مقالات متنوعة

مات الشهداء واستوزر المستوزرون على بقايا دماء الشباب ودموع أسرهم (2)

د. الرفاعي عمر البطحاني


وصلاً للمقالة المنشورة في الراكوبة عدد الامس السبت حول الموضوع اعلاه فإنّ هنالك الكثيرين من المستوزرين جاءوا من حياتهم المخملية خارج السودان ليقطفوا الغنيمة من أفواه الشباب الذي فجر الثورة ودفع ثمنها دماء ودموع طوال شهور طويلة من الصبر والدأب في الشوارع بعزيمة لا تلين وكان هؤلاء في لياليهم المخملية يترقبون (لابدين) خلف الكيبوردات حتى نضجت الكيكة فتخاطفوها ولم نسمع إعتذارات وكأنهم (ما صدقوا) والتحية هنا للكبيرة بروفيسور فدوى التي لم تجذبها أضواء المناصب واعتذرت متضامنة مع التعايشي الذي باعها في وضح النهار حين حملته المجاملات لكرسي مناصب السيادة ولم يفتح الله عليه بمحاولة إعتذار معلنة إنصافاً لبروف فدوى التي وقفت موقفاً يتسم بعدم النضج والعاطفة السياسية التي لن تنفع في أسواق السياسة والنخاسة.
المهم .. لم يعلن حمدوك ولا واحد من شباب الثورة الحقيقيين الذين شقوا عنان السماء هتافات ومواقف بطولية أولئك الشباب الذين ترسوا الشوارع وقاوموا واستقبلوا الموت بصدور مفتوحة .. غاب كل هؤلاء الأبطال الحقيقيين من قائمة حمدوك!!!!!
لقد مات الشهداء وبقيت ذكراهم في ذاكرة الناس ودموع أمهاتهم بينما احتفل المستوزرون في فندق القراند هوليداي فرحةً بمناصبهم الجديدة في ليلة مخملية مزدانة بالسافرات مكشوفات الشعر والنحور على شاكلةمستشارة حمدوك الغعلامية التي ظهرت بشعر وصدر مكشوف على الهواء مباشرة ولا ندري كيف وصلت لهذا المنصب بينما المئات من الكنداكات دفعن ثمن المقاومة وقوفاً في الشوارع وهتافاً ضد الظلم بزيهن المميز وثيابهن البيضاء مثل أيقونة الثورة تلك الفتاة التي لفتت الانظار بثوبها الذي جعلته كبريات المجلات العالمية صورة غلاف جذابة لا تخلو من الحشمة والجمال والشجاعة والامثلة كثيرة من ويني فتاة وكيل النيابة المريض إلى العديد من الصحفيات المميزات شمائل النور وأسماء ميكائيل اسطنبول.
جاء ضمن القائمة أكرم التوم إبن الوزير السابق زمن نميري وإبن حاجة كاشف الوزيرة المتماهية مع الشمولية وقتها ، وجاء وزير التربية والتعليم إبن الوزير كذلك وجاءت إنتصار صغيرون إبنة الوزير في حكومة مايو وجدها وزير كذلك هو عبدالرحمن علي طه وخالتها مباشرة بروف فدوى عبدالرحمن علي طه، وجاءت إبنة البوشي وجدها وزير ووالدها جمهوري موالي للمتأسلمين وهو من يدير جامعة مدني الاهلية التي حازت تسهيلات ضخمة من حكومة المتأسلمين، وجاء مدني عباس مدني إبن الوزير كذلك ووالده تقلب في المناصب طويلاً منذ زمن النميري ثم عهد الصادق ثم عضو شورى المؤتمر الوطني، وحتى وزير العدل نصر الدين اتضح انه كان السكرتير الخاص للمتأسلم عبدالرحمن الخليفة نقيب المحامين وهو من سهل له الالتحاق بالجامعات الامريكية فهو ربيب الكيزان المتأسلمين حيناً من الدهر. الكثيرون رضعوا من ثدي المتأسلمين ومن ثدي الانظمة الاخرى ثم هاهم يأتون وبراءة الأطفال في عينيهم لتسربلوا بسربال العهد الجديد.
وقد رشحت انباء عن ترشيح مريم الصادق المهدي لمنصب والي الخرطوم وغير ذلك من الغنائم التي ينتظرها المحظوظون من أبناء الذوات والأسر المخملية بينما لا عزاء لأبناء الشارع مفجري الثورة الجديدة لمفاهيم جديدة. وآخر التسريبات إعتذار المتأسلم المتكوزن محمد طاهر إيلا عن تولي وزارة البنى التحتية واتصاله بحمدوك معتذراً ولا نزال بانتظار المستشارة الحسناء داليا لنفي الخبر من مكتب رئيس الوزراء.

 

د. الرفاعي عمر البطحاني

[email protected]

‫7 تعليقات

  1. انت معقول دكتور. ديل سودانيين اولا.
    الابوه لاتعيب احدا ولو عابت لعابت خالد الوليد سبف اللهِِ
    اتقو الله

  2. يجب ان نتعلم اسس النقد البناء…وليس النقد لمجرد النقد …انتقد وفي ذات الوقت اطرح وجهة نظرك بطريقه موضوعيه ..وقدم ايضا الحلول …انها ثورة وعي …ولكن المتاريس كانت احد ادراتها …للوصول لغاياتها …

  3. لا يوجد إنسان كامل
    حتي كاتب المقال
    وربما سافره اشرف من غيرها
    يا كاتب المقال من أين حصلت علي اللقب

  4. صد قت

    مات المساكين واستوزر ابناء الذوات واا حسرتاه

    وزراة بالوراثة

    وين الغبش وين الغبش من اكتوا بجمر الغلاء والظلم والتسلط. ووزراء الوراثة تربوا فى جاه ابائهم واجدادهم
    وزراء اجانب لم تضربهم الشمس ولم يتذوقوا طعم البمبان وسياط الكيزان…

  5. يعني الشباب اللي قاموا بالثورة كان هدفهم المناصب و الوزارات ؟؟ا اتق الله يا كاتب المقال و لا تدس السم في الدسم. .و لنكن عونا لحمدوك و حكومته مهما كان رأينا حولها و لا نضع العراقيل في طريقهم و هم لسه ما بدأو في العمل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..