بلاغ واحتجاج الى السيد الصادق المهدي

العنوان ليس من عندي ، هو من أدبيات السيد الصادق المهدي في ستينات الفرن الماضي ، في سجالات بينه والسيد سامي محمد أحمد محجوب ، كنا نقرأ لهما بإعجاب ونحن صبية زغب الحواصل ، بلاغ واحتجاج يرسله الصادق ويرد عليه الاستاذ سامي ، ثم بلاغ لمن واحتجاج علي من ، تأتي مرتدة كما كرة المضرب ، بلاغ للحكومة واحتجاج للمعارضة.
بلاغي للصادق المهدي اليوم وهو في خريف العمر ، مناشدة رفيقة ، أن نعيد حزب الامة من النقطة التي تنكب فيها الصادق الطريق ، مفاصلته الشهيرة ومجادلته العقيم للحبرالاعظم في السياسة السودانية ، السيد محمد أحمد محجوب قامة عالية لا يؤخذ منها الامر غلابا بل طواعية . تغالب الصادق مع المحجوب وانتزع رئاسة الوزارة والمحجوب علي أعتاب الستين من العمر و الصادق بالكاد يقف علي أعتاب الثلاثين . بعدها تفرق حزب الامة أيدي سبأ.

بلاغي له أيضا عند حبس مجهودات الاصلاح بعيدا عن مناطق نفوذ حزب الامة ، أصبح هم الصادق المصالحة بين الشيعة والسنة وحضور منديات عالمية هنا وهناك بينما معسكرات دارفور يؤمها جيمي كارتر وجورج كلوني. دماء أهل دارفور تسيل بمساهمة مباشرة من حكومة الصادق ولا يسعي للصلح بين القبائل .

احتجاج والصادق يسير الي أعتاب التسعين من العمر ، يحمل ذات روح المناكفة التي حملها ، ينازع أبناء العشرين ثورتهم في ديسمبر المجيد، قول الصادق عند بدايتها يخجل المرء عن ترداده وما كان ينبغي للصادق أن يطلق به اللسان.

احتجاج علي مقالات الصادق وهو يحاول تصحيح ورقة قرارات دكتور حمدوك ، كلما أصدر حمدوك قرارا فإذا بالصادق ينصب نفسه أستاذا ومصححا خارجيا يكون له فيه رأي مخالف يتقمص دور رئيس وزراء الظل.

بلاغ الي جماهير حزب الامة لتخليص الحزب والانطلاق به الي المعاصرة وتحديث ماعونه وعجم أعواد الرجال والنساء ثم اختيار من يتفق عليه جماهير الحزب. ثم احتجاج الي الصادق المهدي للوفاء بتعهداته السابقة التي بذلها كثيرا وعودا علي الهواء بالتخلي عن رئاسة حزب الامة واعتزال العمل السياسي . يكفي الصادق المهدي خذلانا وهو يناطح المحجوب في ستينات القرن الماضي ثم يزداد سوء كيل في الالفية الثالثة وهو يجالد شباب ثورة ديسمبر ليحصل فوقهم علي رئاسة الوزراء .
وتقبلوا أطيب تحياتي.

مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد
[email protected]