
ظاهرة سالبة تنتشر في الغالب بين المراهقين في المدارس وربما نطلق عليها في السودان (الفتونة) حيث يقوم بعض الشباب بالاعتداء اللفظي أوالايذاء الجسدي أحيانا علي زملائهم وهي ممارسة مستهجنة بين المجتمعات لما تحدثه من تصدع في النسيج الاجتماعي.
انتقل التنمر في عهد الانقاذ الي الحياة السياسية وسارت توجهات (الاخوان) لتطبيق مشروعهم الحضاري وهم رواد ظاهرة التنمر ممثلا في التمكين حيث فرغوا الخدمة المدنية من الكوادر التي تراعي أخلاقيات المهن المختلفة في ممارسة وأداء أعمالها اليومية لتحل محلها تمكينا (أخوان) بعضهم لا يملكون المؤهلات لشغل الوظائف والأعمال التي تم اختيارها لهم غنيمة في قسمة الفئ.
بيوت الاشباح من وسائل ممارسة التنمر علي أحرار الرأي يتم بين جدرانها سحق حقوق الانسان بذات البساطة التي تسحق وتحطم عظام المخالفين لتوجهات المشروع الحضاري الهلامي الغشاء ولا يوجد حقيقة إلا في مخيلة شخص واحد في قمة تنظيم (الاخوان) وبمذكرتهم الشهيرة تنمرا عليه أحال التلاميذ شيخهم حامل فكرة المشروع للتقاعد وواصلوا التنمر علي مكونات الشعب السوداني فكان علي عثمان بتنمره حتي اختار سكان الجنوب الانفصال ثم الحق التنمر في الجنوب بآخر عماده كتائب الظل ونافع لم يكن أقل سوء الي أن لحس كوعه والفاتح عزالدين لم يهمله الله كثيرا في التشفي بتهديدات التنمر يطلقها في الزمن بدل الضائع وتلك فقط عينات من تنمر تلامذة المشروع الحضاري.
لم يسلم الاقتصاد من تنمرهم فقسموا البلاد الي مجموعات جغرافية وحددوا مثلث حمدي لاستيعاب مشاريع التنمية التي يزعمون اقامتها ولم يري الناس طريق الغرب ولكن الجميع سمع قصته في عبارة شهيرة أطلقها دكتور علي الحاج (خلوها مستورة) عند رفع سؤال عن كشف حساب أموال الطريق وتتواصل فقرات التنمر وتنتقل الي شمال البلاد في سد مروي والقصة الحزينة فيما ال اليه حال الاهل الذين تم تهجيرهم وما زالت أثار التنمر تلاحقهم أمراض سرطانية بفعل ممارسات اغلقت ملفات التحقيق بشأنها وكأنما النفايات النووية التي دفنت في تلك المناطق أتت بها مخلوقات من عائلة (كورونا).
تحقيق السلام في دارفور من حلقات التنمر فيه يتم تقريب مجموعات محاصصة في وزارات ووظائف ولاة أو أخري سيادية بلا أعباء في داخل القصر الجمهوري يسبقها وصف كبير بتكليفات لا تسند غالبا ويترك الباب مواربا للخروج ويتواصل التنمر بإدخال غريم يتوق أيضا لمحاصصة ووظيفة مني النفس بشغلها منذ دخل الي الخرطوم يحمل شنطة الحديد ذات الشهرة ا لواسعة والنخبة في شغل المحاصصات بينما أهل دارفور حملة القران في صدورهم يتقلبون في معسكرات النزوح.
التنمر علامة وممارسة جلبها (الاخوان) في ساحة العمل العام والسياسي علي وجه الخصوص فمن يعارض مشروعهم الحضاري تدبج لتكفيره الفتاوى وربما صدع بها بعض مشايخهم من منابر المساجد بعد قبض الثمن منح دولاريه لإنشاء قنوات فضائية أو بناء عمارات استثمارية والحجة الظاهرة دائما بناء مسجد في الحي.
ظاهرة سالبة ومدمرة للمجتمع ولا بد للتنمر من ازالة تقوم بها أمة السودان تحقيقا للحرية والعدالة التي نادت بها ثورة ديسمبر المجيدة لإرساء السلام في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق ومحو التنمر يبدأ أيضا داخل مكونات النخبة التي تواصل التنمر علي بعضها البعض فلا يقبلون مكوناتهم ويرفضون التعايش مع أحزاب الساحة السياسية ويبدأ البعض منهم في تحقير وجودها بيننا فذاك شيوعي وأخر بعثي وهذا ناصري وذاك رجعي بينما العقل الراشد وإدارة الحكم السليم تختار دائما تحلق الخصوم بعضهم حول بعض لضبط حركة المناورة وإرغام الخصم للعمل من المخابئ وباطن الارض هو التنمر الذي يمزق العقد الاجتماعي بين الناس و يجب الابتعاد منه لتحقيق المعافاة السياسية .
وتقبلوا أطيب تحياتي
مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد