أن تختار الانفصال.!

يبدو أنَّ تجربة انفصال جنوب السودان التي مكنت إقامة دولة فاشلة جديدة سوف تظل نموذجاً في الحماقة الوطنية، بل وتحولت إلى مثال صارخ يُشار إليه بعين الاعتبار.

تابع العالم باهتمام وقلق إجراءات استفتاء إقليم كردستان ? العراق، وقادت عدد من الدول على رأسها الحكومة المركزية في بغداد ما يشبه الحملة ضد هذا الإجراء، فلم يدعم استفتاء كردستان أحد.. الخلاصة أنَّ الأمر برمته تم تعليقه، على أن يبدأ حوار سياسي بين أربيل عاصمة الإقليم وبغداد العاصمة المركزية.

وليس بعيداً.. إقليم كتالونيا، أجرى استفتاءً على استقلاله عن اسبانيا، جدل متطاول، دستوري وسياسي، انتهى إلى أن ألغت المحكمة الدستورية العليا في اسبانيا قانون الاستفتاء لمخالفته الدستور.

قبيل استفتاء اسكتلندا الذي جرى في عام 2014م، طرحت الأحزاب الرئيسية في بريطانيا مبادرة لإغراء الاسكتلنديين لاختيار الوحدة، أبرزها منح البرلمان الاسكتلندي صلاحيات أوسع، قبل كل ذلك، استطاع المسؤولون البريطانيون على مدى سنوات استخدام الاقتصاد عاملاً أساسياً لترجيح كفة الوحدة.

فكانت نتائج الاستفتاء أقرب لانقسام في الناخبين، حيث صوت نحو 55 بالمائة لصالح الوحدة مع المملكة المتحدة، مقابل 45 بالمائة اختاروا الانفصال.

في عام 2011م كان مواطنو جنوب السودان يختارون الانفصال بنسبة 99% وسبق هذه النتائج التاريخية خطاب سياسي يحرض على اختيار الانفصال بالدرجة القصوى.. فقد سيطر الانفصاليون والعنصريون على المشهد السياسي وتحولت المنابر إلى راعٍ شامل لخطابات الكراهية المنفرة.

كان عتاة الاقتصاديين يروجون لاقتصاد شمالي مرفه بعد انفصال جنوب السودان، كانوا يرسمون لوحة خيالية للأوضاع بعد الانفصال.. رغم أنَّ العالم كله يعلم أنَّ اقتصاد الشمال سوف يقع أرضاً بعد ذهاب النفط جنوباً.

المتاجرون بالشريعة كانوا يبشرون عبر منابرهم أنَّ السودان سوف يصبح مسلماً بالأغلبية الساحقة.. كنا في الشمال ندفع الجنوب دفعاً إلى إعلان دولته كنا ننقاد إلى حتفنا بأفعال الحمقى.

بل كان خطاب الكراهية مستشرياً حتى في أقوال من يعتقدون أنَّهم يروجون للوحدة.. لا تزال تصريحات كمال عبيد ?ذات الحقنة? حاضرة في الأذهان، حيث حرم على الجنوبيين حق الحصول على حقنة إذا ما اختاروا الانفصال.

النتيجة أن استأسدت نخبة الخرطوم بـ?شريعتها? واستأسدت نخبة الجنوب بنفطها، والنتيجة الآن معلومة للجميع.

تجربة انفصال جنوب السودان وما ترتب على السودان أولاً قبل جنوبه الوليد، سوف تظل نموذجاً مهماً ليس فقط للسودانيين شمالهم وجنوبهم.. بل لكل العالم.

التيار

تعليق واحد

  1. ومع ذلك، يدعم حزب الأمة حق تقرير المصير لجبال النوبة!!!.

    متى يرشد الصادق المهدي وقد تجاوز الثمانية عقود؟!

  2. ومع ذلك، يدعم حزب الأمة حق تقرير المصير لجبال النوبة!!!.

    متى يرشد الصادق المهدي وقد تجاوز الثمانية عقود؟!

  3. بريطانيا دولة ديموقراطية واسبانيا كذلك اتفقت جميع اجزاء اسبانيا بعد حكم الديكتاتور فرانكو على دستور وقانون يمنح صلاحيات واسعة للحكم الذاتى ويمنع الانفصال بموجب المادة 155 من الدستور فى ظل الحرية والديموقراطية اما فى دول العهر والدعارة السياسية باسم الشيوعية او الاشتراكية او الاسلاموية وغياب الحرية والديموقراطية ودولة المواطنة وسيادة حكم القانون والمحاسبة والشفافية الخ الخ فلا بد ان يحصل الانفصال العدائى وتكون دول الانفصال فاشلة اذا حكمت بالديكتاتورية والقبلية الخ الخ كما حدث فى دولة جنوب السودان كمثال!!!
    كسرة:الف مليون ترليون تفووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على اى حكم ديكتاتورى عسكرى او مدنى عقائدى عطل التطور الديموقراطى فى السودان اخ تفووووووووووووووووووووووووووووووووووو على العهر والدعارة السياسية خاصة بتاعة الحركة الاسلاموية السودانية بت الكلب وبت الحرام!!!

  4. بريطانيا دولة ديموقراطية واسبانيا كذلك اتفقت جميع اجزاء اسبانيا بعد حكم الديكتاتور فرانكو على دستور وقانون يمنح صلاحيات واسعة للحكم الذاتى ويمنع الانفصال بموجب المادة 155 من الدستور فى ظل الحرية والديموقراطية اما فى دول العهر والدعارة السياسية باسم الشيوعية او الاشتراكية او الاسلاموية وغياب الحرية والديموقراطية ودولة المواطنة وسيادة حكم القانون والمحاسبة والشفافية الخ الخ فلا بد ان يحصل الانفصال العدائى وتكون دول الانفصال فاشلة اذا حكمت بالديكتاتورية والقبلية الخ الخ كما حدث فى دولة جنوب السودان كمثال!!!
    كسرة:الف مليون ترليون تفووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على اى حكم ديكتاتورى عسكرى او مدنى عقائدى عطل التطور الديموقراطى فى السودان اخ تفووووووووووووووووووووووووووووووووووو على العهر والدعارة السياسية خاصة بتاعة الحركة الاسلاموية السودانية بت الكلب وبت الحرام!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..