من مخبرٌ عنا البشير.؟

نحن التائهون في بلاد المهجر تعبنا. السوداني أصبح مشهوراً ب ( كنكشته ) في الكفيل ومحاولة عدم القفول الى الوطن بكل ما أوتي من وسيلة للبقاء في مهجره. ترى غالبية الجنسيات الأخرى تتلقى قرار ( التفنيش ) بشيء من الرضا كأمر متوقعٍ لا مفر منه. بينما يصاب السوداني بالذهول -ولا أستثني نفسي- والصدمة كأنه يساق الى المقصلة وليس الوطن.
فيحاول بشتى الطرق البقاء في مهجره. حتى أن أحد الظرفاء قال ( بقينا زي كورة التنس ، يرسلها الكفيل ، ترتد من ( سور السودان العظيم ) الى مرسلها أشد قوة !). نحن ( مكدبين ) بقوة في مهاجرنا !! بل ان بعضا من احيلوا على التقاعد ، وفضلوا البقاء هنا كلما أتيحت لهم الفرص !! .
بل الناس هنا يتنسمون أخبار ( المفنشين ) في شيءٍ من الحذر والحزن عليه. ويتجنبون سؤاله مباشرة عن حقيقة الأمر كأنما الأمر هو قرب لموته او شيء من ذاك القبيل. بل ان حتى الأمهات والأشقاء الباقون بالوطن ، رغم شوقهم الشديد لشوفة المغترب. يثبطون همته ويشعرونه أن ابق هناك. ( يا ولدي تجي هنا تسوي شنو؟ ) وفي أفضل الأحوال ( ياخي والله مشتاقين ليك تعال موت معانا هنا ).
وطننا أصبح طارداً سيدي الرئيس. حتى المرابطون فيه هم في حقيقة أمرهم مربوطون ولو وجدوا وسيلة لطاروا الى خارجه زرافات ووحدانا.
ربما قال قائل ( عدم يقين ).لكن لليقين حدود أدنى لا وجود لها في الوطن. زميلي الهندي دخل في نفس تاريخ دخولي هذه البلد. بنى بيتاً. اشترى سيارة. علم ابناءه. في سنوات خمسة. بينما صاحبكم هذا قضى أربعين عاما يناتل ولم يبنِ بيتا حتى الان. أما السيارة فهي أمل بعيد المنال. وهو ليس سفيها ولا مبذرا. لكنه يعول من اصبحوا بفعل فاعل عالة هناك في الوطن الحزين. نحن نسمع ان الابن او الابنة او اي مريض قد يموت لعدم الاوكسجين بالمستشفى او انقطاع الكهرباء اثناء اجراء عملية جراحية.ذلك مع شيء من الجوع ولحس الكوع. فمن أين بالله يأتي اليقين ؟
سيدي المشير أنت مسؤول أمام الله عن كل مغترب يشتاق الى الوطن و أمه وأبيه ، يتمنى البقاء بقربهما ما تبقى من عمريهما. أنت مسؤول أمام الله عن كل فساد أوصلنا الى ذلك الدرك. أنت مسؤول أمام الله عن كل جنيه سرقه الفاسدون من اقواتنا وعلاجنا وشيدوا لهم قصوراً تقترب من نطاح السحاب. فهل من صحوة ضمير وخشية من الوقوف بين يدي الله في يوم تشيب من هوله الولدان ، وهل من تذكرة الى أنه إنما ( هي لله !!)
سبحان الله عما يصفون .
ما زلنا نعول عليك كونك ابن أبٍ تقي نقي يخشى الله.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..