قال رئيس الجبهة الشعبية المتحدة الأمين داؤود بأن الإعلانات السياسية التي طرحت خلال الفترة الماضية غير كافية لحل الأزمة السودانية.
وأبان خلال مقابلة مع (الإنتباهة) ان الجبهة الثورية مضت على ذات نهج مجموعة المجلس المركزي وكررت نسختها عبر ما طرحته من إعلان سياسي وتوقع داؤود تشكيل حكومة قريباً وذلك لوجود روح توافقية وهدوء نسبي على حد تعبيره ، الأمين طاف معنا على قضايا الراهن السياسي خاصة ملف السلام ومسار الشرق مقدماً إجابات قوية.
*بدايةً كيف تقرأ الإعلان السياسي لـ الجبهة الثورية والذي تم الإعلان عنه الإثنين الماضي ؟
-الجبهة الثورية مضت على ذات نهج مجموعة المجلس المركزي وكررت نسختها عبر رؤية لا تحمل توافق كل الشعب السوداني وعموماً لا يمكن بأي حال من الأحوال تكرار الماضي كما لي تعليق على أن الإعلان السياسي حدد الجهات التي تقوم بتشكيل الحكومة عبر محوري إعلان الحرية والتغيير وأطراف السلام والجبهة الثورية فيما حلت القوى السياسية الأخرى بالمرحلة الثانية ، وهو ما يعمق الأزمة لأني أرى إقصاء أي مكونات سياسية عدا المؤتمر الوطني يعيد إنتاج الأزمة ولن تحظى بقبول وفي نظري أن كل الأطروحات التي قدمت لإيجاد مخرج أو حل يجب دمجها عبر رؤية وطنية واحدة ولكن لا يمكن أيضاً أن تحدد من الطرف الرئيسي للحل لأن الشعب السوداني لم يفوض أية جهة ثم أنه ليس هنالك جبهة ثورية بعد اتفاق السلام حيث بالإمكان أن نسميها أطراف نداء السلام والثورية كانت تسمى قبل 2019م ، حتى (المنفستو) الحالي لها يختلف عما كانت عليه سابقاً حينما اجتمعت لاسقاط النظام ولكن الآن هنالك مجموعة صغيرة سميت نفسها الجبهة الثورية وغير قادرة على بلورة رؤية وموقفها غير واضح حيث أنها بعد الخامس والعشرين من أكتوبر لا هي موجودة مع المركزي ولا بالتوافق الوطني وتمضي على نهج جديد بتسمية ما حدث بأكتوبر بالاستيلاء على السلطة.
*كيف ذلك و الهادي إدريس وعقار وحجر أعضاء بالمجلس السيادي ؟
-(دي المغالطات ذاتا) .. الإخوة أطراف السلام الأخرى سواءً الهادي أو الطاهر حجر عليها أن يوضحا رؤيتهما بشكل واضح وصريح حتى الوصول للتوافق.
*أنتم مع أي جهة فيما يخص الإعلانات السياسية التي طرحت ؟
-نحن مشاركون مع مجموعة التوافق الوطني والذي أصبح قوى إعلان الحرية والتغيير مجموعة التوافق.
*كيف تقيم الإعلان السياسي لمجموعة التوافق الوطني ؟
-الإعلان السياسي للتوافق الوطني أو الإعلانات الأخرى غير كافية لتشكيل الحكومة ولكن رؤيتنا واحدة ننتظر باقي المبادرات الأخرى سواءً كانت مبادرة شيخ الطيب الجد أو غيرها ثم تشكيل آلية وطنية لمراجعة هذه المبادرات.
*توحيد المبادرات بوثيقة واحدة تجد رفض المركزي والذي يعد أحد أركان الأزمة السياسية ؟
-المركزي غير رافض لأية مبادرة وفي حوارات مستمرة مع العسكر ولكن السياسيين السودانيين خصوصاً قيادات المركزي من المفترض أن يكون لديهم الشجاعة لمخاطبة الشارع .. (ما ممكن تحاور العسكر وتجيش الشارع ضدو ) وترفض استيعاب القوى الأخرى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وحتى الفئات الاجتماعية ويجب اصطحاب رؤى وأطروحات القبائل والطرق الصوفية التي أضحت فاعلة و لديها دور كبير للخروج من الأزمة مروراً بتشكيل حكومة.
* الثورية طرحت إعلاناً سياسياً يتضمن (39) شهراً للانتقالية وجد تبايناً بالرؤى وموجة انتقادات واصفة المدة المطروحة بإعلانهم بالطويلة ؟
– الكثيرون لم يجمعوا عليها وفي تقديري أن الفترة الانتقالية يجب أن لا تتجاوز العامين بأي حال من الأحوال ومهامها الانتقالية تحسين معاش الناس والذهاب إلى انتخابات مباشرة وتكوين مفوضية الانتخابات.
*كثر الحديث عن تأخر الحكومة متي تتوقع تشكيلها ؟
-أتوقع تشكيل الحكومة قريباً وذلك لوجود روح توافقية وهدوء نسبي بالوطن حتى الآلية الثلاثية متواصلة مع الجميع وتواصلت مع مبادرة شيخ بدر وهذا حديث طيب وأمس الأول كانوا مع الثورية وأتوقع أن يتم الوصول لحل في غضون سبتمبر.
*كيف تقيم إنفاذ مطلوبات سلام جوبا بشكل عام ؟
-إنفاذ المطلوبات شيء مطلوب خاصةً وأن السودان يمر بأزمة سياسية حادة واقتصادية وهو انعكس بشكل سلبي على الاتفاق الذي يسير بوتيرة ضعيفة وهذا لا يعني أن يحدث توافق وطني كبير بالالتزام التام لاستحقاقات السلام.
*كم تقدر نسبة ما أنجز بسلام جوبا ؟
ــ ضعيف جداً.
*مسار الشرق ظل أحد الاتفاقيات التي أثارت مشاكل ولم تجد وفاقا الأمر الذي قاد إلى تجميده ؟
-المسار الآن مجمد ولم ير النور في أي شيء وأعتقد أن أولى الأولويات بالوقت الحالي ترتيبات لتهيئة وتفاهمات قادمة تخضع لتوافق أهل المصلحة ونحن كسودانيين هذا ليس أول اتفاق هنالك اتفاقيات كثر ولابد أن ينفذ اتفاق شرق السودان بالتوافق الذي يجمع الجميع.
*كيف ينفذ وهو محل رفض وقاد إلى شقاق بالشرق ؟
-الآن ليس هناك رفض تام ومن يرفضونه هم مجموعة أصبحت شبيهة بالمجلس المركزي و في تقديري وحتى الرافضين قبل فترة جلسوا معنا في الإعلان السياسي لمجموعة التوافق الوطني ووقعوا ولم يرد رفضهم للاتفاقية.
*ولكن تواترت حينها أنباء عن انسحاب الشرق من الإعلان السياسي ؟
-انسحبوا للتوافق ثم عادوا.
*الشرق يعد هاجساً للمركز وأزماته متفاقمة ما هي الحلول من وجهة نظرك ؟
– 75% من أزمة الشرق لإقصاء من المركز الحاكم بالخرطوم ومن لديهم مصلحة بعدم الاستقرار لشرق البلاد لنهب موارد الإقليم وأعتقد بأن ما حدث طيلة الثلاث سنوات الماضية هو صراعات بين المكون المدني والعسكري وكان ميدانها بشرق البلاد.
*هل تتوقع استئناف المسار ؟
ــ نعم ومسار الشرق مفتوح وأقر مؤتمر تشاوري وهذا المؤتمر ما يقره يعد إلزاماً للمركز بتنفيذه.
*ما تعليقك على مخرجات مؤتمر سنكات ؟
ــ لا أعرف لهم مخرجات.
*مخرجاتهم كما خرجت بالإعلام إلغاء مسار الشرق تماماً ؟
-الكلام بقولوا ولكن نحن نعلم بأن عدم تنفيذ اتفاق سلام شرق السودان ليس بيدهم.
*ولكن مجلس البجا والإدارات الرافضة للمسار يمثلون أغلبية الشرق ؟
-حتى لا ندخل في مداخلات بأن هؤلاء أغلبية وذاك أغلبية وفي أي حال من الأحوال لا يصح إلا الصحيح ، الشيء المطلوب لابد من حدوث استقرار أمني بشرق البلاد ثم بعد ذلك تعود التنمية لأهل الشرق.
*كيف تقيم راهن البلاد السياسي ؟
-المسار السياسي بالبلاد لا بأس به وعلى الجميع أن يتوافقوا وإبعاد الإقصاء وأن يتراضى الجميع لإدارة الانتقالية…
*قوى الحرية المجلس المركزي يرى بأن القوى التي شاركت نظام البشير يجب أن لا تشارك بالانتقالية ؟
-هو منو الما شارك نظام البشير خلال الـ 30 سنة الماضية إذا كان التقييم كهذا معنى ذلك بعدم وجود أي مكون مؤهل إلا النشطاء.
*ولكن مطالباتهم واضحة بإقصاء التيار الإسلامي من العملية السياسية وفي ذات الوقت ينادون بالحريات ؟
= يجب التفاهم والجلوس مع التيار الاسلامي لأنهم جزء أساسي وعريض ولهم تأثيرات ويجب أن تفتح معهم حوار حتى ننجي البلاد من المهلكات.
*قبيل أسابيع قليلة أرجعت السلطات قيادات أهلية كانت في طريقها لأريتريا ؟
= أعتقد بأن أسمرا نجحت بالاتصال بالجميع بكل تنوعاتهم المع المسار والضد المسار وكانت رسالة قوية من أفورقي بغض النظر عن الغرض والمآلات.
*من هي الجهة التي ستنفذ اتفاق مسار الشرق حال استئنافه ؟
-إلزام لأية حكومة للبلاد و الحكومة ملزمة حتى لو خلقت آليات لناس ترك مناهضين وعدم تنفيذ اتفاق الشرق سيؤدي إلى كارثة أخرى لن تقدر عليها الحكومة رؤيتنا واضحة ما قبل قرارات 25 أكتوبر وما بعدها ما زال السودان في حاجة محتاج لحكومة مركزية تقوم بدورها نحو المواطن وتحقيق الأمن بالولايات لأن الوضع الحالي سيسقط أية حكومة ونحن في الشرق لدينا مآخذ على كل الحكومات تعاقبت بعد الثورة سواءً أن كانت حمدوك أو العسكر.
*كيف تقابلون تصريحات البجا التي تطالب بتقرير المصير بين الحين والآخر ؟
= دا كلام استهلاك سياسي من ناس ترك ولا غيرهم والشرق هو السودان الكبير ويختلف عن باقي الأقاليم شرق السودان لا يشبه دارفور ولا النيل الأزرق ولا غيرها به كل القوميات أي اتفاق لا يحقق رغبات كل أهل السودان لا يمكن جهة واحدة تدعي فصل الشرق.
*ولكن أي اتفاق فيه تباين سيفشل ؟
ــ طبعاً.
*وكذا الحال لاتفاق الشرق ما زال محل صراع ؟
ــ وينطبق كذلك على أي اتفاق قادم والمرجع للحل هو توافق أهل الشرق لنقطة يتراضون أو يتوافقون عليها.
*لا إجماع على مسار الشرق هكذا تعكس المؤشرات ؟
ــ وكذلك لا إجماع على مقررات ترك.
*لماذا ضمنت أزمة الشرق كمسار وليس اتفاقاً قائماً بذاته؟
ــ هو اتفاق سياسي مشهود وملزم لكل الأطراف.
*ما هي التحديات التي تواجه سلام جوبا ؟
ــ تحديات تواجه وحدة السودان ككل وليس اتفاق جوبا ولابد من توافق سياسي لا يقصي أحداً كل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بفئاته ويجب أن يذهب الناس للانتخابات بمدى زمن قصير.
*كيف تطالب بانتخابات على مدى زمني قصير وأنت تطالب بفترة انتقالية لعامين أليس هذا متناقضاً ؟
ــ الآن ما في حكومة والمناخ ومتطلبات العملية الانتخابية غير موجودة.
*الإنتخابات الرئاسية هل خيار وراد ؟
ــ حتى الرئاسية محتاجة لمفوضية انتخابات ومحتاجة لدوائر لتنظيم العملية الانتخابية
*هل بالإمكان العودة لدستور 2005م للعمل به ؟
ــ مشكلتنا ليس بالدساتير ولكن الالتزام بها.
*الوثيقة الدستورية كيف تقيمها ؟
ــ تحتاج إلى تعديلات لأن 2019م نصت لإعلان الحرية والتغيير حصري بتكوين الحكومة وعملياً ما نجح.
*كيف تقيم فترة حمدوك ؟
ــ أحسن من هذه الفترة الحالية للعسكر.
*لكن أيدتم إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر ؟
ــ موافقتنا حصرية وقطعية وكنا نرى بأن فترة حمدوك فاشلة ولكن بعد حمدوك أفشل.
*هل تتوقع تجاوز المكون العسكري للقوى وتشكيل حكومة مع تفاقم الأزمات ؟
ــ كنا نأمل ذلك ولكن أكدت التجربة أن الحكومة العسكرية ليس لديها أية قرارات.
*رؤيتكم لحل الأزمة السياسية ؟
ــ هذه المبادرات تكون لها آلية والآلية دي وطنية من مهامها جمع الأوارق وتخت نقاط الاتفاق على جنب والاختلاف وتصيغها بمسودة واحدة توقع عليها كل الأطراف ومن أبى يكون بالمعارضة ولا يمكن أن تحقق الإجماع الكافي بأي حال من الأحوال.
*كيف تقرأ الانشقاق الذي ضرب الحركة الشعبية بمغادرة عرمان وتشكيل حركته ؟
ــ تنظيم الحركة الشعبية قطاع الشمال تنظيم عريق قدر يدير الخلافات حتى رأوا الشقة فيما بيناتم كبيرة ولكن مؤمنين على انفاذ السلام ، لن يؤثر على الترتيبات وياسر في تقديري ثابت ليهو باع زعيم ياسر في بنائه.
الانتباهة
