مهمة عسيرة لناشئي السودان

? لم يبق لتحقيق حلم صعود منتخبنا للناشئين إلى نهائيات أمم أفريقيا سوى خطوة واحدة، لكنها الأصعب في رأيي.
? قد يقول قائل أن صغارنا أظهروا مقدرات ومهارات تمكنهم من تحقيق الانجاز في مباراة الرد أمام منتخب الكاميرون، لكن علينا أن نتذكر أن المنافس قد سجل هدفين في ملعبنا.
? هؤلاء الصغار يحتاجون لدعم معنوي حقيقي قبل مباراة الرد الصعبة.
? والدعم المعنوي المقصود لا يكون بالطبع بالتهليل لما تحقق حتى يومنا هذا، بل بالتركيز على سلبيات المباراة الفائتة التي مكنت رماة منتخب الكاميرون من معادلة النتيجة لمرتين متتاليتين.
? على الجهاز الفني للمنتخب والقائمين على أمره ( إن وجدوا) أن يكونوا أكثر يقظة ووعياً في تعاملهم مع الخطوة الأخيرة المنتظرة.
? عليهم أن يتذكروا جملة من الأمور ويضعونها في الحسبان.
? أول هذه الأمور أن هؤلاء الفتية الصغار قد وجدوا دعماً جماهيرياً كبيراً سيفتقدونه بلا شك في مباراة الرد.
? وثانيها أن صغار الكاميرون الذين تمكنوا من التسجيل مرتين في ملعبنا ستتوفر لديهم الرغبة والعزيمة للتسجيل بمعدل أكبر في المباراة التي ستُلعب بأرضهم ووسط جماهيرهم التي ستدعمهم مثلما دعم جمهورنا منتخبه.
? أما ثالث هذه الأمور فهو أن الركون للدفاع في مثل هذه المباريات يهزم اللاعبين معنوياً في بعض الأحيان، سيما إن كانوا صغاراً في أعمارهم وتجاربهم، ولهذا يفترض أن يلعب الجهاز الفني مباراة الرد بتوازن دقيق.
? ورابع الأمور هو أن المنافس صاحب اسم ووزن كبير وعلينا ألا ننسى في غمرة فرحنا بما تحقق وتركيزنا على تحقيق انجاز هذه المرة أنهم بهذا الاسم الكبير يتوقون لذات الانجاز ربما أكثر منا.
? وآخر هذه الأمور هو أن التحكيم الأفريقي قد عودنا على الانحياز لأصحاب الأرض، خاصة عندما يكون فارق الأهداف صغيراً كما هو الحال الآن.
? وفي هذا الشأن بالذات لابد من تهيئة اللاعبين بأفضل ما يكون حول كيفية التعامل الجيد مع حكام المباراة والسعي الدائم لاحراجهم وعدم منحهم أي فرصة للتحامل عليهم ومساعدة المنافس بأي شكل باعتبار أنه يلعب في أرضه.
? ولو كنا لدينا مسئولين حقيقيين باتحاد الكرة لطلبنا منهم أن يستعينوا بخبراء نفسيين – وما أكثرهم في بلدنا – من أجل إعداد هؤلاء الصغار كما يجب قبل مباراة الرد الحاسمة.
? لكن المؤسف والمحزن أن ضباط اتحاد الكرة يهيمون في وادِ غير وادينا ولا يهمهم سوى ما يمكن أن يحققونه على الصعيد الشخصي.
? ولهذا قلت وما زلت أكرر أنه حتى لو تسنى لصغارنا أن يحققوا نتيجة جيدة في مباراة الرد تؤهلهم للنهائيات، فسوف نحسب ذلك لمجهوداتهم الذاتية ومهاراتهم الشخصية، ولا يمكن أن ننسبه لعمل منظم ومدروس لتحقيق مثل هذا الحلم إلا إذا مسنا الجنون.
? نتمنى لصغار منتخبنا بلوغ النهائيات بعد المجهود الكبير الذي بذلوه في المباريات السابقة.
بالتوفيق لصغار كرة القدم السوداني
لو تكرم احد عباقرة دكاترة علم النفس وزارالصغار في معسكرهم وﻻ بنتظر الدعوة من اﻻتحاد فل تكن مبادرة من الكبار