رماه في اليم مكتوفاً و قال له إياك إياك أن تبتل بالماء

رماهُ في اليم مكتوفاً و قال له إياك إياك أن تبتل بالماء
ابراهيم حسن
[email][email protected][/email]
إذا تحدث الدكتورمحمد عبد الله الريح (( التحية و الإجلال للأستاذ الكبير)) عن كيفية صناعة الزجاج أو قدم محاضرة عن تقنية إنتاج و صناعة الورق لقلنا أن أستاذنا قد أصابه شيٌ من الخرف ، فإن إختصاص الرجل معروف حتى في بلاد الواق واق، أيضاً إذا تحدث مثلاً وزير الصحة أو وزير الزراعة عن صناعة التسليح الحربي و الذخيرة و إنتاج الصواريخ الباليستية لأصابنا الذهول و لطلبنا من رئاسة مجلس الوزراء أخذ الرجل إلى التجاني الماحي .
من المضحك المبكي في حالنا مع نظام الإنقاذ أن يصرح المسئول تصريحاً لا يمت بصلة إلى مسئوليته الملقاةُ على عاتقه أو قد يتجاوز بما لا يتفق مع صلاحياته الموكلةُ إليه بما يعود على النظام بالوبال و يفضح في المقام الرجال، مثال ذلك ما صرح به أحد الوزراء بعد إنسحاب قوات الحركة الشعبية ( ) من هجليج ، و أقول إنسحاب الحركة الشعبية لشواهد قوية تدل على أن ليس هناك معركة قد وقعت في هجليج لتحريرها و أحد هذه الشواهد ما صرح به هذا الوزير شخصياً من أنهم قد دخلوا هجليج ( راكبين مواتر ) معنى ذلك أنها كانت خاوية على عروشها خربة من آثار الإحتلال و القصف بالطيران و أنه لم يكن بها جندي واحد من قوات الحركة الشعبية لكي يتم أسره أو الإعلان عن مقتله و عرض ما بحوزته من سلاح حتى لو كان كوكاب . إن تصريح كهذا يتعارض مع خط التصريحات السياسية و الدبلوماسية و العسكرية بما يخص موضوع هجليج ، فكان واضحا أن الخطة الإستفادة من موضوع هجليج إعلامياً لحشد القوى و التأييد لصالح المؤتمر الوطني ، و لم أجد علاقة للوزير بالأمر أكثر من علاقتي أنا و علاقة صاحب بقالة في بربر أو في الرهد أو في مدني .
في معرض الأخبار تطالعنا الصحف بإستنكار وزير الخارجية كرتي إدعاء جنوب السودان تبعية مناطق النزاع لها ، هذا كلام معقول و من صميم إختصاصات الرجل طبعاً ليس في كل ما يقوله، غير أننا حينما نسمع الصوارمي الناطق الرسمي بأسم القوات المسلحة يؤكد أن الجيش السوداني لم يرفض الحل السلمي ، نطلب رجاءً الإفادة، هل الجيش السوداني هو الذي يحكم السودان الآن ؟
ثم من مانشيت آخر ( الجيش السوداني يحذر من إندلاع نزاع مسلح في أبيي )، برضو الصوارمي !!!!! أين وزارة الداخلية ؟ ذلك مضحكٌ مبكي آخر في حالنا مع نظام الإنقاذ، فالناس تعلم أنه قد تم تسليح قطاع كبير من قبائل البقارة و على رأسهم المسيرية و غيرهم بأسلحة خفيفة و بمواتر عوضاً عن الخيول التي اشتهرت بها فرقانهم و زهو بها فرسانهم على مر التاريخ ،
ثم نتحدث عن مخاوفنا من إندلاع نزاع مسلح في أبيي ، ماذا تطبخون هذه المرة للوجبة الرئيسية .
لماذا تتباكون على حياة هؤلاء المساكين الأبرياء ألستم من قمتم بتسليحهم بالكلاشنكوف ؟ و ماذا ينتج الكلاشنكوف في أيادي المدنيين غير النزاع المسلح الكارثي فالواقع كما قال الشاعر، ( رماه في اليم مكتوفاً و قال له إياك إياك أن تبتل بالماء )