تركيبتنا السلوكية ولا يمكن التخلص منه لان ينافي طبيعتنا البشرية ولذلك جاء الاعتذار بمثابة الدية المناسبة للخطأ. وإذا كان للاعتذار قيمته الحضارية العالية، فإن قبوله من الطرف الآخر يمثل حالة لا تقل عن الأولى بل تتفوق عليها لأنها تصدر ممن وقع عليه الضرر وتأذى منه. ولا يعتذر إلا من كان متصالحا مع ذاته وثقته بنفسه عالية وتسيره منطلقات وأفكار راقية ومتسامية (مشغل الفوازي، جريدة عكاظ).
كان مقالنا السابق عن البيئة والوعي البيئي وكان انفعالاً بمشاهدة صور قتل الحيوانات البرية من صيد يقوم به الوزير. الانفعالات وردود الفعل لتصرفات البشر تأتي على درجات متفاوتة، قتل حيوان أوطائر قد يمر دون ملاحظة عند البعض وقد يُقِيم الدنيا ولا يقعدها لدى منظمات الرفق بالحيوان وجمعيات حماية البئة ومحبي الطبيعة.
وقعنا في فخ “القطع والنسخ “من المصادر غير المسؤولة وغير الدقيقة مثل الواتس اب والفيس بوك، التي تزخر بالمقاطع السطحية مجافية الحقيقة. وفِي هذا إعتذار واجب.. فعلى المرء ان يتحرى الصدق.
ان المشي في أعراض الناس يعتبر من الكبائر وقد ورددت فيه الأحاديث النبوية والآيات الكريمة.
صرخ احد كتاب الأعمدة الرياضية: أليس منكم رجل رشيد؟ معلقا على الكم الهائل من الشتائم التي كانت تنهال يومياً على رئيس أحد أندية كرة القدم من الصحفيين الرياضيين.. كان السب والشتم والأوصاف غير اللائقة ديدنهم وقول الحق قد جانبهم، نائيين بانفسهم عن الأدب الرياضي واحترم الآخر …
النقد الصريح يصعب تقبله الا من قلة تتمتع بأفق عالي وثقافة ثرة …مختلف أنواع النقد توصل الرسالة ولكن بطرق متعددة منها الجارح الفاضح ومنها ما هو لطيف ومقبول. وقد كنا وما نزال نقصد توصيل رسالة مفادها ان نحافظ على ثرواتنا القومية من عبث العابثين وأن ننشر الوعي البيئي.
لم نكن نقصد في تناولنا لسيرة الوزير ان نجرح شخصه أواسرتة ولكن سيادة الوزير شخصية قومية يتبوأ منصبا يهم الناس وإن كان يمارس الصيد الجائر أوينتهك حرمات البلد فالأقلام الجريئة الصادقة الحادبة على المصلحة العامة ستلاحقه لا محاله فهو أوهي “تحت المجهر”.
كثيرة هي الأمثلة على مستوى الجهازين التشريعي والتنفيذي في الدولة لا تتحمل النقد وكأنها مبرأةً من العيوب بل اكثر من ذلك تقوم بمطاردة النقاد والزج بهم في قياهب السجون… المشاهد الاستفزازية في عدم تحمل وتقبل النقد ماهي الا دليل على صحة ما نقول، أولئك الذين يتوعدون رافعين ايديهيم مهددين بالإنتقام والنيل من منتقديهم دليل على ضيق الأفق والتسلط الزائد.. إن الوعود غير اللاتفة كــ “لحس الكوع” والما عاجبو يشرب من البحر… ، وخلافه ما هي إلا يسير من كثير من ردور الأفعال للإنتقاد.
النقد بكل بساطة يقود إلى الصواب، لو رأيت شخصاً يسير في الإتجاه المعاكس للهدف الذي يبقاه، فحتماً لن يصل، لو قلت له هذا خطأ إعكس الطريق، بطريقة لائقة ومهذبة، ففيه تصويب له، قد يتقبله وقد يرفضه لكن المهم ألا تتركه يسير وانت تعلم بخطأه.
يقول الكاتب البرازيلي “باولو كويلو” إن قول الحقيقة وازعاج الناس أفضل من الكذب لإرضاءهم .
النقد يزعج دون شك لأن النفس البشرية جُبِلت على عدم تقبل الأخر أو تقبل النقد الذي ترى فيه انتقاص.
ما كتبناه في المقال السابق كان نقداً حادا لوزير يمارس هواية هدامة. جاءت تعليقات بعض ممن قرأوا المقال بأن وصفوا كاتب المقال “بالحاقد”. هم احرار في ما يدعون وكما لنا الحرية في الكتابة وإنتقاد الآخرين خصوصاً الذين هم على رأس الأجهزة التنفيذية.
مشكلة معظمنا أننا نفضل أن يدمرنا المديح على أن ينقذنا الانتقاد- نورمان فنسنت بيل. يقول علماء النفس أن الفرد الذي يتسم بتقبل النقد من الآخر يعتبر ذا شخصية ناجحة. النفد هو عملية تقديم آراء صحيحة ووجيهة حول عمل الآخرين، والتي تنطوي عادة على تعليقات إيجابية ,احياناً سلبية (مقصودة او غير مقصودة)، يجب أن يقدم النقد بطريقة ودية غير عدائية وغالبًا ما يكون النقد وسيلة فعالة للارتقاء بمعايير الأداء والمحافظة عليها. النقد الإيجابي فضيلة نادرة، النقد الإيجابي ليس هو الإطراء والمدح والمبالغة في الشكر ولكنه وصف العمل أو الانجاز وذكر محاسنه وسلبياته بوجه منضبط ومتوازن.
النقد وتقبله (من الآخر) يرفع مستوى التفكير ويزيد الجودة ويرتقي بقدرة الانسان على التطوير. لا يتم ذلك إلا بعيدأً عن الهوى والتعصب والأحكام المسبقة. كم من سياسات عوجاء تمر (بالإجماع) من دون نقد وتصويب بل يهللون للخطأ، جهلاً أو تغطيةً، أوخوفاُ أو زهداُ أو لا مبالاةً….. فتتواصل الإخفاقات.
يقولون: “الجمل ما بشوف عوجة رقبته”.

محمد الأمين حامد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أنا مافهمت الإعتذار ليه ، هل الوزير الموجود في الصورة ليس هو الشخص المقصود أم الوزير لا يصطاد ….. إلخ

  2. الاعتذار ثقافة الشجعان ، ولكنك لم تعتذر عن أكبر خطأ تضمنه مقالك المشار إليه فقد ذكرت (ان الوزير ظفر بغزال في لب المدينة) وهي عبارة ما كان لها أن تصدر من استاذ كبير مثلك !! والأدهى والأمر اعتذرت عن الأخطاء الصغيرة وتجاهلت هذا الخطأ الكبير …. وفي الختام يا استاذ (غياهب) تكتب (بالغين وليس القاف)

  3. أنا مافهمت الإعتذار ليه ، هل الوزير الموجود في الصورة ليس هو الشخص المقصود أم الوزير لا يصطاد ….. إلخ

  4. الاعتذار ثقافة الشجعان ، ولكنك لم تعتذر عن أكبر خطأ تضمنه مقالك المشار إليه فقد ذكرت (ان الوزير ظفر بغزال في لب المدينة) وهي عبارة ما كان لها أن تصدر من استاذ كبير مثلك !! والأدهى والأمر اعتذرت عن الأخطاء الصغيرة وتجاهلت هذا الخطأ الكبير …. وفي الختام يا استاذ (غياهب) تكتب (بالغين وليس القاف)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..