مقالات وآراء

بلاغ مفتوح لشركة ترحال السودانية

عبدالماجد موسى

منذ دخول شركة ترحال سوق النقل الجائع ابداً في العاصمة السودانية الخرطوم قبل اربعة أعوام تقريبا والخدمة في تدهور مستمر عما بدأت به وتلك ظاهرة تكاد تكون متطابقة في كل مشروع سوداني كبيرا كان أم صغيرا مطعما كان أو صالون حلاقة ست شاي أو بائع خضار فما أن يجد صاحب المشروع أو المحل تهافت الناس عليه او على الخدمة التي يقدمها حتى ترى التراخي الواضح والإهمال العفوي والمتعمد احيانا عما كان في البداية وبالتالي انخفاض الجودة التي بدا بها صاحب المشروع او الشركة وترحال ليست استثناء على كل حال.

فقد بدأت ترحال تقدم خدمتها بأسلوب راق للزبائن واشاد بها وبخدمتها الكثيرون وكان السائق يخرج مرحبا بك ويعاونك في حمل الحقائب مبتسما إن دعا الأمر وما أن تدخل السيارة حتى تجدها نظيفة ولامعة والمكيف يعمل بكفاءة عاليه وأنت في داخل السيارة تنعزل عن الضوضاء وتكشيرة الشمس في الخارج بصورة مرضية تماما والأسعار معقولة وفي متناول الأيدي بصورة كبيرة والتي تذكرني بنفس خدمات ( أوبر ) في لندن وبقية عواصم العالم الغربي مع الفوارق البسيطة مع خدمة ترحال.

والهدف الرئيس من هذه الخدمة ( ترحال & أوبر ) هو أن يجد الزبون أو الراكب الراحة التامة داخل السيارة والمعاملة الراقية من السائق مع إحترام خصوصيته فالشركة تتحمل كافة الأخطاء القانونية والاخلاقية في حالة حدوث أمر ما لهذا الراكب أوذاك .
مثلا :

** تحرش السائق بالراكب
** المعاملة الغير لائقة من السائق قولا او فعلا
** ضياع متعلقات الراكب أو نسيانها في السيارة
** وأهم شيء هو مستوى الأمان داخل السيارة وذلك عن طريق تتبع حركة السير أون لاين

فمنذ أن بدأت أوبر خدماتها في الغرب أو في لندن تحديدا لا زالت محافظة على جودتها بصورة ممتازة بل دائما ما تسعى للمواكبة والتطور وليس العكس. أما الأخت ترحال السودانية فقد وقعت في لعنة الهرولة خلف جني الأرباح مع الانخفاض الحاد في الخدمة المقدمة من بعض أصحاب السيارات في الشركة .

فقد تخلى الكثير منهم عن الإستقبال الجيد حتى أن بعض السائقين لا يخرج من سيارته لمعاونتك في رفع حقائبك وبعض السيارات جهاز التكييف فيها متعطل تماما وبعض السيارة يعلوها الغبار في الداخل وبعضها تجد صعوبة في الجلوس لضيقها وعندما تترجل من السيارة يطلب منك السائق أن تفتح الباب من الخارج لزوجتك لأنه لا يعمل من الداخل أي ان هناك إهمالا سودانيا حقيقيا في خدمة الشركة.

ولكن ما دعاني لإطلاق هذه الصافرة هو ما حدث لنا عندما طلبت زوجتي الخدمة كالعادة وبعد أن عرف السائق عنواننا وعنوان أو الجهة المقصودة وسعر الرحلة أخبرها أنه في الطريق إلينا وطلب منها أن تلغي طلب الرحلة ففعلت بكل بساطة وكأن الأمر عادي !
فسألتها لم طلب منك إلغاء الطلب؟
فقالت هذه ليست المرة الأولى يفعل سائقو ترحال ذلك عندها أجبت بأن هؤلاء السائقين ربما لا يريدون أن يدفعوا نصيب الشركة في الخدمة المقدمة لهم وهذا إجرام بكل معنى الكلمة في حق الشركة ولكن الخطأ هنا في اعتقادي يرجع للشركة التي تركت ثغرة بسيطة كهذه يمكن تلافيها كما تفعل شركة أوبر في لندن مثلا وهي يجب أن يكون التعامل مباشر بين الراكب والشركة عند دفع قيمة الرحلة أي أنك تدفع مباشرة من حسابك البنكي إلى رقم حساب الشركة البنكي أو أي تحويل آخر إن وُجد وعندها فقط لا يستطيع السائق التلاعب في هذه المساحة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يجب أن تنبه الشركة عملائها في حالة طلب السائق إلغاء الرحلة يجب أن تلغيها حقيقة وتطلب منه ألا يأتي إليك حفاظاً على سلامتك وسلامة أسرتك فلا قدر الله إذا حدث أي شيء غير متوقع من ذلك السائق فلن تجد سندا قانونيا من الشركة لأنك أسقطت حقك القانوني بسذاجة أو جهل او تطييب خاطر او مجاملة او براءة او عفوية أو طيبة او سمه كما شئت.

والشيء الأخير هو أنني لاحظت أن بعضا من سائقي ترحال يقدمون حلوى أو يعطرون السيارة فهذا أيضا شيء خطير فما الضمان أن تلك الحلوى أو ذاك العطر ليس مُخِدراً مثلاً ؟

عبدالماجد موسى
الخرطوم
٢٠٢٠/٨/١٥
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. لك التحية
    هذا ما يجب على اصحاب السلطة الرابعة القيم به ..
    الاهتمام بامر المواطن اليومي له شأن عظيم في حياته

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..