أخبار السودان

تم التوقيع عليها اليوم.. المصفوفة المحدثة .. هل تنهي جدل سلام جوبا؟!

 

تقرير: الراكوبة

بينما الترتيبات داخل قاعة الحرية بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان تجري على قدم وساق ايذانا ببدء الاحتفال بمناسبة التوقيع على المصفوفة المحدثة لاتفاق جوبا لسلام السودان صبيحة اليوم؛ كانت التساولات تترأ وبشدة حول إمكانية وضع المصفوفة حد للصراعات القائمة داخل المناطق المشتعلة بالبلاد؛ وماهي آليات تنفيذها وما الذي يمكن ان تطرأه على الاتفاق عقب تحديد آجال جديدة؟

تذليل العقبات

للمرة الأولى منذ نحو ثلاثة اعوام يتم النظر في اتفاقية سلام جوبا الموقعة بين الحكومة السودانية والفصائل  المسلحة وبقية المكونات الأخرى في العام ٢٠٢٠ بشكل جدي ورسمي رغم سيل الانتقادات التي لاحقت الاتفاقية وقصورها في إنزال السلام خلال الفترة الماضية؛ قبل أن تصبح اي _ الاتفاقية _  إحدى القضايا الخمس المرجأ النظر فيها والتشاور حولها عقب التوقيع على الاتفاق الاطاري.
وفيما يرى كثير من المتابعين أن المصفوفة المحدثة لن تكون سوى حل جزئي لما تواجهه الاتفاقية من مشكلات وتحديات؛ قالت لجنة وساطة اتفاق جوبا في بيان لها أمس الأول انه تم تقييم تنفيذ الاتفاق والوقوف على أوجه القصور في تنفيذه وتذليل العقبات والتحديات وإنشاء آليات للمتابعة والمراقبة والتقييم لضمان التنفيذ بالكفاءة المطلوبة، لارساء دعائم السلام والاستقرار في السودان.

(خانة اليك)

في مقابل ذلك ينظر مراقبين إلى ان المصفوفة المحدثة ستكون الاوفر حظا؛ لكن شريطة تم تجاوز التنازع السياسي الحالي وذلك بانضمام الرافضين لركب الاتفاق الإطاري حتى يتأتي تشكيل المفوضيات واليات التنفيذ للمصفوفة بشكلها الجديد في ظل وجود حكومة مدنية.
وظلت قضية اتفاق جوبا منذ توقيعها محل استهجان الكثيرين في ظل استمرار اندلاع الحرب وارتفاع صوت البندقية في إقليم دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان الامر الذي جعلها تقبع في (خانة إليك).
ومع اشتعال الوضع في المناطق المعنية بإنزال السلام تعالت الأصوات بضرورة مراجعة اتفاق جوبا للسلام؛ في وقت اعتبر فيه الموقعون ان الاتفاقية خط أحمر لا يمكن المساس به.

رفض

وتعتبر قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ان قضية السلام قضية محورية لم يتحقق منها سوى قسمة السلطة الامر الذي يتوجب عليه مراجعة الاتفاقية مع مراعاة مكتسبات الأقاليم دون ضياع أي حق دستوري.
لكن في مقابل ذلك اعتبرت بعض الفصائل المسلحة وبقية المكونات الأخرى الموقعة على اتفاق جوبا ان وضع قضية السلام ضمن القضايا المعقدة محل التشاور عقب التوقيع على الإطاري وكاحد مطلوبات الاتفاق النهائي هي محاولة من الحرية والتغيير المجلس المركزي لالغائها وهو ما جعل هذه الفصائل ترفض المشاركة ضمن ورش التقييم التي أقيمت بالخرطوم الأسبوعين الماضيين.
وياتي رفض الموقعون على السلام المشاركة في ورش تقييم الاتفاق بالإضافة إلى رفضهم الاتفاق الإطاري ايضا اجتجاحا على ان مجموعة الحرية والتغيير ليست هي المخول لها مراجعة اتفاقية السلام.

امر إيجابي

وعلى الرغم من حالة التباينات والخلاف بين قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وبعض الفصائل المسلحة حول قضية اتفاق سلام جوبا؛ الا ان القضية الجوهورية تظل قائمة حول إمكانية المصفوفة المحدثة وضع حد للصراعات القائمة في مختلف مناطق النزاعات؟ .
خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز البحوث الاستراتيجية اللواء د. أمين اسماعيل مجذوب يرى في حديثه ل “الراكوبة” أن وضع مصفوفة محدثة من شأنه أن يكون أمرا ايجابيا حال تم تشكيل قوة حماية للمدنيين يمكن ان تمنع كل الصراعات القلبية المسلحة في الولايات على اعتبار ان دخول القوات المسلحة والشرطة والدعم السريع والحركات يعطي قوة فيها نوع من التمثيل الجهوي والعرقية يمنع نوع من الانحياز الذي كان يحدث في المرات السابقة.
واكد في الوقت نفسه ان آليات تنفيذ المصفوفة المحدثة ستكمن في لجان عليا مشتركة ممثلة في المجلس الأعلى للسلام ومفوضية السلام وشركاء السودان
وتابع: نتوقع ان تكون هناك جدية وتنازلات واحساس بالازمة الحالية حتى يخرج الوطن معافى من هذه الازمة.

جهد المقل

إلى جانب ذلك يرى استاذ شعبة العلوم السياسية بجامعة بحري د. عمر عبدالعزيز ان المصفوفة المحدثة لن تحل سوى ٢٥ ٪من تعقيدات اتفاق سلام جوبا مؤكدا في حديثه ل “الراكوبة” أن الاتفاق لن يتنزل الا بتشكيل حكومة مدنية تسعى لجلب تمويل للاتفاق؛ مشيرا إلى أنه في حالة عدم الاستقرار السياسي فلن تقوم بأحداث اختراق كبير.
ووصف في الوقت نفسه المصفوفة بجهد المقل واعتبرها الحد الأدنى لكنها ليست منصة الانطلاق الرئيسية بحد تعبيره
وقال عبد العزيز ان السلام يتمثل في ثلاثة مراحل في أولها صناعة السلام وهو ما تم من توقيع على الاتفاق بين الأطراف المتحاربة تليها مرحلة حفظ السلام وهي المرحلة التي تحتاج إلى تدخل طرف ثالث مستشهدا بما يحدث في منطقة ابيي؛ ثم مرحلة بناء السلام وهي التي يتم عبرها تنزيل السلام على أرض الواقع؛ مؤكدا ان اتفاقية سلام جوبا تواجه بجانب عقبة التمويل تعقيدات الصراع الذي لم يزل قائما.
وتابع: هناك حركات قامت بالتوقيع على الاتفاق واخرى لم توقع والحكومة لا زالت في حالة حرب بوجود حركة متمردة لا تريد توقيع اتفاقية وهذا معناه ان الاستعداد العسكري والصرف على القطاع الامني لا يزال موجود..
واضاف: السودان الان يمر بثلاثة مراحل متداخلة هناك حركات متمردة خارجة عن القانون وهناك مرحلة حفظ السلام في ابيي التي تواجه بعض الاشتباكات؛ بالإضافة إلى الموقعين على اتفاق سلام جوبا الذين وصلوا مرحلة بناء السلام وهذا التداخل لديه تبعات كثيرة جدا على الارض
وأتم: بجانب ذلك يجب التعامل بحكمة مع التعقيدات التى ظهرت بخصوص مسار شرق السودان لتكون اتفاقية جوبا نواة جيدة نحو بناء السلام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..