أخِرُ الحَسَرَات _ قصيدة

أخِرُ الحَسَرَات

قد كنت ترفلُ في السَنا
وتضُجُ أرضُكَ بالحياةْ
والطيرُ تشدوا جهرةً
والطّلُّ لا يخشى النباتْ
والنيلُ شريانُ المُنَى
يرويك من سمح الصفاتْ
قد كنت وطناً واحداً
لا تدري أهوال الشتاتْ
بل كنت سمحاً سيدأً
أسداً هصوراً في الثباتْ
الان يَحكُمُك العِدا
والان يذبحُك الطغاةْ
جاءوا بافكٍ دامسٍ
فعلوا كما فعلَ الغزاةْ
غدروا زمانك خِلسةً
جعلوا ربوعكَ كالرُفاتْ
قطعوا لرحِمِكَ عُنوةً
وذرفوا دموعاً كاذباتْ
لم ينتهوا لم يرعووا
عاثوا فساداً في فسادْ
سرقوا ورودك والندى
وأدوا لاحلام البنات
رجموا رجالك بالاسى
جلدوا الحرائرَ بالسياطْ
والحق أضحي طلسما
ضلَّ السبيلَ الي النجاةْ
لله دمعُكَ موطني
فالنارُ أنجبتِ الرمادْ
والصمتُ بات مدوياً
والناس غرْقى في سُباتْ
والدينُ صارَ مطيةً
حكرأً علي رهطِ البُغاةْ
باعوا به وشروا به
والناسُ تقتات الفُتاتْ
الغضبُ أتيهم غداً
وسيفهموا بعد المماتْ
والفرح اتينا غداً
وغداً تجودُ المُعصِراتْ
وتعود أسرابُ النُهى
بالنور من كل الجهاتْ
ويلوح فجرٌ طامحٌ
ويُضئُ زهرُ الامنياتْ

ضياء الدين مدثر رجب
برلين
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..