مؤتمر الاعلام: خبراء وطنيون- خبراء أجانب !

ابتدعت الإنقاذ نظاما للاستفادة من الخبرات الوطنية من داخل البلاد او من الخارج ،عملٌ طيب لا شك في ذلك ،ولكنه للاسف لم يخدم البلاد واقتصادها بل زاد من الغبن والمظالم – حيث رأينا خبراء ,لاشئ لديهم ليقدموه! بل يمكن القول وبدرجة كبيرة من المصداقية بأن بعضهم حتي بعد قضاء خمسة أعوام و عشرة أعوام في وظيفته المهيبة لا يستطيع أن يُقدم ورقةً مفيدة عن المؤسسة أو حتي تجربته الشخصية في تلك المؤسسة ، دعك من تقييم علمي أو موضوعي !و يا لهم من خبراء ! في القرن الإفريقي أو في الإستراتيجية أو في الإعلام ! وفقاً لكل حالة و لكلٍ لبوسها !
بعض الخبراء في الإعلام لم نسمع عنهم في منافيهم الجميلة إلا بعد إنقضاء سنوات و نسمع بهم مجدداً منقولين لعاصمة أخري ! هذا عن خبرائنا الوطنيين أما الخبراء الأجانب فقد إستمعتُ بالصدفة في إحدي إذاعات الفكة عن مجموعة من هؤلاء و أولئك الخبراء و هم يتداولون حول مؤتمر الإعلام الأخير و أعجب به من مؤتمر ! المضيف و لعله بدرجة خبير وطني يحاور فرحاً الخبراء الأجانب و هم من دولة مجاورة و ينبري الخبير الأجنبي و يقول “بأنه توجد فوضي في السماء و فوضي في الأرض- في السماء هنالك أقمار صناعية و قنوات فضائية و إذاعات و أخذ يطنبُ في الشرح و التوضيح ليقول ” الأقمار الصناعية عبارة عن ناتشورال ريصورصيص!natural resources! لا توجد قوانين لتنظيمها ” !و ينبري له خبير أجنبي ليصحح حديثه و يخبره بأنه توجد قوانين لتنظيم العمل كما توجد مؤسسة عالمية لهذا الغرض! أما خبرائنا الوطنيون فهم لا يملكون شيئاً و لكنهم فرحين! أقمارٌ صناعية ، تبقي موارد طبيعية ؟ و لعل خبيرنا هذا قد جاء بدعوة من تلميذ له أو أحد الممتحنين له من خبرائنا الوطنيين كنوع من رد الجميل و لتقديم شئ من الإمتنان أو لتأكيد أهميته في هذا البلد الذي تمت إستباحته بالكامل !و ليؤكد ذلك أضاف “وضعناك في لجنة الصياغة عشان بعدين ما تقولوا….” و يضحك …!يا لهم من صبية عفاريت !
من المدهش ومع وجود شبكة الإنترنيت يقع كثير من الناس في أخطاء غريبة من شاكلة ما وقع فيه هذا الخبير !
الفضاء الخارجي تحكم إستخداماته قوانين كثيرة تزيد عن الخمسة عشر ? منها قانون لتسجيل الأجسام الفضائية ?حيث يوضح المسار و نوعية الوقود و مجال الإستخدام و غير ذلك من معلومات مهمة.و يدعو الدولة المالكة لإخطار دول العالم حول مستقبل ذلك القمر أو المركبة و فترة إنتهاء الصلاحية و أية مشاكل قد تطرأ ?مثل مواقع سقوطه المحتملة إذا ما تعرض للفشل .
مع وجود قانون لتحديد المسئولية و كافة المخاطر مع إلزام الدول المالكة لتدريب الدول الأخري و تمليكها المنتجات أو الخدمات بأسعار معقولة. و هنا نري حكمة السياسات الأمريكية حيث سعت الحكومة الأمريكية لتدريب عدد كبير من الفنيين و المهندسين من كافة دول العالم بواسطة المعونة الأمريكية و خبرائها علي تكنولوجيا الإستشعار عن بعد و ذلك لضمان إستمرار التكنولوجيا و لضمان عدد كافٍ من الزبائن و ذات السياسة سعت لإرضائهم بتقديم الصور و المريئات بشكل مستمر و أحياناً مجاناً و بذلك نجح مشروع الأقمار الصناعية الأمريكية المعروفة بلاندساتLandsat و ما زال يعمل إلي اليوم منذ عام 1972م و قد وصلت أعداد أقماره 8.وتصمم الأقمار الصناعية لتعمر لعامين أو أكثر قليلاً و لكن كثيراً منها عمر لآجال طويلة بالترشيد و تشغيلها عند اللزوم.
بعض النظم بها عدد كبير من الأقمار الصناعية مثل نظام تحديد المواقع المعروف بالجي بي إس و نظام للإتصالات الفضائة لديه حوالي 65 قمر صناعي ? منها 5 أقمار كإحتياطي !
وقد ورد إلي ذهني عادل إمام و أستدركتُ بأن عادا إمام لن تخطر علي باله مثل عبارات الخبير الأجنبي بتاع الإعلام ?الأقمار الصناعية موارد طبيعية يعني زي غابات الأمازون أو مراعي البطانة و يا له من خبير!
أيضاً يوجد للأمم المتحدة مكتب لشؤون الفضاء بنيويورك حيث يهتم بالإتفاقيات الدولية و التدريب و أية مبادرات عالمية لخدمة الدول الأعضاء.
أما الإعلام فهو لا يحتاج لمؤتمر و متطلباته معروفة ? الحرية مع وجود سياسات رشيدة تضمن حسن سير الآداء و ترشيد الموارد.سياسات لكل مؤسسة و صحيفة و للوزارة .
أما الدولة فهي تقدم الدعم و المساندة و الريادة بما لها من قدرات لخدمة المجتمع . الإعلام يمكن أن يخدم البلاد بشكل كبير لو توفرت الحرية و الشفافية .

إسماعيل آدم محمد زين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هناك جامعة بلجيكية استحدثت ماجستير “الأول من نوعه فى العالم ” عن قانون الفضاء واستخداماته قبل سنوات (للأسف لا استحضر اسم الجامعة) ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..