نجوم الكرة السودانية يرشحون المانشافت للقب.. فضلوا متابعة مباريات كأس العالم بين الأهل والأصدقاء

الخرطوم – أحمد محمد أحمد
أكد عدد من نجوم الكرة السودانية والمنتخب الوطني الأول لكرة القدم، أنهم يفضلون متابعة مباريات كأس العالم مع الأصدقاء المقربين وبين أفراد العائلة، موضحين أن التوقيت يحرمهم من مشاهدة المباريات التي تقام عند الرابعة فجراً بتوقيت الخرطوم..
كما بين اللاعبون أنه لابد من الاستفادة من دروس المونديال والتعلم من النجوم الكبار، وأوضح عمر بخيت كابتن الهلال في حديث لـ«البيان الرياضي»، أنه يحرص على متابعة المباريات مع مجموعة من الأصدقاء وزملائه بالفريق، وأوضح كابتن الهلال: أحرص دائما على مشاهدة مباريات المونديال حتى أستفيد .
وأتعلم منها، كاشفاً أنه قد لا يتمكن من مشاهدة المباراة النهائية لأنها ستقام فجراً وهو غير معتاد على السهر، وعن توقعاته للمنتخب الذي سيحرز اللقب، قال: أرى أن المنتخب الالماني أكد منذ فوزه الأول برباعية على البرتغال قوته، بالرغم من تعادله مع منتخب غانا في المباراة التالية، وهناك أيضا المنتخب البرازيلي الذي تحسن مستواه وظهر بصورة قوية أمام الكاميرون.
طقوس
من جانبه، أوضح أحمد الباشا كابتن المريخ، أن لديه طقوساً مختلفة في متابعة المونديال ويحرص على الاستعداد لها بشكل جيد ويمنحها اهتماماً كبيراً كأنه سيشارك في مباراة مهمة مع فريقه، مبيناً أنه يتابع كل المباريات باهتمام وسط عادة لا يستطيع الاستغناء عنها بشرب أكواب الشاي بصورة مستمرة، ورشح الباشا المنتخب الألماني «المانشافت» للفوز بالمونديال، وقال إنه المنتخب الأقرب لنيل البطولة.
كما أكد الطاهر حماد قائد فريق الأمل عطبرة قوة المنتخب الألماني ورشحه هو الأخر للقب، بالإضافة إلى المنتخب البرازيلي، بالرغم من أن المنتخب البرازيلي ليس في مستواه الطبيعي لكن إقامة المنافسات على أرضه يمكنها أن تمنحه دافعاً كبيراً من أجل حصد لقب كأس العالم للمرة السادسة، كما رشح الطاهر، المنتخب الهولندي للمنافسة على البطولة، خاصة وأن الطواحين ظهرت بمستوى متميز في مباريات الدور الأول.
أما صلاح الأمير قائد الخرطوم الوطني فلم يذهب بعيداً في ترشيحاته، حيث رشح هو الآخر المنتخب الألماني، مؤكداً أنه سيكون الأقرب للبطولة مع البرازيل وهولندا وكولومبيا.
وعن متابعته للمباريات قال الأمير: أفضل متابعة المباريات مع الأصدقاء في الحي أو زملائي من لاعبي الأندية الأخرى، مشيراً إلى أن علاقاته تمتد خارج أسوار ناديه مع أصدقائه من الأندية الأخرى، وأن معظم المباريات السابقة تابعها معهم، خاصة وأنه لا تواجهه أي مشكلة في متابعة كل المباريات لأنه متفرغ تماماً لكرة القدم التي يعشقها ولا يستطع الابتعاد عنها.
رسالة
على جانب آخر، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً رسالة ساخرة عن آخر استعدادات المنتخب الوطني بقيادة مدربه محمد عبد الله مازدا واللاعبين بقيادة كابتن الصقور هيثم مصطفى لنهائيات البرازيل، وتقول الرسالة التي وجدت رواجاً كبيراً وعلق عليها الآلاف عبر (الفيسبوك) وتم تبادلها عبر (واتس اب وفايبر) وتقول الرسالة:
في إطار استعدادات المنتخب السوداني لكأس العالم المقام بالبرازيل قام المدرب محمد عبد الله مازدا ولاعبو المنتخب بقيادة هيثم مصطفى بشراء كرت القناة المشفرة لمتابعة المباريات. وفي الرسالة سخرية واضحة من إمكانات المنتخب ومدربه مازدا الذي تعاقد معه اتحاد الكرة مؤخراً لمدة عامين، بأن المنتخب السوداني لن يشارك في كأس العالم إلا بالمشاهدة وشراء كارت فك تشفير القنوات.
مشاركة
وظل المنتخب السوداني بعيداً عن المشاركة في نهائيات كأس العالم منذ الاعتراف به رسميا وأداء أول مباراة دولية عام 1950، ولم ينافس صقور الجديان على بلوغ المحفل العالمي باستثناء مرة واحدة كان قريباً فيها من التأهل، لكن منتخب المغرب أبعده عن المونديال بفارق الأهداف ليشارك بدلاً عنه في نهائيات كأس العالم 1970 في المكسيك بفارق الأهداف، في تلك النسخة كانت القارة الإفريقية تنال مقعداً واحداً وفي ذات العام كان منتخب صقور الجديان قد حقق أضخم إنجاز له في تاريخه حتى الآن بفوزه بلقب بطولة الأمم الأفريقية.
وهو الإنجاز الذي لايزال مصدر فخر للجماهير وفي الوقت ذاته سبب حسرة على ضياع المجد الكروي بعد أن كان السودان أحد مؤسسي الاتحاد الافريقي لكرة القدم، وما يزيد من حسرة السودانيين أن جمهور كرة القدم لا يحلم بالمشاركة وظهور منتخبه في هذا المحفل العالمي بعد أن فقد الأمل في صعوبة تحقيق هذا الحلم وكل ما يتمناه الآن أن تتاح له فرصة المشاهدة عبر التلفزيون فقط.
وبالعودة لمونديال البرازيل، تتمثل المشاركة السودانية في المحفل العالمي بشخصية وحيدة ممثلة في سوار الذهب المعلق الكروي في قنوات بي ان سبورت، والذي يشكل حضوراً قوياً ويجد قبولاً كبيراً لدى الجماهير العربية التي تتفاعل معه ومع الخدمة التي يقدمها لمعجبي المستديرة، ووضح ذلك خلال قيامه بالتعليق على أحداث مباراة سويسرا والاكوادور بجانب لقاء ايران ونيجيريا، ويتفاعل المشاهدون مع سوار الذهب الذي أصبح مصدر فخر لكل سوداني بعد نجاحه الواضح في مجال التعليق.
الحدث العالمي وراء تراجع مبيعات الصحف الرياضية
تأثرت مبيعات الصحف الرياضية بشكل واضح منذ انطلاق مونديال البرازيل 2014 كما يحدث مع هذا الحدث كل 4 أعوام، لكن التأثير كان أكبر هذه المرة حيث تراجعت المبيعات بشكل كبير، لأن الجمهور يركز على المشاهدة أكثر من القراءة، ولعدم وجود أحداث محلية تجذب القراء إلى الصحف هذه الأيام مع توقف النشاط وتركيز الأندية على التدريبات استعداداً لمباريات الموسم المقبل، ومع تراجع المبيعات فإن كأس العالم أصبحت مناسبة سيئة لملاك الصحف دون أن يخفوا كراهية الحدث العالمي الذي يعود عليهم بالضرر المادي.
والذي يمتد ليشمل أصحاب المطابع أيضاً لأن الصحف تقوم بتقليص كمية المطبوع منها، وتصدر الخرطوم 9 صحف رياضية يوميا من بينها صحيفة سوكر المتخصصة في الأحداث العالمية فقط وهي الصحيفة الوحيدة التي تحظى بالإقبال خلال نشاط كأس العالم، بينما بقية الصحف تعتبر ان هذه الفترة للخسارة المادية والكساد الذي يصيبها ويجعلها تعاني ماديا في هذه الفترة الصعبة لملاكها.
وجبات
استفادت الحكومة السودانية وأصحاب المقاهي المنتشرة في الخرطوم من مونديال البرازيل الحالي بصورة واضحة، خاصة وأن الحدث العالمي صرف أنظار الجماهير وشغلهم عن الحديث في السياسة والوضع الاقتصادي المتراجع الذي تعيشه البلاد، بينما ارتفع الإيراد اليومي لأصحاب المقاهي جراء تدافع الجماهير لمتابعة المباريات مع الكثير من الوجبات والمشروبات، كما استفاد أصحاب الأندية الصغرى والتي جعلوها أندية لمشاهدة المباريات يدفع مقابلها المواطن حسب المكان والخدمة.
تراجع
ولأن الشعب السوداني يهوى الحديث عن السياسة والتعليق على قرارات الحكومة والشكوى من تراجع الأوضاع الاقتصادية، فإن كأس العالم كانت مناسبة سعيدة للحكومة، بعد أن صمت الشعب عنها وركز على مشاهدة المباريات والاستمتاع بها مساء والحديث عنها نهاراً، ما شجع حكومة ولاية الخرطوم على كسب ود المواطنين بتوفير شاشات عرض للمباريات في الأماكن العامة.
وحتى الآن تم توفير 20 شاشة عرض في الساحات والأماكن العامة المفتوحة، بطريقة جعلت المعارضين يتهمون الحكومة بمحاولة إلهاء الشعب عن الأوضاع الاقتصادية المتردية، مع اشادة من الكثيرين بالخطوة، وإن كان هناك من يصف كأس العالم بأنها (بنج) سيخدر الجمهور مؤقتا وبعد نهايتها سيفيق من جديد ليعود مرة أخرى للحديث عن سوء الأحوال وتراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار والكثير من القضايا والمواضيع التي تخشى الأنظمة الحاكمة الحديث عنها.
جمهور
أجمل ما لفت أنظار جماهير الكرة السودانية في المونديال حتى الآن، الخطوة الرائعة التي أقدم عليها الجمهور الياباني عقب مباراته الأولى أمام كوت ديفوار والتي انتهت لمصلحة الأخير 2/1 عندما قام اليابانيون عقب نهاية المباراة بنظافة الإستاد، وهي الخطوة التي اهتم بها العالم جميعا واعتبرها درسا في التعامل الحضاري والأخلاقي.
وكان الجمهور السوداني مهتماً بهذا الدرس الذي كان محل تعليق واهتمام عبر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، بإجراء مقارنة بين ما فعله الجمهور الياباني وبين ما يقوم به بعض أنصار ناديي القمة الهلال والمريخ في المباريات التي تجمع الفريقين من تحطيم لمقاعد الاستاد وتدمير المرافق العامة، بالإضافة إلى تناول المأكولات والمشروبات داخل المدرج، وحرص الكثيرون على نشر صور بعض الجماهير السودانية.
وهي تحطم المقاعد وتحملها معها عقب المباريات مع مقارنتها بصور الجمهور الياباني أثناء نظافته للاستاد، وشدد الإعلام على أهمية الاستفادة من الخطوة التي أقدم عليها الجمهور الياباني رغم أن فريقه خرج خاسرا، وأكد كتاب أعمدة الرأي ضرورة تقليد هذه المبادرات الإيجابية التي تدعم النظافة وتكشف عن رقي الشعوب.
مقلب ساخن لمتابعي المونديال
أوقفت الإدارة القانونية لقناة بي ان سبورت الناقل الحصري للمونديال بث قناة الخرطوم الدولية لمباريات كأس العالم محلياً بعد أن قدمت القناة هذه الخدمة مقابل رسوم شهرية قدرها 280 ألف جنيه، ما يعادل 30 دولاراً، ليشرب الملايين المقلب من الذين لم يتمكنوا من مشاهدة المباريات وقام المشتركون بوقفة احتجاجية أمام مباني القناة السودانية وهددوا بمقاضاتها بعد أن تحصلت على الرسوم وتوقفت عن نقل مباريات المونديال.
وتبث قناة الخرطوم عبر شاشتها عدداً من القنوات المشفرة من بينها باقة بي ان سبورت مقابل رسوم شهرية لا تتجاوز 10 دولارات، ثم قامت بزيادة الرسوم إلى 30 دولارا مقابل نقل كأس العالم، وأغرى هذا العرض المشاهدين الذين تسابقوا على دفع الرسوم لمتابعة المباريات وبالفعل نقلت القناة السودانية العديد من المباريات السابقة، لكن القناة المالكة لحقوق البث اعتبرت ذلك استيلاء لحقها الحصري ورفضت للقناة المحلية بث مباريات كأس العالم، دون أن تستجيب لقرار الرفض حيث قامت ببث المباريات الثلاثاء الماضي، ما جعل القناة القطرية تقدم عبر مكتبها القانوني في الخرطوم إنذارا قانونيا بإيقاف البث.
وحسب المصادر الموثوقة فإن وزارة الإعلام تدخلت في القضية بعدما لمست تعنتاً من قناة الخرطوم في تنفيذ القرار وتدخلت حسب سلطتها واتفقت مع القناة على إيقاف البث والذي تم تنفيذه بشكل رسمي، بعد ان جلس المشاهدون أمام التلفزيون في انتظار البث دون أن يأتي، ما شكل صدمة كبيرة لملايين المشاهدين في ولاية الخرطوم.
البيان